دعا شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب، الأحد 25 يوليو/تموز 2021، إلى "تحرك جاد وحازم" لحماية البشرية من مخاطر التغيير المناخي في العالم، وذلك في تدوينة باللغتين العربية والإنجليزية عبر حسابه على موقع فيسبوك، تزامناً مع فيضانات مدمرة أودت بحياة العشرات في ألمانيا والصين وبلجيكا وعدة مناطق بالعالم.
وقال الطيب إن "ما تشهدُه بعض دول العالم من فيضانات أودَتْ بحياة المئات وشرّدَتْ آخرين، ومن ارتفاع قياسي لدرجات الحرارة في عددٍ من المناطق، هو ناقوسُ خطرٍ".
وشدد على "ضرورة التحرك الجاد والحازم لمكافحة مخاطر التغيرِ المناخيِّ، وحماية مستقبل البشرية من هذا الخطر الحقيقي".
دمار وضحايا
وخلال يوليو/تموز الجاري، تسببت فيضانات عارمة في سقوط عشرات القتلى بألمانيا والصين وبلجيكا ودول أخرى، كما تم إجلاء آلاف السكان وقطع الطرق الرئيسية وإلغاء الرحلات الجوية.
ففي الأسبوع الماضي ارتفعت حصيلة ضحايا العواصف والفيضانات في ألمانيا، إلى 133 شخصاً على الأقل، ما يرفع عدد القتلى في أوروبا إلى 153 شخصاً، وسط توقعات بارتفاع جديد بأعداد الوفيات مع استمرار عمليات البحث عن مفقودين.
هذه الحصيلة ما زالت أولية، إذ لا يزال العديد من الأشخاص في عداد المفقودين في غرب ألمانيا وبلجيكا، ما يثير مخاوف من ازدياد الخسائر البشرية خلال الساعات القليلة المقبلة، وقالت السلطات الألمانية المحلية: "هناك خشية من اكتشاف المزيد من القتلى".
وكانت قد هطلت على ألمانيا وبلجيكا بين 14 و15 يوليو/تموز الجاري أمطار غزيرة غير مسبوقة تسببت في فيضانات مفاجئة ضربت مناطق مأهولة ودمرت العديد من الأحياء، كما تأثرت هولندا ولوكسمبورغ بالعواصف دون تسجيل أي وفيات حتى الآن.
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أعربت يوم الخميس الماضي عن خشيتها "من عدم القدرة على معرفة الحجم الحقيقي للكارثة إلا في الأيام المقبلة".
تسبب الفيضانات بنشر الرعب بين سكان المناطق المتضررة، وقال هانز ديتر فرانكلين (65 عاماً) في بلدة شولد في راينلاند بالاتينات: "نعيش هنا منذ أكثر من 20 عاماً ولم نشهد أبداً أي شيء من هذا القبيل، يبدو الأمر كما لو كنا في حالة حرب".
وفي الصين، ارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات العارمة الناجمة عن الأمطار الغزيرة في مقاطعة "خنان" وسط الصين، إلى 25 قتيلاً و7 مفقودين، فقد أكدت فرق البحث والإنقاذ الصينية أنه "تم العثور حتى الآن على 25 جثة بالمناطق المتضررة من الفيضانات في تشنغتشو عاصمة مقاطعة خنان (وسط)، بينما نزح ما يقدر بنحو 200 ألف شخص".
بسبب هذه الفيضانات، تضرر أكثر من 1.2 مليون شخص من الفيضانات المذكورة، فيما تم إجلاء أكثر من 164 ألف شخص إلى مناطق آمنة، بحسب المصدر نفسه.
وفي هذا الخصوص، أوضحت وزارة إدارة الطوارئ أن "الأمطار الغزيرة، التي اجتاحت المقاطعة الثلاثاء، تجاوزت أعلى مستوى للهطول في سجلات الطقس المحلية".