كشفت صحيفة Washington Post الأمريكية في تقرير نشرته يوم الثلاثاء، 27 يوليو/تموز 2021، أن ابناء شقيقة الرئيس الطاجيكي هاجموا وزير الصحة في البلاد وطبيباً كبيراً آخر وضربوهما، انتقاماً منهما بعد وفاة والدتهما في أحد المستشفيات، إثر إصابتها بفيروس كوفيد-19.
في المقابل، سلَّطَت التقارير التي انتشرت على نطاقٍ واسع في وسائل الإعلام الطاجيكية الضوء على الارتفاع المفاجئ في حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19، في الدولة الواقعة في وسط آسيا، والتي نفت لفترةٍ من الوقت وجود أيِّ إصاباتٍ لديها، وفي عدولٍ عن ذلك، يبدو أن الزيادة الأخيرة وصلت إلى المستويات العليا لقيادة الدولة.
وفيات كثيرة بسبب كورونا
جاء الحادث الأخير بعد أسابيع من وفاة والدة زوجة الرئيس إمام علي رحمن، التي وَرَدَ أيضاً أنها أُصيبَت بالفيروس. وواجَهَت الحكومة انتقاداتٍ بسبب نفيها وتقاعسها بعد انتشار الفيروس في البلاد في عام 2020، وفشلها في إيقاف الموجة الجديدة الكارثية من الإصابات.
في حين أصاب الارتفاع الأخير، الذي نفته السلطات في البداية، العائلات الثرية وذات النفوذ في طاجيكستان. وأفاد راديو Ozodi، الذراع الطاجيكية لراديو Free Europe، ووسائل الإعلام الطاجيكية عبر الإنترنت، أن 10 أفراد من عائلة الرئيس أُصيبوا بالفيروس.
يثير انتشار الحالات في أوساط نخبة البلاد تساؤلاتٍ حول تأثير فيروس كوفيد-19 على المواطنين العاديين، وسط انتقاداتٍ بأن السلطات لطالما استهانت بعدد الحالات والوفيات.
بالإضافة إلى ذلك، وفي الوقت الذي انتشر فيه الفيروس في جميع أنحاء آسيا الوسطى في أوائل عام 2020، أنكرت السلطات الصحية لعدة أشهر أن المرض كان موجوداً داخل حدود طاجيكستان.
الفوز على الفيروس!
أما في الأشهر الأولى من عام 2021، فقد ركَّزَت الحكومة على إعلان فوزها في المعركة ضد الفيروس، حتى مع تضاعف التقارير عن زيادة الحالات على وسائل التواصل الاجتماعي. وعندما أنكرت السلطات الزيادة الأخيرة حتى منتصف يونيو/حزيران 2021، لجأ البعض في طاجيكستان إلى نشر نتائج اختباراتهم الإيجابية عبر الإنترنت، بينما أبلغت العيادات عن عشرات الحالات الإيجابية يومياً.
في حين تُوفِّيَت شقيقة رحمن، قرباني رحمنوفا، 64 عاماً، في مستشفى حكومي رفيع المستوى في 20 يوليو/تموز2021، بعد 10 أيام من دخولها المستشفى. ولم يكن هناك إعلانٌ رسمي عن سبب وفاتها، لكن وسائل الإعلام المحلية نقلت عن مصادر طبية أنها تُوفِّيَت بسبب كوفيد-19.
كما ذكرت وسائل إعلام محلية، نقلاً عن مسؤولين في وزارتي الصحة والداخلية، أن وزير الصحة جمال الدين عبدالله زادة، ومدير المستشفى محمد رحيم زادابي، تعرَّضا لاعتداءٍ، وأُصيبَ كلاهما بجروح خطيرة، بينما أُصيبَ عددٌ آخر من الأطباء بجروحٍ طفيفة جرَّاء تعرُّضهم للاعتداء.
في المقابل رفض نائب وزير الصحة الأسئلة حول ما إذا كان الوزير قد تعرَّض للاعتداء، في حين رفضت الرئاسة الرد على أيِّ استفساراتٍ، بحسب إذاعة Free Europe.