رئيس الحكومة الليبية منتقداً حفتر: جيشنا لن يهدِّد بلادنا ولا يمكن أن يُنسب لأحد مهما كانت صفته

عربي بوست
تم النشر: 2021/08/10 الساعة 18:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/08/10 الساعة 18:24 بتوقيت غرينتش
رئيس الحكومة الليبية، عبدالحميد الدبيبة/ رويترز

انتقد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، وزير الدفاع عبدالحميد الدبيبة، الثلاثاء 10 أغسطس/آب 2021، اللواء المتقاعد خليفة حفتر بعد تصريحاته الأخيرة، مؤكداً أن الجيوش الوطنية تحمي عواصم بلادها ولا تقتحمها، وأن المؤسسة العسكرية "معول بناء وليس هدم، ولا يمكن أن تنسب لأحد بعينه مهما كانت صفته، بل هو جيشنا وحامي حمانا".

حيث يشير الدبيبة بذلك إلى هجوم عسكري فاشل شنَّته ميليشيا حفتر، على العاصمة طرابلس (غرب)، في 4 أبريل/نيسان 2019، بالإضافة إلى تصريحات حفتر التي قال فيها إن قواته لن تخضع لأي سلطة مهما كانت.

الدبيبة قال، في كلمة له في احتفالية بمناسبة الذكرى الـ81 لتأسيس الجيش الليبي، إن "العواصم درر ثمينة، وُجدت الجيوش لتحميها لا أن تقتحمها وترعب أهلها وتدمر ممتلكاتها، ولا يمكن لأي جيش وطني أن يرعب أهله ومدنه تحت أي سبب كان".

"تحرير طرابلس"

كان الجيش الليبي قد أعلن، في 4 يونيو/حزيران 2020، استكمال تحرير طرابلس من ميليشيا حفتر، إثر عدوان أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب دمار مادي واسع.

فيما أضاف الدبيبة أن "الجيش وظيفته حماية حدودنا البرية والبحرية والجوية دون أي ولاءات أو اصطفاف"، مشدداً على أن "الجيش الليبي وُلد ليحمي السلام لا يهدد ولا يتوعد".

كما أوضح رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية أن "مَن يتخذ الحرب وسيلة لا يملك أبداً بُعد نظر، ولا يقدم مصلحة الوطن على مصالحه الشخصية، ويضحي بالجميع من أجل غطرسة واهية".

في حين استعرض الدبيبة في كلمته تاريخ تأسيس الجيش الليبي، لافتاً إلى أنه بُني "ليكون ولاؤه لله ثم للوطن، وليكون جيشاً لكل الليبيين مهمته الدفاع عن الوطن والمواطن، وله تاريخ حافل منذ عقود من الزمن، وبه ضباط يحملون الرتب العالية التي ساهمت في بناء أركانه لعشرات السنين ليسوا ضباط الماضي هؤلاء هم أبناء الحاضر منذ ستينات القرن الماضي، لا ينتمون لأي جهة تدعي أنها السبب في وجوده".

كذلك، تعهد رئيس حكومة الوحدة الوطنية بالعمل على إنجاز الانتخابات في موعدها المقرر نهاية العام الجاري، من أجل "العبور بالبلاد نحو مرافئ التقدم والتطور، لأن الليبيين يستحقون ذلك".

حفتر يعلن عدم خضوع قواته لأي سلطة!

كان حفتر قد قال، الإثنين 9 أغسطس/آب 2021، إن الميليشيات التي يسيطر عليها والتي يصفها بـ"الجيش الوطني" لن تخضع لأي سلطة مهما كانت، مضيفاً: "رغم ما يُحاك ضد الجيش الوطني من دسائس ومؤامرات، يبقى الجيش وسيظل شامخاً صامداً لا تهزه الرياح والأعاصير، ومهما بلغت حنكة الكائدين وتألقهم في المراوغة والتحايل والخداع باسم المدنية أو غيرها، لن يكون جيشكم خاضعاً لأي سلطة".

