أعلنت السلطات الأمريكية، مساء الأحد 8 أغسطس/آب 2021، أن "حريق "ديكسي"، الذي اشتعل منذ 3 أسابيع شمال ولاية كاليفورنيا، مازال مستعراً ليصبح ثاني أكبر حريق في تاريخ الولاية، خاصةً أنه امتد إلى ما يقرب من 500 ألف فدان، وأسفر عن إصابة ثلاثة من رجال الإطفاء.
حيث قالت إدارة الغابات والحماية من الحرائق بكاليفورنيا (CalFire)، في تغريدة عبر تويتر، إن "ديكسي" المشتعل شمال شرقي مدينة سان فرانسيسكو، امتد إلى 489287 فداناً من نحو 274000 فدان في منتصف الأسبوع الماضي، لافتة إلى أن رجال الإطفاء يواصلون معركتهم ضد 11 حريقاً في الغابات والأبنية بأنحاء الولاية الواقعة غربي البلاد.
أضافت الإدارة أن الحريق نشط منذ 26 يوماً، وأنه تم احتواؤه بنسبة 21%، مؤكدةً أن المنطقة المحترقة تعادل تقريباً مساحة منتجع كانكون في المكسيك أو أكبر من مدينة هيوستن بولاية تكساس.
فيما يشارك في جهود إخماد حريق "ديكسي" أكثر من خمسة آلاف رجل إطفاء.
"رياح قوية"
في حين امتد "ديكسي"، مساء الخميس 6 أغسطس/آب، بسبب النباتات الجافة وهبوب الرياح القوية، إلى مدينة "غرينفيل" التاريخية، والواقعة شمال الولاية، وهو يهدد كثيراً من المناطق السكنية.
وفقاً لمشرف مقاطعة "بولماس"، كيفين جوس، فإن "الحريق دمر تماماً العديد من المباني التاريخية والمنازل والشركات والمدارس".
من جهته، قال إدوين سونيجا، المتحدث باسم إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا: "نحن نشهد استعار نيران لم يشهده أيضاً المخضرمون من رجال الإطفاء خلال عملهم".
إلى ذلك، أعلن مسؤولون بمنطقة "بولماس"، قبل أيام، عن فقد ما لا يقل عن 8 أشخاص، موضحين أن عمليات البحث عن المفقودين لاتزال مستمرة حتى الآن.
يعدّ هذا ثاني أكبر حريق غابات بالولاية بعد حريق هائل اندلع في أغسطس/آب 2020، وأتى على ما يزيد على مليون فدان.
دمار بلدة تاريخية
كان حريق كاليفورنيا قد دمر بالكامل، الخميس 6 أغسطس/آب، بلدة صغيرة في شمال شرقي الولاية؛ ما أدى إلى إذابة أعمدة الإنارة وتدمير مبانٍ تاريخية، بعد ساعات من إصدار أوامر للسكان بإخلاء المنطقة.
فبحسب بيان صادر عن إدارة الغابات والحماية من الحرائق بكاليفورنيا (كال فاير)، لفَّت ألسنة اللهب بلدة "غرينفيل"، وهي مجتمع محلي في "إنديان فالي" يضم بضع مئات من الأشخاص ويعود تاريخها إلى منتصف القرن التاسع عشر.
يشار إلى أنه بسبب حرائق الغابات الأخرى المستمرة في المنطقة، تم إخلاء العديد من المناطق السكنية، كما أُغلقت حديقة "لاسين" البركانية الوطنية أمام الزوار.
بحلول أواخر يوليو/تموز الماضي، ارتفع عدد الدونمات المحترقة في كاليفورنيا بأكثر من 250% مقارنة بعام 2020، الذي اعتُبر أسوأ عام بالنسبة إلى حرائق الغابات في تاريخ الولاية الحديث.
جدير بالذكر أن حريق "ديكسي فاير" أثار ذكريات مؤلمة خلَّفها حريق "بارادايس فاير"، وهو أكثر حريق دمويةً في تاريخ كاليفورنيا الحديث.
موجة شديدة الحرارة
كانت موجة شديدة الحرارة بالغرب الأمريكي قد أدت منتصف الشهر الماضي، إلى ارتفاع درجات الحرارة نحو معدلات قياسية مع تسجيل منطقة ديث فالي في ولاية كاليفورنيا درجة حرارة بلغت 54 درجة مئوية، لتصبح إحدى أكثر المناطق حرارةً على كوكب الأرض.
هذه الحرارة الشديدة، التي امتدت عبر معظم المناطق الشمالية الغربية المطلة على المحيط الهادي، تسببت في الضغط على شبكات الكهرباء وتأجيج حرائق الغابات الرئيسية، ومن ضمنها حريق في جنوب ولاية أوريجون شكَّل تهديداً للمنازل وأدى إلى قطع الكهرباء.
حينها أصدرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية تحذيرات من ارتفاع درجات الحرارة في معظم أنحاء المنطقة، محذرةً السكان من أن درجات الحرارة المرتفعة قد تمثل خطراً على صحتهم، لاسيما الأطفال الصغار وكبار السن.
في هذا الإطار، أرجع العلماء حدوث موجات من الجفاف بالمنطقة إلى التغير المناخي، ما جعل البيئة أكثر عرضة للحرائق الضخمة والمدمرة.