هل ينبغي للذين تلقوا اللقاح ضد كورونا الاستمرار في وضع الكمامات؟ خبراء الصحة يجيبون

عربي بوست
تم النشر: 2021/07/25 الساعة 06:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/07/25 الساعة 06:02 بتوقيت غرينتش
وضع الكمامية يوفر حماية إضافية ضد كورونا - رويترز

أثارت عودة الزيادات في إصابات كورونا بمناطق عدة حول العالم تساؤلات لدى من تلقوا التطعيم بشكل كامل ضد فيروس كورونا، عما إذا كان ينبغي لهم الاستمرار في وضع الكمامات، كإجراء احترازي ضد الفيروس، ويجيب خبراء بأنه لا توجد إجابة واحدة تنطبق على الجميع. 

تلعب اللقاحات دوراً فعالاً في منع دخول المستشفى والوفيات، كما أن حالات العدوى نادرة بين الأشخاص الذين تم تحصينهم، لكن وفقاً لبعض الخبراء الذين تحدثت إليهم وكالة الأنباء الفرنسية فلا يوجد نهج واحد يناسب الجميع.

يشير الخبراء إلى أنه على الناس مراعاة عوامل مثل معدل انتقال العدوى في محيطهم، ومستويات الأخطار الشخصية، ومدى تحملهم الأخطار لمساعدتهم على تحديد ما هو الأفضل لهم.

كانت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أمريكا، قد تخلت في مايو/أيار الماضي، عن نصائحها بشأن وضع قناع الوجه لمن تم تطعيمهم بالكامل، وبحلول ذلك الوقت كان عدد الإصابات يتراجع بسرعة، وكانت إدارة بايدن تميل إلى إعلان العودة إلى الحياة الطبيعية عقب حملة تطعيم مكثفة.

لكن يوم الخميس الفائت سجلت البلاد أكثر من 50 ألف إصابة بكوفيد 19، ونُسب ارتفاع الحالات بشكل رئيسي إلى المتحورة دلتا، وتركزت بشكل كبير في المناطق التي سجلت أدنى معدلات التطعيم.

الطبيبة روشيل والينسكي، مديرة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (سي.دي.سي)، قالت الأسبوع الماضي، إن أكثر من 97% من حالات الاستشفاء هي بين أشخاص لم يتلقوا اللقاح، بينما قال رئيس الأطباء الأمريكيين فيفيك مورثي إن 99,5% من الوفيات سُجلت أيضاً بين أشخاص غير ملقحين.

دافعت والينسكي عن موقف "سي.دي.سي" من وضع الكمامة، وأصرت على أن الهيئة قالت دائماً إن الأفراد يجب أن يأخذوا الظروف المحلية في الاعتبار، بحسب الوكالة الفرنسية.

أضافت والينسكي "إذا كنت في منطقة فيها معدل إصابات مرتفع ومعدل تطعيم منخفض، وحيث تتزايد حالات الإصابة بالمتحورة دلتا، فيجب عليك بالتأكيد وضع كمامة إذا كنت لم تتلق اللقاح".

أشارت أيضاً إلى أنه "إذا تلقيت اللقاح فستحصل على حماية استثنائية بفضله، لكن لك الحرية في أن تقرر إضافة طبقات حماية إضافية".

هدف اللقاحات تفادي الموت

من جانبه، أيّد جوزف ألين الأستاذ المساعد في كلية هارفارد للصحة العامة موقف والينسكي بقوله: "لا أعتقد أننا في مرحلة ما زالت فيها التوصية بوضع الكمامة منطقية بالنسبة إلى الجميع، سواء في الولايات المتحدة أو سائر الدول التي حصلت نسبة عالية من سكانها على اللقاح".

ألين أضاف "بالنسبة لي، فإن الهدف من كل اللقاحات كان دائماً تفادي الحالات الشديدة والوفيات، وهذا بالضبط ما نحصل عليه منها وبشكل جيد حقاً".

أما فيما يتعلق بالعدوى بين الأشخاص الذين تلقوا اللقاح، فقد تناولت دراسة حديثة في أحد السجون 27 حالة إيجابية بين مجموعة من 2380 شخصاً تم تطعيمهم، ووجدت أن 1,1 % أصيبوا بالفيروس، وكانوا جميعهم بدون أعراض، وتم اكتشاف حالتهم أثناء اختبار كشف روتيني.

لكن، كلما ازداد انتشار الفيروس في بيئة ما ازداد احتمال تسجيل إصابات أيضاً بين أولئك الذين تم تطعيمهم.

سيلين غوندر، عالمة الأوبئة والمتخصصة في الأمراض المعدية، قارنت الوضع قبل ظهور المتحورة دلتا بالقيادة حول الحي الذي تعيش فيه، في حين أن الوضع الحالي كما قالت أشبه بالقيادة على حلبة سباق.

أضافت "عندما تقود سيارتك في حيك يكفي وضع حزام الأمان، لكن إذا كنت في مضمار سباق فستحتاج بالإضافة إلى حزام الأمان إلى خوذات ووسائد هوائية". وتمثل الكمامات بنظرها طبقات الحماية الإضافية هذه.

كانت بعض الأماكن في الولايات المتحدة مثل لوس أنجليس أو فيلادلفيا أعادت السلطات المحلية فيها فرض وضع الكمامة في الداخل.

في هذا الصدد، قالت مونيكا غاندي، الطبيبة المتخصصة في الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، إن "التغير المستمر في الإجراءات محبط جداً للناس". 

لذلك تقترح غاندي وضع علامات إحصائية تربط على سبيل المثال إلزامية وضع الكمامة بمعدلات الشفاء.

على غرار غيرها من الخبراء، تقترح غاندي على سبيل المثال أن تعتمد عتبة استئناف النشاط الطبيعي ألا يزيد عدد من يدخلون المستشفيات عن 5 حالات لكل 100 ألف نسمة.

تؤيد مونيكا غاندي وجوزف ألين وآخرون أن تستخدم هذه العتبة أيضاً في المدارس عند إعادة فتحها في الخريف، بينما تدعم الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأطفال وضع الكمامة بشكل عام للجميع، حتى للأساتذة والتلاميذ الذين تلقوا تطعيماتهم بالكامل.

تحميل المزيد