قالت صحيفة The Washington Post الأمريكية، في تقرير نشرته الأربعاء 4 أغسطس/آب 2021، إن جدلاً ثار من جديد داخل إسرائيل بعد فوز لاعب الجمباز الإسرائيلي، أرتيم دولجوبات، بميدالية ذهبية أولمبية.
الجدل بدا بعدما سلَّطت الأخبار الضوءَ على حالة البطل الرياضي الممنوع من الزواج بخطيبته في إسرائيل، لأن الحاخامات الذين يسيطرون على قوانين الزواج الإسرائيلية يعتبرونه ناقص اليهودية أو ليس يهودياً بما يكفي، لأن عائلة والده فقط هي التي تنتمي إلى اليهودية.
قوانين إسرائيل الدينية
هذه الأزمة دفعت والدة أرتيم إلى الشكوى من أن القانون الديني الإسرائيلي يمنع ابنها المخطوب البالغ من العمر 24 عاماً، من إتمام زواجه في إسرائيل، بسبب ديانة العائلة، حيث تخضع قوانين الزواج لرقابة صارمة من الحاخامية الكبرى في إسرائيل.
كذلك وفي مقابلة أجرتها والدة اللاعب، أنجيلا بيلان، مع الإذاعة الإسرائيلية، قالت إن جدول تدريب ابنها جعل زواجه متعذراً، وأضافت: "أريد أحفاداً".
من جهته، قال أرتيم دولجوبات للصحفيين إنه يريد التركيز على انتصاره، وليس الدخول في جدل بشأنه؛ ما دفع بعض المعلقين إلى التكهن بأن الرغبة في زواجه سريعاً نابعة من والدته أكثر من كونها قضية يتبناها.
في المقابل تعهد عدد من كبار المسؤولين الحكوميين باغتنام الفرصة لكسر قبضة الحاخامات الطويلة على قانون الزواج، والسماح بالاعتراف بالزيجات المدنية لأول مرة. (تقتضي القوانين الإسرائيلية زواجَ كل من المسلمين والمسيحيين والإسرائيليين داخل مؤسساتهم الدينية وبموجب قوانينها).
السماح بالزواج في إسرائيل
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بالتناوب، يائير لابيد، لصحيفة The Jerusalem Post: "إنه لَأمر لا يُحتمل أن نقبل بأن يقاتل شخص ما نيابة عنا في الأولمبياد، ويُمثلنا ويفوز لنا بميدالية ذهبية، ثم لا يكون مسموحاً له الزواج في إسرائيل!".
في المقابل، يرى قادة سياسيون متدينون بإسرائيل أن السماح بذلك يشكِّل خطراً على الطبيعة الدينية للدولة ويحذّرون مما قد ينطوي عليه تغيير هذه القوانين من إضعاف لها.
على هذا المنوال، قال أرييه درعي، من حزب شاس الديني الإسرائيلي، للصحيفة: "الفوز بميدالية لا يجعله يهودياً. قوانيننا ثابتة: منذ 73 عاماً، كان الزواج في هذا البلد يخضع للشريعة اليهودية".
أما مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الذي اتصل باللاعب في طوكيو لتهنئته، فقد رفض التعليق على الجدل المثار حول قوانين الزواج.
يُذكر أن استطلاعات الرأي عادةً ما تُظهر باستمرارٍ أن غالبية كبيرة من اليهود الإسرائيليين يريدون أن تعترف الدولة بجميع الزيجات فيها على قدم المساواة، لكن الحاخامية تقصر طقوسها بطريقة شبه حصرية، على العرائس والعرسان الذين يمكنهم إثبات انتمائهم إلى سلسلة نسب متصلة من الأمهات اليهوديات.
حلول أخرى للزواج
أما أولئك الذين لا يستطيعون الوفاء بهذه الشروط، فيبحثون عن حلول أخرى لإتمام زواجهم. ويسافر معظمهم إلى الخارج لعقد الزواج -تعتبر جزيرة قبرص القريبة مكاناً شهيراً في هذا السياق- ثم تسجيل الزواج بعد ذلك بإسرائيل. ومع تقييد السفر في ظل جائحة كورونا، اضطر عشرات إلى الزواج في حفلات تقام عبر برامج التواصل عن بُعد، مثل برنامج "زووم" Zoom، أقامها مسؤولون في ولاية يوتا الأمريكية.
في المقابل تساءل الحاخام أوري ريغيف، رئيس جمعية "حدوش- من أجل الحرية والمساواة في إسرائيل"، منتقداً: "من هو اليهودي؟ ومن له حق الزواج في إسرائيل؟ هما سؤالان وجوديان فشلت إسرائيل في التعامل معهما خلال تاريخها الممتد 72 عاماً" (منذ إعلان الدولة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1948).
أضاف ريغيف أن البطل الأوليمبي دولجوبات يمكنه الآن تمثيل هذه القضية وإضفاء الطابع الشخصي عليها ونشرها.
في السياق ذاته لفت ريغيف إلى أن "معركة من يسيطر على الزواج قديمة. لكن عندما يكون لديك شخص لا يمجده الجمهور فحسب، بل مجلس الوزراء ورئيس الوزراء، فإن لديه القدرة على المضي قدماً للدفاع عما يحظى بالفعل بدعم كبير لدى الأغلبية الصامتة".