السودان يستدعي سفيره لدى إثيوبيا للتشاور.. أديس أبابا رفضت عرض الخرطوم للوساطة في صراع تيغراي

عربي بوست
تم النشر: 2021/08/08 الساعة 13:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/08/08 الساعة 13:57 بتوقيت غرينتش
رئيس الحكومة السوداني عبد الله حمدوك مع نظيره الإثيوبي آبي أحمد/رويترز

أعلنت وزارة الخارجية السودانية، الأحد 8 أغسطس/آب 2021، استدعاء سفيرها لدى إثيوبيا جمال الشيخ للتشاور، احتجاجاً على تصريحات "مسؤولين إثيوبيين كبار" قالت إنهم يرفضون عرضاً للوساطة تقدمت به الخرطوم من أجل المساعدة في إنهاء الصراع الدائر بإقليم تيغراي المضطرب، فضلاً عن الاتهامات بلعب السودان دوراً في هذا النزاع.

حيث قالت الخارجية، في بيان، إن "الإيحاء بلعب السودان دوراً في النزاع (بتيغراي)، وادعاء الاحتلال هو استمرار لما درجت عليه إثيوبيا من تجاوز الحقائق في علاقتها بالسودان، وترويج مزاعم لا تملك لها سنداً، ولا تقوم إلا على أطماع دوائر في الحكومة الإثيوبية لا تتورع عن الفعل الضار لتحقيقها".

وزارة الخارجية السودانية أشارت إلى أنها رصدت "التصريحات التي صدرت مؤخراً عن مسؤولين إثيوبيين كبار برفض مساعدة السودان في إنهاء النزاع الدموي المحتدم بإقليم تيغراي، بدواعي عدم حياده واحتلاله لأراضٍ إثيوبية".

"معاناة إنسانية كبيرة"

كما أضافت: "التحلي بالمسؤولية واستبشاع المعاناة الإنسانية الكبيرة في إقليم تيغراي يسوغان للسودان ولكل قادر على الفعل الإيجابي أن يبذل ما في الوسع من مساعدة، ناهيك عن رئاسة السودان لإيغاد وواجباته المستحقة، وعن كونه جاراً يتعدى إليه الكثير من آثار النزاع لاسيما اللاجئين".

وإيغاد هو تجمع يضم كينيا وإثيوبيا وأوغندا وجيبوتي والسودان وأوغندا والصومال.

تابعت الوزارة السودانية: "ستحسن إثيوبيا موقفاً إن هي نظرت فيما يمكن أن يقوم به السودان على أساس من قدرته على توفير الحل المطلوب، عوض أن ترفض جملة أي سعي منه"، لافتاً إلى أن "اهتمام السودان بحل نزاع إقليم تيغراي هو جزء من التزامه بالسلام والاستقرار الإقليمي، وتعبير عن حرصه على استتباب الأوضاع في إثيوبيا، وللتضامن فيما تواجهه من تحديات".

في حين أردف البيان: "ومن أجل تحديد خياراته في هذا الشأن، فقد استدعى السودان سفيره لدى إثيوبيا للتشاور".

إلا أن البيان استدرك قائلاً: "يظل تواصل البلدين الأساس لتخطي ما يطرأ من تعقيدات، كما هو أساس لترقية العلاقات بينهما، ولم تتوقف جهود السودان بحكم مسؤوليته وسيواصل الدفع باتجاه إيجاد حل للنزاع في إثيوبيا".

اشتعال الصراع في تيغراي

كانت قوات "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" قد تمكنت في يونيو/حزيران الماضي من استعادة السيطرة على عاصمة إقليم تيغراي (شمال)، مدينة مقلي، ما وجّه ضربة موجعة إلى الحكومة الإثيوبية التي أجرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حملة عسكرية في الإقليم.

يُشار إلى أن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك أجرى اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، يوم الأربعاء الماضي، حول الصراع في منطقة تيغراي، والذي أدى إلى تدفق 53400 لاجئ منذ أواخر عام 2020.

في هذا الإطار، قال مجلس الوزراء السوداني، في بيان آنذاك، إن "الطرفين اتفقا على أهمية تشجيع الأطراف الإثيوبية على التوصل لاتفاق شامل لوقف إطلاق النار"، وكذلك "الدخول في حوار شامل، بهدف الحفاظ على وحدة واستقرار الدولة، مع أولوية ضمان وصول المساعدات الإنسانية للسكان بمناطق النزاع وبصورة عاجلة".

رفض إثيوبي

بينما لم يرد متحدثون باسم وزارة الخارجية الإثيوبية أو رئيس الوزراء الإثيوبي على طلبات للتعقيب على استدعاء السودان لسفيره.

لكن بيلين سيوم، المتحدثة باسم رئيس الوزراء الإثيوبي، نفت قبل أيام إمكانية توسط السودان في الصراع بمنطقة تيغراي، واصفةً العلاقة مع الخرطوم بأنها "صعبة بعض الشيء". وقالت إن الثقة يجب أن تكون أساس أي وساطة، لكنها "تقوّضت" خاصة بعد "توغل الجيش السوداني في الأراضي الإثيوبية".

كانت العلاقات بين الخرطوم وأديس أبابا قد توترت بسبب الخلافات على منطقة الفشقة، وهي أرض خصبة يسكنها مزارعون إثيوبيون يقول السودان إنها تقع على جانبه من الحدود التي تم ترسيمها في بداية القرن العشرين وهو ما ترفضه إثيوبيا.

يأتي هذا التوتر الحدودي في وقت تحاول فيه إثيوبيا والسودان ومصر أيضاً حل نزاع ثلاثي حول سد النهضة الإثيوبي.

تحميل المزيد