ارتفعت الثلاثاء 10 أغسطس/آب 2021، حصيلة حرائق الغابات التي اندلعت في مناطق عدة في الجزائر إلى 14 قتيلاً، حسب عناصر الإطفاء وسلطات الغابات المحلية، كما تسببت في احتراق عدة مبانٍ ومنازل، ما جعل المواطنين يفرون منها، في وقت تُواصل فيه محاولات قوات الدفاع المدني إخمادها.
وقالت صحيفة النهار الجزائرية إن الحرائق اندلعت في مناطق الغابات، فيما وصل عدد الحرائق التي تم تسجيلها بواسطة مصالح الحماية المدنية إلى 31 حريقاً في الغابات بـ14 ولاية، أهمها في جيجل، والبويرة وسطيف وخنشلة وقالمة وبجاية، وجميعها في شرق البلاد.
فيما قال وزير الداخلية الجزائري، كمال بلجود، إن اندلاع عشرات الحرائق في وقت واحد يؤكد أن ورائها يد إجرامية، متابعا: " المصالح الأمنية ستقوم بالتحقيقات اللازمة".
صور وفيديوهات توثق الكارثة
وتسببت الحرائق في انقطاع الطرق، ما أدى إلى صعوبة وصول مصالح إخماد الحرائق إليها، فيما بقي سكان هذه البلدات طيلة ليل الإثنين الثلاثاء يقظين وهم يكافحون النيران، خوفاً من أن تلتهم منازلهم.
فيما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات مخيفة للحرائق، وهي تقترب من بيوتهم، بعدما التهمت مساحات كبيرة من حقول الزيتون المجاورة.
وكانت نشرة خاصة للأحوال الجوية في الجزائر قد حذرت في وقت سابق من موجة حر شديدة، وحرارة تفوق الأربعين درجة في شمال البلاد، حيث اندلعت الحرائق.
حرائق مفتعلة
فيما قال محافظ الغابات، بمدينة تيزي وزو، شرق الجزائر العاصمة، محمد ولد يوسف، التي عرفت أكبر عدد من بؤر الحرائق والأكثر تضرراً، إن الحرائق مفتعلة وغير طبيعية، وتم اختيار يوم عُرف فيه أن درجة الحرارة ستكون مرتفعة، خاصة أن نشرة خاصة قد صدرت منذ أيام حذرت من ارتفاع درجة الحرارة، وساهم في انتشارها هبوب الرياح حسب قوله.
وأكد أن الأماكن التي اندلعت فيها ألسنة اللهب تم اختيارها بـ"عناية" وبعملية شيطانية.
أضاف: "لكن في مساء يوم أمس بدأت الحرائق تنتشر بكثرة وفي مختلف مناطق الولاية. وحسب تجربتنا هذه الحرائق مفتعلة، ومستحيل أن تكون طبيعية، واختير لها يوم ارتفعت فيه درجات الحرارة مع وجود رياح نسبية، ما أدى إلى انتشارها بسرعة".
وفي سؤال عن الأسباب التي أدت إلى وقوع هذه الحرائق، أجاب محافظ الغابات "الأسباب هي بفعل فاعل، مستحيل أن تكون طبيعية".
هذا، وشهد شرق الجزائر حرائق كبيرة التهمت عشرات الهكتارات، خصوصاً في منطقة الأوراس، كما قضت النيران على مساحات كبيرة من غابات الأرز في محمية الشريعة على بعد 60 كيلومتراً غرب العاصمة.
وتضم الجزائر، وهي أكبر دولة إفريقية 4,1 مليون هكتار من الغابات فقط مع نسبة إعادة تشجير متدنية بلغت 1.76%.
وتشهد البلاد حرائق غابات سنوياً، وقد أتت النيران العام 2020 على حوالي 44 ألف هكتار.