قال مسؤول دفاعي أمريكي، الأربعاء 11 أغسطس/آب 2021، إن تقييم المخابرات الأمريكية يفيد الآن بأن حركة طالبان قد تعزل العاصمة الأفغانية كابول عن بقية أنحاء البلاد خلال 30 يوماً وربما تسيطر عليها خلال 90 يوماً.
وأضاف المسؤول لوكالة رويترز الإخبارية، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، أن التقييم الجديد يستند إلى المكاسب السريعة التي تحققها طالبان في أنحاء البلاد.
يأتي هذا في وقت سيطرت في حركة طالبان خلال أقل من أسبوع، على أكثر من ربع عواصم المقاطعات الأفغانية في معارك هي الأعنف مع الحكومة المركزية منذ الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، فيما كانت الحركة قد سيطرت بالفعل على مناطق شاسعة من الريف منذ شنها سلسلة من الهجمات في مايو/أيار بالتزامن مع بدء الانسحاب النهائي للقوات الأجنبية.
تطورات في أفغانستان
بعد احتلال مدينة قندوز الكبيرة الواقعة في شمال شرق البلاد، وكذلك مدينتا ساري بول وتالقان الأحد في غضون ساعات قليلة، أضافت طالبان، الإثنين، إلى قائمتها مدينة أيبك البالغ عدد سكانها 120 ألف نسمة، والتي سقطت من دون مقاومة.
باتت طالبان تسيطر على ست من عواصم الولايات الأفغانية البالغ عددها 34 بعدما استولت السبت على شبرغان معقل زعيم الحرب عبدالرشيد دوستم على مسافة حوالي 50 كيلومتراً شمال ساري بول، والجمعة على زرنج عاصمة ولاية نيمروز البعيدة في جنوب غرب البلاد عند الحدود مع إيران.
بينما فرَّ آلاف من شمال البلاد ووصل الكثيرون إلى كابول، الإثنين، بعد رحلة لعشر ساعات في السيارات عبروا فيها العديد من حواجز طالبان. وتسيطر حركة طالبان التي تتقدم بسرعة الآن على خمس من عواصم الولايات التسع في الشمال فيما القتال مستمر في العواصم الأربع الأخرى.
"طالبان" لا تنوي التراجع
يبدو أن الحركة لا تفكر في إبطاء الوتيرة المحمومة لتقدمها في الشمال. فقد أعلن المتمردون أنهم هاجموا مزار شريف كبرى مدن شمال أفغانستان وعاصمة ولاية بلخ. لكنّ السكان والمسؤولين قالوا إنهم لم يصلوا إليها بعد.
قالت الشرطة في ولاية بلخ إن أقرب موقع شهد معارك يبعد 30 كيلومتراً على الأقل منها، متهمة طالبان بأنها تستخدم "الدعاية لترويع السكان".
بينما قال مرويس ستانيكزاي، الناطق باسم وزارة الداخلية، في رسالة إلى وسائل الإعلام، إن "العدو يتحرك الآن باتجاه مزار شريف لكن لحسن الحظ أحزمة الأمان (حول المدينة) قوية وتم صد العدو".
مزار شريف مدينة تاريخية ومفترق طرق تجاري. وهي من الدعائم التي استندت إليها الحكومة للسيطرة على شمال البلاد. وسيشكل سقوطها ضربة قاسية جداً للسلطات.
فيما تعهد محمد عطا نور، الحاكم السابق لولاية بلخ والرجل القوي في مزار شريف والشمال، بالمقاومة "حتى آخر قطرة دم". وكتب على تويتر: "أفضِّل أن أموت بكرامة على أن أموت في حالة من اليأس".