قال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، الأربعاء 28 يوليو/تموز 2021، إن بلاده لن تقبل مواقف واشنطن "العنيدة" في المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، مضيفاً أن الولايات المتحدة لم تقدم أي ضمانات بعدم تخليها عن الاتفاق مرة أخرى.
وعُلقت الجولة السادسة من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن يوم 20 يونيو/حزيران بعد يومين من انتخاب إبراهيم رئيسي، أحد غلاة المحافظين، رئيساً لإيران. ولم تعلن الأطراف المشاركة في المحادثات بعد متى ستُستأنف الجولة التالية.
خامنئي يهاجم أمريكا
خامنئي أضاف في تصريحاته التي نقلها التلفزيون الرسمي: "أمريكا تتعامل بشكل خبيث وبلا مروءة، وهي لا تترفع أبداً عن نقض تعهداتها والتزاماتها كما فعلت بالخروج من الاتفاق النووي"، مضيفاً أن الولايات المتحدة انتهكت الاتفاق مرة بخروجها منه دون أن تدفع ثمناً لذلك، وأنها تقول الآن بكل وضوح إنه لا يمكنها تقديم ضمانات بعدم تكرار ذلك.
من جانبه، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن إدارة الرئيس جو بايدن "كانت مخلصة وراسخة في اتباع مسار دبلوماسية جادة لتحقيق عودة متبادلة للامتثال" للاتفاق.
يذكر أنه منذ التاسع من أبريل/نيسان تجري طهران وست قوى عالمية محادثات لإنعاش الاتفاق النووي الذي أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة منه قبل ثلاث سنوات قائلاً إنه يخدم مصالح إيران.
أسباب تعثر مفاوضات الاتفاق النووي
في الوقت ذاته يسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن للعودة للاتفاق وتوسعة نطاقه في نهاية الأمر على نحو يضع مزيداً من القيود على أنشطة إيران النووية والصاروخية والإقليمية.
لكن رفض خامنئي مرة أخرى إضافة أي عناصر جديدة للاتفاق. وقال إنه خلال المحادثات النووية التي جرت في الفترة الأخيرة "تمسكت أمريكا بقوة بمواقفها العنيدة ولم تتقدم خطوة واحدة إلى الأمام"، مضيفاً: "الأمريكيون يقولون بأفواههم إنهم سيرفعون الحظر عن إيران، ولكنهم لم ولن يفعلوا، بل إنهم يشترطون إضافة عبارة إلى الاتفاق تتيح لهم لاحقاً إثارة بعض المواضيع، واستخدام هذه العبارة كحجة لتدخلهم لاحقاً في أصل الاتفاق النووي وطرح قضايا أخرى كقضية الصواريخ والقضايا الإقليمية، وعندما ترفض إيران البحث في هذه المواضيع سيقولون إنها نقضت تعهداتها وإن الاتفاق ملغى".
يشار إلى أن مسؤولين إيرانيين وغربيين قالوا إن خلافات واضحة ما زالت تحولُ دون العودة للاتفاق الذي وافقت إيران بموجبه على تقليص برنامجها النووي بحيث لا تحصل على مواد تمكّنها من صنع سلاح نووي في مقابل تخفيف العقوبات الصارمة المفروضة عليها. وتنفي إيران السعي لامتلاك سلاح نووي.