قال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، الثلاثاء 3 أغسطس/آب 2021، إن جريمة قتل الصحفي المعروف جمال خاشقجي (59 عاماً)، في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية عام 2018، لن تحدث ثانية على الإطلاق، مؤكداً أنهم قاموا بمحاسبة المتورطين في تلك الجريمة.
جاء ذلك في تصريحات له خلال مشاركته بجلسة افتراضية لمنتدى "أسبن" الأمني الذي ينظمه مركز أبحاث أمريكي، ويجمع كبار المفكرين والمسؤولين الحكوميين والصحفيين لاستكشاف القضايا الأمنية الرئيسية.
حيث ذكر المسؤول السعودي: "حاسبنا المتورطين في قتل خاشقجي، واتخذنا إجراءات تضمن عدم تكرار ما حدث أبداً، واتخذنا إجراءات تضمن أن جريمة قتل خاشقجي لن تتكرر أبداً عبر المملكة أو أي من ممثلياتها (سفاراتها وقنصلياتها بالخارج)".
مقتل الصحفي خاشقجي
كان خاشقجي، المقرب من العائلة المالكة السعودية، والذي تحول إلى معارض لها، قد قُتل وقُطّعت أوصاله في قنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018 خلال محاولته استخراج أوراق شخصية، وبعد إصرار المسؤولين السعوديين في البداية على أن خاشقجي ترك المبنى حياً، اعترفت السلطات السعودية بمقتل الصحفي بعد أسبوعين من اغتياله.
كما أصرّت الرياض على أن عملية الاغتيال كانت عمليةً مارقة حدثت دون موافقة كبار المسؤولين.
جريمة القتل هذه تسببت في صدمة في جميع الأوساط السياسية الأمريكية؛ ما أدى إلى تكثيف الانتقادات الموجهة للمملكة في الكونغرس، لكن الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب تحرَّك لحماية الرياض، وخاصة ولي العهد، من التداعيات.
العلاقات مع قطر
أما على صعيد علاقات بلاده مع دولة قطر فقال إنها "جيدة جداً"، وإنهما يعملان على قضايا عدة، ويواصلان العمل المشترك في مجلس التعاون الخليجي من أجل "الازدهار الإقليمي"، لافتاً إلى أن "اتفاق العلا أدى إلى حل الخلافات، وأثبت فاعليته في تعزيز وحدة التعاون الخليجي".
فيما تحدث الأمير فيصل عن ملف مكافحة الإرهاب، قائلاً إن الرياض "باتت واحدة من الدول الرائدة في مكافحة الإرهاب وتمويله والفكر المتطرف".
في حين ذكر أن السعودية تعتقد أن اتفاقات التطبيع مع إسرائيل كانت "إيجابية لتعزيز الانخراط بالمنطقة، ولكن يجب البناء عليها"، مؤكداً أنه دون حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي لن يكون هناك استقرار طويل الأمد في المنطقة.
"إيران باتت أكثر جرأة"
كما تطرق إلى العلاقات مع إيران، مؤكداً أن طهران "باتت أكثر جرأة، وأنها تنتهج أساليب سلبية في أنحاء الشرق الأوسط، وتعرض الملاحة البحرية للخطر، فضلاً عن تسليح الحوثيين والضلوع في المأزق السياسي في لبنان".
الوزير أضاف: "في جميع أنحاء المنطقة لا تزال إيران تتصرف بجرأة أكثر"، وذلك في إشارة إلى التقارير التي أفادت بأن من المعتقد أن قوات مدعومة من إيران استولت على ناقلة نفط قبالة ساحل الإمارات.
في حين تابع: "إيران نشطة للغاية في المنطقة بنشاطها السلبي، سواء كان مواصلة تزويد الحوثيين بالأسلحة، أو تعريض الملاحة في الخليج العربي للخطر، وهو ما تلقينا تقارير عنه اليوم يمكن أن تشير إلى نشاط إضافي هناك"، موضحاً أن "إيران حرضت على المأزق السياسي الذي قوَّض اقتصاد لبنان"، على حد قوله.
كما جدد الوزير التأكيد على موقف السعودية المتمثل في أنها يمكن أن تقبل صيغة "أطول وأقوى" من اتفاق إيران النووي لعام 2015 مع الدول الكبرى إذا كان يضمن عدم حصول طهران في أي وقت على الخبرة اللازمة لصنع أسلحة نووية.
وأردف: "من المؤكد أننا نؤيد اتفاقاً مع إيران ما دام هذا الاتفاق يضمن عدم حصول إيران الآن أو في أي وقت على تكنولوجيا الأسلحة النووية، والرياض ترحب بإيران التي تسهم في الأمن والرخاء بالمنطقة".
بينما استدرك قائلاً: "لكن هذا يتطلب انخراط إيران في المنطقة باعتبارها دولة تتصرف بطريقة طبيعية.. لا تدعم ميليشيات، ولا ترسل أسلحة إلى جماعات مسلحة، والأهم من هذا كله أن تتخلى عن برنامج نووي يمكن أن يُستخدم في صناعة الأسلحة النووية".