قالت صحيفة Financial Times البريطانية إن عملاق التكنولوجيا الصيني "هواوي" مُنِيَت بأكبر انخفاض لها على الإطلاق في الإيرادات، في النصف الأول من هذا العام، بعدما فرضت الولايات المتحدة عقوبات أثرت في مبيعات هواتفها الذكية حول العالم.
فرضت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، عقوبات على "هواوي"، بعد أن قالت إنها تشتبه في أنها تقوم بالتجسس لحساب بكين، وهو ما تنفيه المجموعة.
إذ أُدرجت "هواوي" على لائحة سوداء لمنعها من الحصول على التقنيات الأمريكية الأساسية لهواتفها، ومنذ سبتمبر/أيلول 2020، لم تعد الشركة قادرة على تزويد أجهزتها المتطورة بشرائح "كيري" الجديدة مثلاً، ولا تملك القدرة على تصنيعها داخلياً.
تأثير العقوبات الأمريكية
الصحيفة البريطانية نقلت، الجمعة 6 أغسطس/آب 2021، عن رئيس "هواوي" إريك شو قوله إنَّ الصمود أمام الضغط الأمريكي كان الأولوية القصوى للشركة، في ظل مساعيها "للتحول إلى البرمجيات" لتعزيز مرونتها من خلال التنويع.
أضاف شو في بيان: "لقد حددنا أهدافنا الاستراتيجية للسنوات الخمس المقبلة، وهدفنا هو البقاء، وفعل ذلك على نحوٍ مستدام".
منذ أضافت واشنطن شركة "هواوي" لأول مرة إلى قائمتها السوداء للكيانات التجارية في عام 2019، شدَّدت الخناق عليها تدريجياً لمخاوف تقول إنها تتعلق بالأمن القومي.
بموجب العقوبات، يجب على الموردين الذين يستخدمون أية تقنية أمريكية لصنع مكونات لشركة "هواوي" أن يحصلوا أولاً على موافقة واشنطن، الأمر الذي أدى في الواقع إلى توقف إمداد العديد من الأجزاء الرئيسية.
خسائر قياسية للشركة الصينية
سجَّلت الشركة الصينية للتكنولوجيا إيرادات بلغت 320.4 مليار رنمينبي (49.5 مليار دولار) في النصف الأول، بانخفاض 29.4% عن نفس الفترة من العام الماضي.
كما انخفضت عائدات ذراع الإلكترونيات الاستهلاكية لدى الشركة بنحو 47%، أو أكثر من 120 مليار رنمينبي، مقارنة بالعام الماضي، حين منع انقطاع الوصول إلى الرقائق الإلكترونية الأمريكية المهمة الشركة من بيع هواتفها.
فيما قال متحدث باسم شركة هواوي: "لقد تأثرنا بالتأكيد بنقص الرقائق"، مضيفاً أنَّ بيع العلامة التجارية للهواتف الذكية "هونور" التابعة للشركة ساهم أيضاً في تراجع قسم الإلكترونيات الاستهلاكية.
إضافة إلى ذلك، انخفض نشاط "هواوي" الرئيسي المتمثل في بيع معدات البنية التحتية لشركات الاتصالات، بنسبة 14.2%، وصولاً إلى 136.9 مليار رنمينبي (21.1 مليار دولار).
هواوي تحقق نمواً في قطاعات أخرى
كانت أعمال المؤسسة، التي تشمل الحلول الرقمية للمدن الذكية، والتمويل، والنقل، والطاقة، والتصنيع والتعليم، هي القطاع الوحيد الذي شهد نمواً، محققاً مبيعات بقيمة 42.9 مليار رنمينبي (6.6 مليار دولار)، بزيادة قدرها 18.2% عن العام الماضي.
بالنسبة لشركة "هواوي"، الأولوية هي الحفاظ على المرونة في مواجهة الضغوط الأمريكية. وأحد المجالات التي يتجلى فيها ذلك هو ما سماه الرئيس التنفيذي رين تشنغ فاي "محور البرمجيات"، الذي يشمل تعزيز أعمال الحوسبة السحابية سريعة النمو.
فيما قال رين في بيان: "يجب أن نتحلى بجرأة قيادة العالم في مجال البرمجيات الخالصة. في المجالات التي تتداخل فيها البرمجيات مع الأجهزة، يجب أن نركز على تحسينها لتتكامل مع الأجهزة".