حفتر أطلق تلك التصريحات في كلمة متلفزة خلال حفل يقيمه حفتر في قاعدة بنينا ببنغازي (عسكرية/شرق) بمناسبة الذكرى الـ81 لتأسيس الجيش‎ الليبي، وفي أعقاب عدة تغييرات وترقيات عسكرية أجراها في صفوف ميليشياته.

أضاف حفتر: "الجيش لم يقبل التوقيع على اتفاقيات الذل، ولم يستسلم أمام أفواج الإرهابيين، ولولا الجيش ومواقفه لما كانت لليبيا دولة موحدة حتى اليوم ولا حكومة إلا للإرهابيين ولا مكان للانتخابات في مسار خارطة الطريق، ولَما تنفَّس غالبية الليبيين نسيم الحرية وشعروا بالأمان".

اختصاصات المجلس الرئاسي

يشار إلى أن المجلس الرئاسي الليبي أكد، السبت 7 أغسطس/آب 2021، اختصاصه "الأصيل" في منح الترقية العادية والاستثنائية لضباط الجيش، وتشكيل وإنشاء الوحدات العسكرية، وتعيين أمراء (قادة) المناطق العسكرية، وذلك في تأكيد جديد من المجلس لرفضه قرارات اتخذها حفتر.

المجلس الليبي اعتبر، في بيان رسمي، أن ذلك "اختصاص أصيل له قانوناً بصفته القائد الأعلى"، وشدّد على أن "أي قرار يصدر بالمخالفة لذلك من أي جهة أو منصب، يعتبر باطلاً وجب إلغاؤه؛ لصدوره من جهة غير مختصة".

لفت المجلس أيضاً إلى الاختصاصات المسندة إليه التي تم تحديدها في مخرجات الحوار السياسي، في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وتشمل القيام بمهام القائد الأعلى للجيش الليبي.

كان اللواء حفتر قد أعلن، في 14 يونيو/حزيران الماضي، ترقية أعضاء اللجنة العسكرية إلى رتبة فريق، وإثر ذلك رفض أعضاء اللجنة العسكرية (على رتبة لواء) التابعون للحكومة الشرعية الترقية التي منحها لهم حفتر، مؤكدين عدم اعترافهم بها.

"الفصائل الليبية المتنافسة"

في هذا السياق، سعى الدبيبة لكسب دعم كثير من الفصائل الليبية المتنافسة، غير أن المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة واجها انتقادات داخلية وكذلك تحديات لسلطتهما.

ففي شرق البلاد، لا تزال الهيمنة للقائد العسكري خليفة حفتر ولميليشياته، بعد نحو عام من انهيار هجومه الذي استمر 14 شهراً للسيطرة على العاصمة.

أما في طرابلس، فلا تزال الجماعات المسلحة التي صدَّت هجوم حفتر على العاصمة تسيطر على الشوارع.

في حين لا يزال وجود المرتزقة الأجانب، خصوصاً الروس، راسخاً على جانبي خط المواجهة شديد التحصين، رغم الدعوات الدولية للأطراف المتحاربة لإخراجهم من البلاد.

يُذكر أن ليبيا عانت لسنوات صراعاً مسلحاً، حيث نازعت ميليشيا حفتر الحكومة المعترف بها دولياً على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.

إلا أنه منذ أشهر شهدت ليبيا انفراجاً سياسياً، ففي 16 مارس/آذار الماضي، تسلمت سلطة انتقالية منتخبة، تضم حكومة وحدة ومجلساً رئاسياً، مهامها لقيادة البلاد إلى الانتخابات.

لكن حفتر لا يزال يتصرف بمعزل عن الحكومة الشرعية، ويقود ميليشيا مسلحة تسيطر على مناطق عديدة، ويطلق على نفسه لقب "القائد العام للقوات المسلحة الليبية"، منازعاً المجلس الرئاسي في اختصاصاته.

تحميل المزيد