في ضوء انضمامها كمراقب بالاتحاد الإفريقي.. ماذا ستكسب إسرائيل؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/07/25 الساعة 08:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/07/25 الساعة 08:20 بتوقيت غرينتش
نتنياهو / رويترز

منذ هجرته واحتلاله لفلسطين (1948)، يحاول الاحتلال الإسرائيلي اللعب بجميع الأوراق، واختلاق السيناريوهات من أجل تحقيق حلمه في أن يكون أحد المكونات الإقليمية، ضمن دائرتها وعضويتها وأن تعترف بشرعيته. فبدايةً كان حلم الاحتلال الانضمام إلى التكتل الأوروبي، لكن ذلك لم يتأتَّ، لأسباب سياسية وقانونية تشترطها أوروبا للانضمام إليها.

وبعد ذلك مارس المحتل الإسرائيلي ضغوطاً على الجامعة العربية للانضمام إليها في مشروع الشرق الأوسط الكبير، ومبادرة السلام العربية – الإسرائيلية (قمة بيروت)، لكن ذلك لم يحقق لهم مرادهم بفضل رفض عدة دول هذا الانضمام، وهي دول لها وزنها في الجامعة العربية، ولم يكن لديها أصلاً اتفاقات أو تعاون في أي مجال مع تل أبيب.

رغم كل هذا، فإرادة الإسرائيليين لم تُحبَط ولم تهدأ طموحاتهم، إذ غيروا بوصلة توجهاتهم الإقليمية إلى القارة السمراء على مدار تاريخهم القريب، ومن ملامح ذلك الزيارات المكوكية التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نتنياهو إلى أربع دول إفريقية، وهي استئناف لهذا التوجه القديم الجديد؛ لاسيما وأن الصهاينة دائماً ما يعرفون ويميزون وقت تحركاتهم وخططهم.

الإسرائيليون لم يختاروا التوقيت عبثاً، بل استغلوا الفجوة التي تعرفها الساحة العربية داخل مجالها الإفريقي، كونَ جل الدول العربية المنتمية إليها تعاني من أزمات وصراعات داخلية أعطت الإسرائيليين مجالاً واسعاً للتحرك داخل القارة السمراء ورفع مطالبها.

وذلك لتحقيق الاختراق للقارة، وهو ما تأتى لها عندما دعمتها الدول الإفريقية التي استقبلتها بضمان مقعد كمراقب داخل الاتحاد الإفريقي، وكانت إثيوبيا على رأس تلك الدول. بهذا التوجه تكون إسرائيل قد فتحت لها باباً واسعاً داخل إفريقيا سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.

وهذا سوف يؤثر لا محالة على القضية الفلسطينية، خاصةً من الناحية الدولية وداخل المنظمات العالمية، لأن المعركة التي لا يزال يكسبها الفلسطينيون وتؤرق إسرائيل هي معركة الاعترافات داخل المنظمات الدولية، وقد كان توجههم ينصب أكثر داخل الأمم المتحدة، لمنع فلسطين من الحصول على اعتراف بدولتها حسب حدود 67.

وهو بالذات ما تخشاه إسرائيل؛ ما جعلها توجه ترسانتها السياسية والدبلوماسية إلى القارة الإفريقية لكسب بعض الدول، وبالتالي كسب عدة قرارات داخل أروقة الأمم المتحدة.

‏فأين هي البلاد العربية والإسلامية من كل هذا؟ هل يمتلكون بالفعل رؤية وخططاً لمساندة الفلسطينيين أم تركوهم في الساحة وحيدين مع المحتل الإسرائيلي؟ والمسألة أخطر من ذلك، فعندما تظفر إسرائيل بمقعد لها في أحد المنظمات الإقليمية فذلك يهدد النفوذ العربي نفسه.

‏نعم، الإسرائيليون معترف بهم دولياً وداخل أروقة المنظمات لكن العالم أصبح "عالم تكتلات"؛ لذلك فهدفهم هو الإسراع من أجل الدخول في أحد التكتلات الإقليمية لإضفاء المزيد من الشرعية على احتلالهم، وأيضاً إيجاد أسواق ومستهلكين جدد لمنتوجاتهم الثقافية والسياسية والاقتصادية وغيرها؛ فهل يعي حكام العرب ما يحيط بشعوبهم ومستقبلهم؟ هل يدركون كمية المخاطر لتدمير فلسطين والعالم العربي من المحيط إلى الخليج أم أنهم يتعامون ويتعاطون مع الأمر بسلاسة مخافة تهديد عروشهم؟

ليبقى في الختام السؤال الذي كان لا بد من طرحه: هل تأتي "ضيافة" الاتحاد الإفريقي لإسرائيل (كدولة) مراقبة كمنعطف سياسي تاريخي يفتح المجال مستقبلاً لهذه الأخيرة لتكون جزءاً من الاتحاد الإفريقي نفسه؟

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أحمد عبيد الله
باحث في العلوم السياسية
باحث مغربي في العلوم السياسية والعلاقات الدولية
تحميل المزيد