البنتاغون يعلن نتائج تحقيقه بهجوم السفينة الإسرائيلية: طائرة مسيّرة أُنتجت في إيران هاجمتها بمتفجرات

عربي بوست
تم النشر: 2021/08/07 الساعة 06:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/08/07 الساعة 10:56 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية لسفينة تعرضت لهجوم - رويترز

أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، الجمعة 6 أغسطس/آب 2021، أن فريقاً من خبراء وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) خلص إلى أن الطائرة بدون طيار (درون)، التي تقف وراء الهجوم المميت على ناقلة النفط "ميرسر ستريت" في بحر العرب، تم إنتاجها في إيران، مشيرة إلى أن السفينة تعرضت لهجومين فاشلين في الأيام التي سبقت الاستهداف الأخير. 

ففي بيان لوزارة الدفاع الأمريكية، نشرته شبكة CNN الأمريكية، جاء فيه أن فريق التحقيق الأمريكي الذي أُرسل إلى السفينة "ميرسر ستريت"، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، وجد أن السفينة قبالة سواحل عمان استهدفت في 30 يوليو/تموز بطائرة بدون طيار "محملة بمتفجرات من الدرجة العسكرية".

أشار البيان كذلك إلى أن "استخدام الطائرات بدون طيار الإيرانية بطريقة هجومية يتزايد في المنطقة"، وأنه "يتم استخدامها بشكل نشط من قبل إيران ووكلائها ضد قوات التحالف في المنطقة، لتشمل أهدافاً في المملكة العربية السعودية والعراق".

فيما خلص التحقيق إلى أن السفينة استُهدفت بهجومين فاشلين آخرين بطائرات بدون طيار في 29 يوليو/تموز، في اليوم السابق للهجوم الذي أسفر عن مقتل شخصين، بريطاني وروماني، على متن السفينة في 30 يونيو/حزيران.

من جانبها، أشارت القيادة المركزية الأمريكية إلى أنه بعد التحليل في الموقع "تم نقل بعض المواد إلى مقر الأسطول الخامس الأمريكي في المنامة بالبحرين، ثم إلى مختبر وطني أمريكي لإجراء مزيد من الاختبارات والتحقق".

كما أكدت " تزويد الخبراء البريطانيين بإمكانية الوصول إلى الأدلة في مقر الأسطول الخامس، وكذلك تمت مشاركة الأدلة فعلياً مع خبراء المتفجرات الإسرائيليين، وكلاهما اتفق مع النتائج الأمريكية".

رفض إيراني

من جانبها، جدَّدت إيران رفضها اتهامات بأنها المسؤولة عن الهجوم الذي تعرضت له السفينة الإسرائيلية، واصفة الاتهامات بأنها جزء من حرب نفسية، مؤكدة أنها تسعى لتعزيز الأمن في الممر المائي الاستراتيجي بالخليج.

ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن أبوالفضل شكارجي، المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية قوله: "لو أننا سنتصدى لأعداء.. فسنعلن ذلك صراحة، لذا نقول إن الروايات الأخيرة التي رددها الأعداء عملية نفسية".

لكن شكارجي قال في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية: "الأمريكيون يقولون إنهم انتشلوا أجزاء من طائرات إيرانية مسيرة من المياه.. ولكن أي مختبر حدد أن هذا الدليل يخص إيران؟".

وأضاف: "إعداد الأدلة الزائفة ليس بالمهمة الصعبة؛ لأن الإسرائيليين بارعون في إعداد الوثائق الزائفة"، ملمحاً إلى احتمال أن تكون إسرائيل هي من يقف وراء الهجوم.

ورفضت نائبة سفير إيران لدى الأمم المتحدة زهراء إرشادي الاتهامات الموجهة لإيران وحذرت من أي عمل انتقامي، مؤكدة أن "إيران لن تتردد في الدفاع عن نفسها والحفاظ على مصالحها الوطنية".

