قالت وزارة العدل الأمريكية إن قراصنة روسيين ممن كانوا وراء حملة الاختراق الإلكتروني الضخمة لأنظمة شركة "سولار ويندز" SolarWinds للبرمجيات، والتي يستخدمها العديد من الوكالات الحكومية الأمريكية، اخترقوا حسابات البريد الإلكتروني لبعض أبرز مكاتب المدعين الفيدراليين في الولايات المتحدة العام الماضي.
صحيفة The Guardian البريطانية، قالت السبت 31 يوليو/تموز 2021، إن وزارة العدل الأمريكية كشفت أن 80% من حسابات البريد الإلكتروني لشركة "مايكروسوفت" Microsoft التي يستخدمها الموظفون في مكاتب المدعين العامين الأربعة في ولاية نيويورك قد اختُرقت.
أشارت الوزارة كذلك إلى أن 27 مكتباً للادعاء العام في الولايات المتحدة، اختُرق حساب إلكتروني خاص بأحد موظفيها على الأقل في تلك الهجمات الإلكترونية.
تعرضت الحسابات للاختراق في الفترة من 7 مايو/أيار إلى 27 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، وهذا الإطار الزمني جديرٌ بالالتفات إليه لأن استهداف "سولار ويندز" الإلكتروني، اكتُشف وأُعلن عنه في منتصف ديسمبر/كانون الأول.
كانت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن قد أعلنت في أبريل/نيسان 2021، فرضَ عقوبات، شملت طرد دبلوماسيين روسيين، رداً على الهجمات على "سولار ويندز" والتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية لعام 2020، فيما نفت روسيا ارتكاب أي مخالفات.
معلومات حساسة
من جانبها، قالت جينيفر رودجرز، وهي حالياً محاضرةٌ في كلية الحقوق بجامعة كولومبيا الأمريكية، إنها عندما كانت مدعية عامة فيدرالية في نيويورك، كانت رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالمكتب تحتوي في كثير من الأحيان على معلومات حساسة، تشمل مناقشات لتفاصيل القضايا وأسماء المخبرين السريين.
أضافت رودجرز: "لا أتذكر أن أحداً على الإطلاق أحضر لي مستندات ورقية لإحدى القضايا، بل كانت العادة إرسالها إليَّ عبر البريد الإلكتروني بسبب مخاوف أمنية"، مشيرة إلى بعض الاستثناءات للوثائق الواقعة تحت تصنيف عالي السرية.
بالإضافة إلى ذلك، كان المكتب الإداري للمحاكم الأمريكية قد أكَّد في يناير/كانون الثاني الماضي أنه تعرض للاختراق أيضاً، وهو اختراق أعطى قراصنة "سولار ويندز" نقطة تسلل أخرى لسرقة معلومات سرية، مثل الأسرار التجارية لشركات وأهداف المراقبة والتتبع وتقارير المبلغين عن المخالفات وأوامر الاعتقال.
شملت قائمة مدعي الولايات المتضررين مكاتب رفيعة المستوى في لوس أنجلوس وميامي وواشنطن والمنطقة الشرقية في ولاية فرجينيا.
بحسب الصحيفة البريطانية، فإن وزارة العدل الأمريكية أخطرت جميع الضحايا، وقالت إنها تعمل على التخفيف من "مخاطر التشغيل والأمن والخصوصية"، وأوضحت في يناير/كانون الثاني أنه ليس لديها ما يشير إلى تأثر أي أنظمة سرية بعملية الاختراق.
يُشار كذلك إلى أن قراصنة "سولار ويندوز" تمكنوا أيضاً من الوصول إلى حسابات البريد الإلكتروني الخاصة بوزير الأمن الداخلي السابق، تشاد وولف، وأعضاء من موظفي الأمن السيبراني، الذين تتضمن وظائفهم التعامل مع تهديدات الاختراق من الدول الأجنبية.