قالت مسؤولة سابقة في الأمم المتحدة حققت في مقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي إن الولايات المتحدة الأمريكية كانت "على الأرجح" على علم مسبق بالتهديد القاتل الذي كان يلاحق الصحفي السعودي، بحسب ما ذكرته صحيفة The Independent البريطانية.
هذا التصريح من شأنه أن يفسر برود الموقف الأمريكي من حادثة الجريمة التي هزت العالم، وإغلاق القضية دون محاسبة عادلة للمنفذين أو مصدري قرار القتل، علماً أن التحقيقات الأممية أشارت إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كان على دراية بالعملية، وهو ما تنفيه الرياض.
"واشنطن تجعل نفسها متواطئة مع الجريمة"
وقالت أغنيس كالامارد، المقررة الخاصة السابقة للأمم المتحدة المعنية بحالات الإعدام خارج القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسفاً، لصحيفة The Independent، إن الولايات المتحدة، بامتناعها عن كشف أي وكل المعلومات التي لديها عن جريمة الاغتيال، وإن كانت على علم مسبق بالخطر المحدق الذي يواجهه، تجعل نفسها "متواطئة" في الحصانة التي تتمتع بها السعودية من العقاب.
كالامارد أضافت: "إن كانت لديهم معلومات من أي نوع ومن أي مصدر بخصوص عملية القتل، وإن كانت لديهم معلومات تشير إلى مدى مسؤولية محمد بن سلمان، أو محطات التوقف في القاهرة، ولم يعلنوا عنها، فهم يجعلون أنفسهم متواطئين في إفلات السعودية من العقاب".
يذكر أن أغنيس كالامارد كانت قد أمضت ستة أشهر في التحقيق في جريمة القتل، وقالت في تقريرها لعام 2019 إن السعودية مسؤولة عن "القتل مع سبق الإصرار". وقالت إنه توجد أدلة قوية أيضاً على تورط ولي العهد محمد بن سلمان.
وقالت، في تقريرها لعام 2019، إنه بإمكانها أن تؤكد بشكل مستقل التقارير الإعلامية التي تفيد بأن كلاً من الولايات المتحدة وتركيا لديهما معلومات عن التهديد الذي يتعرض له الصحفي.
بعدها بعامين، قالت إنه يبدو "أقل وأقل" احتمالاً أن الولايات المتحدة لم تكن على علم بوجود تهديد لخاشقجي.
علاقة استخباراتية قوية تربط بين البلدين
وقالت كالامارد: "كل ما نسمعه يشير إلى العلاقة الوثيقة بين الولايات المتحدة والسعودية، وعلى مستوى الاستخبارات كذلك"، مضيفة: "وهذا، حين كان على رأس التسريبات في وقت مبكر جداً… كان مجرد فرضية، ولدي الآن دليل مادي، لكنه يزيد من احتمال امتلاك الولايات المتحدة لمعلومات استخباراتية عن التهديدات التي كانت محيقة بجمال".
يذكر أن البيت الأبيض لم يرد على استفسارات الصحفيين، فيما أشارت وكالة المخابرات المركزية ومكتب الاستخبارات الوطنية إلى تقرير المخابرات الأمريكية الصادر في فبراير/شباط، لكنهما امتنعا عن الرد على مسألة إن كانت الولايات المتحدة على علم مسبق بالتهديد الذي يتعرض له خاشقجي. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنه لا يمكنها التعليق على مسائل المخابرات.
كما لم ترد سفارة السعودية في واشنطن ولا وزارة خارجيتها ولا أحد محاميها الأمريكيين على طلب للتعليق كذلك.