ذكر تقرير لصحيفة The Independent البريطانية، الخميس 29 يوليو/تموز 2021، أن الميليشيات العراقية المدعومة إيرانياً، تشيد وتحتفل باتفاق الانسحاب الأمريكي من البلاد، وذلك على الرغم من وجود انقسام بين القادة السياسيين والميليشيات الشيعية في آرائهم حول تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، بإنهاء المهمة القتالية الأمريكية في العراق، وذلك وسط وسط تقارير عن إجراء الجنرال الإيراني الأعلى، زيارة سرية للبلاد؛ لمناقشة الخطة.
وكثَّفت الميليشيات المدعومة من إيران في العراق هجماتها على القوات الأمريكية بالبلاد؛ مما زاد الضغط على رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، لتأمين اتفاق الانسحاب، خلال اجتماعات في واشنطن هذا الأسبوع.
في المقابل، وعد الرئيس بايدن، الإثنين 26 يوليو/تموز، بإنهاء "المهمة القتالية" بحلول نهاية العام، لكنه لم يحدد صراحةً ما إذا كان يخطط لتقليص عدد 2500 جندي أمريكي الذين يُعتقَد أنهم موجودون هناك.
فيما قال مسؤولو الإدارة لوسائل الإعلام الأمريكية، إنه من المرجح أن يكون الانسحاب على الورق، وستبقى معظم القوات مع إعادة تصنيفها، تحت أدوار تدريبية.
"إنجاز وطني"
فقد شكر رجل الدين الشيعي النافذ مقتدى الصدر، الذي شهدت دعواته للاحتجاجات المناهضة للوجود الأمريكي في الماضي خروج عشرات الآلاف إلى الشوارع، رئيس الوزراء العراقي على "الجهود المبذولة لبلورة هذا الاتفاق".
جاء ذلك في أعقاب رسالة مماثلة من الزعيم السياسي ورجل الدين عمار الحكيم، الذي يرأس "تيار الحكمة" المعروف عنه ارتباطه الوثيق نسبياً بمصالح إيران في العراق. وفي تغريدة غير معتادة باللغة الإنجليزية، قال الحكيم إنَّ جهود فريق التفاوض في واشنطن "تُوِّجِت بالنجاح".
في حين وصف ائتلاف "الفتح" البرلماني، بقيادة رجل الميليشيا هادي العامري، الانسحاب الأمريكي بأنه "إنجاز وطني وخطوة إيجابية".
احتفالات "حذرة"
فقد قال متحدث باسم "كتائب حزب الله" لصحيفة The Independent، إنهم يستبعدون حدوث انسحاب كامل، وقال إنه "إعلان خادع للحفاظ على الاحتلال".
كما أضاف: "لم يكن هناك إعلان رسمي عن الانسحاب من الرئيس، بل تغيير في طبيعة القوات من قتالية إلى استشارية، وهذا تلاعب بالكلمات وخداع واضح".
وأردف: "المقاومة ستبقى على استعداد تام حتى الانسحاب الحقيقي".
تزامن ذلك مع تقارير إخبارية من منصة الأنباء "شفق نيوز"، عن سفر إسماعيل قاآني، القائد الجديد لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، سراً إلى بغداد؛ لمناقشة الانسحاب مع الجماعات السياسية والمسلحة.
وحسبما ورد، جاء ذلك عقب اجتماع سري آخر عقده ببغداد في يونيو/حزيران.
توتر مستمر
اندلعت التوترات في العراق بسبب استمرار وجود القوات الأمريكية هناك، على الرغم من تأكيد الإدارة أنها تضطلع في الغالب بأدوار استشارية وتدريبية.
وصلت هذه التوترات إلى نقطة الغليان في يناير/كانون الثاني الماضي، عندما اغتالت الولايات المتحدة، بأوامر من الرئيس السابق دونالد ترامب، الجنرال الإيراني الكبير قاسم سليماني وقائد الميليشيات العراقية أبومهدي المهندس، في غارة جوية على مطار بغداد.
منذ ذلك الحين، نُفِّذَت عشرات الهجمات الصاروخية على الوجود الأمريكي في البلاد.
بحسب التقارير، ناقش قاآني في العراق تفاصيل الانسحاب، مع إبداء بعض الجماعات المتحالفة مع إيران هناك تحفظات على الصفقة.
وردد سعد السعدي، عضو بارز في ميليشيا "عصائب أهل الحق" الموالية لإيران، خطاب كتائب حزب الله لوسائل الإعلام المحلية، قائلاً إنَّ "فصائل المقاومة ستُنهي عملياتها العسكرية في حال استيفاء شروطها للانسحاب الكامل والحقيقي".