أعلنت السلطات الأفغانية فرض حظر التجول ليلاً في 31 ولاية، وذلك مع تجدد المواجهات مع حركة طالبان، والتي توقف نسبياً خلال العيد، فيما قالت وزارة الدفاع الأفغانية إن 50 مسلحاً من الحركة قُتلوا في غارات نفذتها قوات الحكومة في ولاية هلمند جنوبي البلاد.
وأعلنت وزارة الداخلية في كابول حظر التجول "بهدف الحد من العنف والحد من تحركات طالبان، فُرض حظر تجول ليلي في 31 ولاية"، مستثنية 3 ولايات أخرى من بينها العاصمة كابول.
يشار إلى أن طالبان تشن هجوماً شاملاً ضد القوات الأفغانية منذ مايو/أيار في الوقت الذي بدأت القوات الدولية عملية خروجها النهائي من البلاد والمقرر أن تنتهي في نهاية أغسطس/آب القادم.
عودة الاشتباكات
على الأرض، عادت الاشتباكات بين القوات الأفغانية وحركة طالبان التي تواصل توسعها، بعد أن توقف مؤقتاً خلال أيام عيد الأضحى المبارك.
وقد شنت القوات الحكومية غارات أسفرت عن مقتل 19 من مسلحي طالبان وإصابة 25 آخرين، حسب وزارة الدفاع الأفغانية.
فيما أعلن المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد أن قوات الحركة صدت هجوماً لكتيبة من القوات الحكومية شرقي البلاد.
وقالت حركة طالبان إن القوات الأمريكية شنت عليها غارات جوية في ولايتي قندهار وهلمند جنوبي أفغانستان.
كما اعتبرت الحركة إعلان الرئيس الأفغاني عن خطط لشن عملية كبيرة ضد طالبان في الأشهر المقبلة تصعيداً عسكرياً، مشددة على أنها ستدافع بكل قوة عن مناطق سيطرتها.
من جهته، قال الرئيس الأفغاني أشرف غني، خلال اجتماع في القصر الرئاسي صباح السبت إن الأمن في المناطق المحيطة بالعاصمة كابول قد تحسن.
أما الرئيس الأمريكي جو بايدن، فقد جدد خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الأفغاني أشرف غني التزام الولايات المتحدة بدعم القوات الأفغانية، واستمرارها في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية.
وقال البيت الأبيض في بيان إن بايدن وغني اتفقا على أن ما سماه البيان "هجوم طالبان" يتعارض مع مطالب الحركة بدعم تسوية تفاوضية للصراع.
وأضاف أن بايدن أكد على استمرار المشاركة الدبلوماسية الأمريكية في دعم تسوية سياسية دائمة وعادلة في أفغانستان.
وأشار البيان إلى أن الولايات المتحدة خصصت مبلغ 3.3 مليارات دولار لدعم قوات الأمن الأفغانية.
حركة طالبان تواصل تقدمها
من جانبه، كشف رئيس الأركان الأمريكي الجنرال مارك ميلي، أن حركة طالبان اكتسبت "زخماً استراتيجياً"، حيث أصبحت تسيطر على نحو نصف المناطق الأفغانية البالغ عددها 400 تقريباً، إلا أنها لم تسيطر على أي من مدن البلاد الرئيسية.
مارك ميلي شدّد على أن "سيطرة طالبان العسكرية تلقائياً ليست أمراً مفروغاً منه"، ورغم أن القوات الأفغانية تلقت تدريباً وتجهيزات من الولايات المتحدة، ورغم أن عددها يفوق بأشواط مقاتلي طالبان، وفق التقديرات، فإنّ العدد ليس المعيار المرجّح لحسم الحرب، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وأضاف ميلي أن العاملَين الأكثر أهمية في القتال حالياً "هما الإرادة والقيادة، وهذا سيكون بمثابة اختبار الآن لإرادة وقيادة الشعب الأفغاني وقوات الأمن الأفغانية وحكومة أفغانستان".
وتشنّ الحركة عمليات عسكرية واسعة في أنحاء أفغانستان سيطرت خلالها على أراض ومعابر حدودية وطوقت مدناً، مع قرب اكتمال انسحاب القوات الأجنبية. وانعكس ذلك سلباً على معنويات القوات الأفغانية المستنزَفة بفعل سنوات الحرب وبقرار انسحاب القوات الأجنبية.