قال موقع Al-Monitor الأمريكي، الإثنين 19 يوليو/تموز 2021، إن مصر تتهيأ لتنظيم احتفالية فرعونية أخرى من أجل لفت انتباه العالم إلى مصر، ولكنها تقام هذه المرة في مدينة الأقصر، وذلك في أعقاب ما وصفته بـ"النجاح الهائل الذي حققه الموكب الذهبي للمومياوات الفرعونية"، الذي أُقيم في العاصمة المصرية القاهرة في 3 أبريل/نيسان الماضي.
وفق تقرير للموقع نفسه، فإن أعمال تطوير وترميم طريق الكباش توشك على الانتهاء، ويجري التخطيط لإقامة احتفالية كبرى من أجل افتتاحه، وذلك بهدف إحياء عيد فرعوني قديم، يمجد "آلهة الفراعنة".
طريق الكباش الفرعوني
الدكتور مصطفى الصغير، مدير معابد الكرنك والمشرف على مشروع إحياء وترميم طريق الكباش الفرعوني، قال خلال حديثه مع الموقع: "سوف تُعقد الاحتفالية في الربع الأخير من العام".
كما أوضح أن طريق الكباش، البالغ طوله 2700 متر، لديه كثير من أنواع التماثيل بين 1200 تمثال يضمه هذا الطريق.
بدأ بناء طريق الكباش خلال عهد المملكة المصرية الحديثة (1550 قبل الميلاد إلى 1077 قبل الميلاد)، وانتهت أعمال بنائه خلال حكم الأسرة الثلاثين التي أسسها الملك نختنبو الأول (380 قبل الميلاد إلى 362 قبل الميلاد).
أضاف الصغير أن المشروع لا يتعلق بالطريق والتماثيل فحسب؛ فقد تحققت اكتشافات أثرية بين عامي 2006 و2011، وسوف تتاح للجمهور للمرة الأولى بعد الاحتفال.
المتحدث نفسه، تابع قائلاً: "سوف يعرض الطريق كذلك مزارعي الزهور المكتشفين حديثاً بين تمثالين يعود تاريخهما إلى المملكة المصرية الحديثة، ويوجد أيضاً معاصر نبيذ تعود إلى العصر الروماني".
وأوضح كذلك أن هناك مواقع لصناعة الفخار والتمائم والحلي على طول الطريق. قال الصغير: "تشرح كل هذه الاكتشافات الحياة الاقتصادية والاجتماعية لسكان طيبة آنذاك".
وأردف قائلاً: "تاريخ أعمال التنقيب في طريق الكباش بدأ في 1949، عندما اكتشف عالم الآثار المصري زكريا غنيم أول ثمانية تماثيل ذات رؤوس كباش. ومع مرور السنوات، أعقبه علماء آثار آخرون اكتشفوا بقية الطريق".
إحياء عيد فرعوني قديم
مدير معابد الكرنك والمشرف على مشروع إحياء وترميم طريق الكباش الفرعوني، أوضح في المناسبة نفسها أن الاحتفالية القادمة سوف تعيد إحياء عيد الإبت، وهو احتفال مصري قديم معروف ومهم.
كان هذا الاحتفال يُكرس آمون، ويحتفل به في شهر بابة في التأريخ القبطي، عندما ينتهي موسم الحصاد بين 11 أكتوبر/تشرين الأول و11 نوفمبر/تشرين الثاني.
كما ذكر أيضاً: "كان عيد الإبت يُعقد للاحتفاء بالثالوث الإلهي عند المصريين: آمون رع، وزوجته موت، وابنهما خونسو. خلال هذه الاحتفالية، كان هناك موكب يخرج من معبد الكرنك. وكانت هناك ثلاثة تماثيل مُذهّبة تجسد هذا الثالوث ويحملها الكهنة بطول طريق الكباش نحو معبد الأقصر ثم يعودون بها".
وفي حديثه عن تفاصيل الفعاليات، قال الصغير: "في الاحتفالية القادمة، سوف يحمل أشخاص يجسدون الكهنة تمثال آمون من معبد الكرنك، وتمثال موت من معبدها وكذلك خونسو على قوارب مقدسة، تماماً مثلما كان المصريون القدماء يفعلون"، مضيفاً أن الأضواء والملابس الفرعونية والاستعراضات والموسيقى سوف تضيف مزيداً من الإثارة إلى الاحتفالية العصرية.
رهان على نجاح الاستعراض
في السياق نفسه، قال مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار، في حديثه مع موقع Al-Monitor: "أعتقد أن احتفالية افتتاح طريق الكباش وإعادة إحياء طقوس عيد الإبت سوف تتجاوز نجاح الموكب الذهبي؛ لأنها تستند إلى طقوس مصرية قديمة حقيقية وليست مجرد فكرة حديثة لنقل المومياوات".
كما أشار إلى أن أهل الأقصر أنفسهم ما زالوا يضيفون بعض سمات احتفالية عيد الإبت الفرعونية إلى احتفالاتهم بمولد أبوالحجاج في منتصف شهر شعبان. وتجدر الإشارة إلى أن أبوالحجاج الأقصري كان شيخاً صوفياً عاش في القرن الثالث عشر ميلادياً. وقد شُيد المسجد الذي يعود إلى العصر الفاطمي ويضم مقامه، في معبد الأقصر نفسه.
قال شاكر: "في مولد أبوالحجاج، يبدأ الموكب من متحف الأقصر، حيث يقع مسجده، ويجوب شوارع الأقصر. ويحمل أحفاد أبوالحجاج ومشايخ صوفيون آخرون قوارب مزخرفة ويتقدمون الموكب، وهو طقس يشارك فيه جميع أهل الأقصر تقريباً إضافة إلى أبناء المدن القريبة. ويدل القارب على التبصر الروحي".
وأضاف: "احتفالية المولد التي تستمر 3 أيام يحضرها المحافظ دائماً. ومن بين الأنشطة الأخرى، يوجد استعراضات بالخيول والموسيقى وفن التحطيب والرقص الصوفي داخل خيام على طول الطريق، إضافة إلى تلاوة الأدعية والتواشيح الدينية الأخرى".