صادق مجلس النواب الأمريكي الخميس 22 يوليو/تموز 2021 على خطة جديدة لإصدار 8 آلاف تأشيرة دخول إضافية خاصة بالأفغان الذين ساعدوا واشنطن وأصبحوا بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان- بينهم مترجمون- معرضين لخطر الانتقام.
مشروع القانون المقدم من نواب جمهوريين وديمقراطيين حصل على تأييد 407 أصوات مقابل رفض 16 صوتاً وسيرفع الآن لمجلس الشيوخ، كما يهدف مشروع القرار أيضاً لتسريع عملية إصدار التأشيرات، وقال النائب جاسون كرو، وهو ديمقراطي قاد المجموعة التي قدمت مشروع القانون، إن التأشيرات الإضافية تلك ستغطي كل المتقدمين المحتملين.
فيما أقر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الشهر الماضي بأن عدد المتقدمين للحصول على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة من الأفغان المتضررين من الانسحاب قد يصل إلى 18 ألف شخص.
وتأتي هذه التطورات تزامناً مع إكمال القوات الأمريكية انسحابها من أفغانستان بعد حرب دامت 20 عاماً، العملية التي من المقرر أن تكتمل، حسب خطة الرئيس، جو بايدن، بحلول 11 سبتمبر/أيلول.
حركة طالبان تواصل تقدمها
والأربعاء كشف رئيس الأركان الأمريكي الجنرال مارك ميلي، أن حركة طالبان اكتسبت "زخماً استراتيجياً"، حيث أصبحت تسيطر على نحو نصف المناطق الأفغانية البالغ عددها 400 تقريباً، إلا أنها لم تسيطر على أي من مدن البلاد الرئيسية.
مارك ميلي شدّد على أن "سيطرة طالبان العسكرية تلقائياً ليست أمراً مفروغاً منه"، ورغم أن القوات الأفغانية تلقت تدريباً وتجهيزات من الولايات المتحدة، ورغم أن عددها يفوق بأشواط مقاتلي طالبان، وفق التقديرات، فإنّ العدد ليس المعيار المرجّح لحسم الحرب، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وأضاف ميلي أن العاملَين الأكثر أهمية في القتال حالياً "هما الإرادة والقيادة، وهذا سيكون بمثابة اختبار الآن لإرادة وقيادة الشعب الأفغاني وقوات الأمن الأفغانية وحكومة أفغانستان".
وتشنّ الحركة عمليات عسكرية واسعة في أنحاء أفغانستان سيطرت خلالها على أراض ومعابر حدودية وطوقت مدناً، مع قرب اكتمال انسحاب القوات الأجنبية. وانعكس ذلك سلباً على معنويات القوات الأفغانية المستنزَفة بفعل سنوات الحرب وبقرار انسحاب القوات الأجنبية.
فيما أكّدت حركة طالبان، الأربعاء، أنها لن تقاتل في عطلة عيد الأضحى إلا للدفاع عن النفس، لكنها لم تعلن عن وقف رسمي لإطلاق النار، على غرار ما جرى في أعياد إسلامية سابقة.
دعم أمريكي للجيش الأفغاني
من جهته، أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أنّ الولايات المتّحدة سلّمت الجيش الأفغاني، الجمعة، ثلاث مروحيات من طراز "بلاك هوك"، وأنّها ستسلّمه مزيداً من العتاد العسكري في الأيام المقبلة.
وقال أوستن: "سنظلّ ملتزمين بمساعدة الجيش الأفغاني والحكومة الأفغانية في المستقبل".
ووفقاً للجنرال ميلي، فإنّ الانسحاب الأمريكي من أفغانستان اكتمل بنسبة 95%، مشيراً إلى أنّ الولايات المتّحدة سحبت من هذا البلد تسعة آلاف عسكري ومدني أمريكي وعتاداً بحجم يعادل شحنات 984 طائرة من طراز سي-17.
وكان البنتاغون أعلن، في منتصف يناير/كانون الثاني، أنّ عدد الأفراد العسكريين الأمريكيين في أفغانستان انخفض إلى 2500 عسكري، لكنّ الجيش الأمريكي يوظّف أيضاً عدداً كبيراً من المساعدين المدنيين، ولا سيما في المقاولات.
وأوضح رئيس الأركان الأمريكي أنّ "مجموعة صغيرة من العسكريين بشكل رئيسي، ولكن أيضاً من المدنيين والمقاولين من الباطن، فضلاً عن دبلوماسيين، لا تزال في أفغانستان لضمان الأمن وتعزيز وجودنا الدبلوماسي في كابول".