أعلنت مصر تأجيل إتمام مشروع محطة الضبعة النووية لعام 2030، بدلاً من عام 2028، وعلى الرغم من تأكيد القاهرة أن القرار راجع إلى تداعيات جائحة كورونا، فإن تقارير إعلامية دولية ربطت الأمر بالتوتر الحاصل بين مصر وروسيا، بسبب موقفها الأخير من أزمة سد النهضة، وذلك حسبما جاء في تقرير لصحيفة Al-Monitor البريطانية، الأربعاء 28 يوليو/تموز 2021.
في تصريح سابق يعود إلى 14 يوليو/تموز، لصحيفة Enterprise المصرية الاقتصادية، قال الدكتور كريم الأدهم، الرئيس السابق لهيئة الأمان النووي والمتحدث باسم هيئة الرقابة النووية والإشعاعية بمصر، إن محطة الضبعة النووية لن تُستكمل قبل 2030، بسبب التعطيل الذي سببته جائحة فيروس كورونا.
أضاف الأدهم، في المناسبة نفسها، أن أعمال البناء الخاصة بالمحطة النووية لن تبدأ قبل عام آخر؛ نظراً إلى أن المشرّعين سوف يصدرون تراخيص بناء المحطة في منتصف عام 2022 على الأرجح.
فيما قالت الصحيفة إن الأدهم رفض تقديم مزيد من المعلومات حول أسباب التأجيل. واكتفى بإلقاء اللائمة على الجائحة في تأجيل بعض الإجراءات، واستبعد أي معوقات مالية.
توتر مع موسكو
حسب الصحيفة البريطانية، فإن الإعلان عن تأجيل إتمام بناء محطة الضبعة النووية يتزامن مع التوترات في العلاقات بين مصر وروسيا.
في خطاب ألقاه في 8 يوليو/تموز 2021، خلال جلسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول أزمة سد النهضة الإثيوبي، أعرب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، عن قلق بلاده من تنامي خطاب التهديد في هذه الأزمة.
وقد أثارت تصريحاته ردود فعل عكسية وانتقادات في وسائل الإعلام المصرية التي تؤيد السلطة الحاكمة.
الأكثر من هذا أن إثيوبيا تقدمت رسمياً بالشكر إلى روسيا على دعمها في أزمة السد.
في 9 يوليو/تموز، وجَّه الصحفي المصري عمرو أديب، المعروف بدعمه للرئيس عبدالفتاح السيسي، انتقادات إلى موسكو خلال برنامجه الذي يُعرض على قناة MBC. وانتقد أديب تصريحات المبعوث الروسي حول أزمة السد، واصفاً إياها بغير المقبولة. ولفت أديب إلى أن روسيا رفضت لغة التهديد، مما يعني أنها رفضت الحل العسكري وطالبت بالمفاوضات.
علاقات غير مستقرة
في السياق نفسه، علَّق الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، خلال حديثه مع موقع Al-Monitor، على توتر العلاقات المصرية الروسية قائلاً إنها كانت دائماً غير مستقرة لعدة عوامل. وأضاف: "انعكس هذا على استقرار المشروعات الاقتصادية والاستثمارية المشتركة بين البلدين".
كما أشار فهمي إلى أن "تأجيل إتمام محطة الضبعة النووية مرتبط بكل تأكيد بالتوترات بين مصر وروسيا. تجلت هذه التوترات بكل وضوح بعد موقف روسيا في جلسة مجلس الأمن حول سد النهضة، وبعد إعلان إثيوبيا توقيع اتفاقية عسكرية مع روسيا".
لكنه جادل بأن روسيا ربما تكون قد وقَّعت على اتفاقيتها العسكرية مع إثيوبيا نكايةً في مصر. وأوضح قائلاً: "تشعر موسكو بأن مصر تضعها بعد واشنطن. كذلك شاركت مصر في المناورات البحرية (سي بريز) في منطقة البحر الأسود، برغم أن روسيا هددت بقصف السفن الدخيلة".
المشروع النووي المصري
الدكتور هشام حجازي، رئيس قطاع الوقود النووي بهيئة محطات الطاقة النووية المصرية، قال في تصريحات أدلى بها في 12 يوليو/تموز، إن البرنامج النووي المصري لن يكون مقصوراً على بناء محطة الضبعة النووية.
كما ذهب المتحدث نفسه إلى أن هناك عدداً من المشروعات النووية قيد التنفيذ في منطقة الساحل الشمالي.
لكن فهمي يعتقد أن روسيا ومصر سوف تتوصلان في نهاية المطاف، إلى اتفاقية وسوف تستكملان مشروع المحطة النووية.
واختتم قائلاً: "تريد القاهرة إتمامه في أقرب وقت ممكن، وموسكو أيضاً تدرك أهمية علاقتها مع مصر".