“نعيش حياة كعينة من الجحيم”.. لاجئو الروهينغا يُجبرون على بناء مخيماتهم التي دمرتها الفيضانات

عربي بوست
تم النشر: 2021/08/07 الساعة 09:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/08/07 الساعة 09:20 بتوقيت غرينتش
صورة من مخيمات "الروهينغا" وقد اجتاحتها الفيضانات - رويترز

أعاد لاجئو الروهينغا بناء مخيماتهم بعد أن دمرتها الفيضانات المميتة التي ضربت مناطق يعيشون فيها ببنغلاديش، حيث أغرقت سيول المياه ملاجئهم الهشة المصنوعة من الخيزران والقماش المشمع، وأسفرت عن مقتل عدد منهم. 

وبدأت عملية إعادة البناء مرة أخرى، بعد أسبوع من الأمطار الغزيرة التي تسبَّبت في تشريد الآلاف، وأسفرت عن مقتل العشرات في بنغلاديش، بحسب ما ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية السبت 7 أغسطس آب 2021. 

ونزح ما لا يقل عن 21000 لاجئ بسبب الأمطار الموسمية الغزيرة التي بدأت في 27 يوليو/تموز، واستمرت لعدة أيام، وتسببت في انهيارات أرضية. 

"عينة من الجحيم"

ويصف زاهد خان، ناشط من الروهينغا يعيش في مخيم كوتوبالونغ للاجئين المشهد بالقول: "كانت عائلتنا كلها في المنزل، ولم يكن لدينا أي سبيل للفرار؛ لذلك حاولنا بكل ما في وسعنا التخلص من المياه، لقد حفرنا الخنادق لتصريف المياه بعيداً".

أشار خان إلى أنَّ معظم ممتلكات عائلته ووثائقها تضررت بسبب المياه، كما أكد أن إعادة البناء تتم بصعوبة لعدم توفر الدعم المالي للحصول على المواد اللازمة، لقد أمضينا أياماً في الملجأ المُدمّر، لكن بعد بضعة أيام قدمت لنا بعض المنظمات غير الحكومية مواد مثل الخيزران والقماش المشمع.

صورة من مخيمات "الروهينغا" وقد اجتاحتها الفيضانات – رويترز

يشار إلى أنه مات ما لا يقل عن 6 من الروهينغا في فيضانات الأسبوع الماضي، إلى جانب 15 بنغلاديشياً، كما دمرت الأمطار الجسور والطرق والمسارات التي يستخدمها اللاجئون للتنقل داخل المخيمات المترامية الأطراف، والتي تعتبر ضرورية لتقديم المساعدات إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها.

وأفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأنَّ مئات العيادات ومراكز إيصال المساعدات والمراحيض تضررت، مشيرة إلى أنها قدمت مساعدة لربط الملاجئ قبل مواسم الرياح الموسمية والأعاصير، ودرَّبت آلاف المتطوعين.

لكن مع إغلاق المعسكرات، تزامناً مع أسوأ موجة تفشي لـ"كوفيد-19″ تشهدها بنغلاديش، وبعد أن أدت الحرائق إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص في وقت سابق من هذا العام زادت الأمطار القاتلة في الأسبوع الماضي من اليأس بين الروهينغا.

من جانبه، قال محمد زنيد، مصور من الروهينغا وعامل الإغاثة الذي تضرر ملجأه بسبب الانهيار الأرضي: "الحياة التي نعيشها هنا في المخيم هي بمثابة عينة من الجحيم، لا نريد أن نعيش هنا لمدة دقيقة واحدة".

كما أضاف: "ما دمنا نعيش هنا في المخيم نريد أن نحيا بأمان وكرامة".

وأوضح زنيد: "لم تكن المنظمات غير الحكومية مستعدة للتعامل مع الأمطار، وأدى نقص الرعاية إلى وفاة الناس وفقدان الكثيرين لمأواهم"، مشدداً على الحاجة لفرض مزيد من الضغط على ميانمار لمنح الروهينغا حق العودة، وهي خطوة تبدو مستبعدة للغاية بعد الانقلاب العسكري هذا العام.

من جانبه، أعلن البنك الدولي، يوم الخميس 5 أغسطس/آب، عن تخصيص 590 مليون دولار أمريكي للمساعدة في دعم الروهينغا والمجتمعات البنغلاديشية المحلية. 

صورة من مخيمات "الروهينغا" وقد اجتاحتها الفيضانات – رويترز

أكبر مخيم للاجئين في العالم

يُذكر أن بنغلاديش تستضيف أكثر من مليون لاجئ من الروهينغا في مخيمات مدينة "كوكس بازار"، التي تعتبر أكبر مخيم للاجئين في العالم.

كانت بنغلاديش قد تعرضت لانتقادات كثيرة، بسبب عدم تشاورها مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وهيئات إغاثة أخرى بشأن نقل اللاجئين.

ومنذ أغسطس/آب 2017، تسببت حملات القمع الوحشية التي يشنها الجيش وميليشيات بوذية متطرفة ضد الأقلية المسلمة بإقليم أراكان بميانمار، في تعذيب وقتل آلاف الرجال والنساء والأطفال المسلمين، وفق مصادر محلية ودولية.

بحسب الأمم المتحدة، بلغ عدد اللاجئين الفارين من العنف والظلم في أراكان، اعتباراً من أغسطس/آب 2017، نحو 900 ألف، بينما ما زال 600 ألف يعيشون في بورما، لكن دون حقوق المواطنة.

إزاء تلك الانتهاكات "البشعة" تصف الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية أحداث العنف التي يتعرض لها مسلمو الروهينغا، بأنها "تطهير عرقي" أو "إبادة".

صورة من مخيمات "الروهينغا" وقد اجتاحتها الفيضانات – رويترز

جدير بالذكر أنه في مطلع فبراير/شباط الماضي، نفذ قادة بالجيش انقلاباً عسكرياً تلاه اعتقال قادة كبار في الدولة، بينهم الرئيس وين مينت، والمستشارة أونغ سان سو تشي.

إثر هذا الانقلاب، خرجت مظاهرات شعبية رافضة في عموم البلاد، لتعلن الإدارة العسكرية فرض الأحكام العرفية في 7 مناطق بمدينتي يانغون وماندلاي، في ظل استمرار الانتهاكات ضد الروهينغا.

تحميل المزيد