رد فعل دولي 

وأثار استهداف سفينة إسرائيلية قبالة بحر عمان قبل أسبوعين، أسفر عن مقتل اثنين، بريطاني وروماني، رد فعل دولياً، حيث استنكرت أمريكا وبريطانيا الحادث، واستدعت لندن سفير إيران لديها للاحتجاج، فيما تصر طهران على عدم مسؤوليتها عن الحادثة. 

فقد حذّرت إيران، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، من أنها سترد على أي "مغامرة" بحقها، لخشيتها من رد متوقع "إسرائيلي" على الهجوم الذي استهدف سفينة إسرائيلية وتنفي طهران مسؤوليتها عنه. 

حيث قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة في بيان إن "الجمهورية الإيرانية لن تتردد في الدفاع عن أمنها ومصالحها القومية، وسترد بشكل فوري وحاسم على أي مغامرة محتملة".

جاء ذلك بعد أن اتهمت تل أبيب وواشنطن ولندن "طهران" بالوقوف وراء هجوم استهدف الخميس ناقلة النفط "أم/تي ميرسر ستريت" التي يشغّلها رجل أعمال إسرائيلي؛ ما أدى إلى مقتل اثنين من أفراد طاقمها.

وأبلغ عن الهجوم الخميس، وقد أدى إلى مقتل بريطاني وروماني من أفراد الطاقم، وفق ما أعلنت شركة زودياك ماريتايم المشغلة للسفينة، والمملوكة من الملياردير الإسرائيلي إيال عوفر، ومقرها لندن.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت وجود أدلة على مسؤولية إيران عن الهجوم.

كما أشار وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب الى أن المملكة المتحدة تعتبر أن الهجوم الدامي الذي استهدف ناقلة النفط "قامت به إيران".

من جهته، شدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على أنه "بعد مراجعة المعلومات المتوافرة نحن واثقون بأن إيران شنت هذا الهجوم… نعمل مع شركائنا على درس الخطوات التالية، ونتشاور مع حكومات المنطقة وخارجها من أجل رد مناسب ووشيك".

وكرر خطيب زادة الموقف الذي أعربت عنه طهران أمس، برفض الاتهامات التي "لا أساس لها" بالوقوف خلف الهجوم.

وأضاف اليوم: "هذه البيانات المنسقة (بين الدول الثلاث) تتضمن عبارات متناقضة"، مضيفاً: "في حال توافر لديهم أي دليل لدعم مزاعمهم التي لا أساس لها، يجب عليهم توفيره".

واتهم واشنطن ولندن بأنهما دعمتا عبر "الصمت… الاعتداءات الإرهابية والتخريب التي تعرضت لها سفن إيران التجارية في البحر الأحمر والمياه الدولية".

حرب صامتة 

وسبق للدولة الإسرائيلية أن اتهمت إيران بالوقوف خلف اعتداءات طالت سفناً مرتبطة بها خلال الأشهر الماضية، خصوصاً في خليج عمان وبحر العرب.

من جهتها، وجهت إيران أصابع الاتهام إلى إسرائيل بالوقوف خلف هجوم تعرضت له سفينة الشحن "إيران شهركرد" في البحر المتوسط، في مارس/آذار، مشيرة في حينه إلى أن "كل الأمور تدفع إلى الاعتقاد" بوقوف الدولة العبرية خلف العملية.

وفي أبريل/نيسان، أعلنت طهران أن سفينتها "ساويز" تضررت جراء انفجار استهدفها في البحر الأحمر.

وفي حين لم توجه إيران أصابع الاتهام لأي طرف، نقلت "نيويورك تايمز" أن إسرائيل نفذته رداً "على هجمات إيرانية سابقة ضد سفن إسرائيلية".

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في مارس/آذار الماضي أن إسرائيل استهدفت عشر سفن على الأقل، كانت متوجّهة إلى سوريا وتنقل بمعظمها نفطاً إيرانياً منذ أواخر 2019.

تحميل المزيد