يستضيف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الإثنين 19 يوليو/تموز 2021، العاهل الأردني الملك عبدالله، الحليف الوثيق للولايات المتحدة، وذلك في أول لقاء يجمع بايدن مع زعيم عربي، منذ تولي الرئيس الأمريكي لمنصبه في يناير/كانون الثاني الماضي.
سيكون الاجتماع في المكتب البيضاوي، وسيحضر الملك عبدالله أيضاً إفطار عمل مع نائبة الرئيس كامالا هاريس بمقر إقامتها غداً الثلاثاء، يعقبه اجتماع مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن بمقر وزارة الخارجية.
مسؤول كبير في إدارة بايدن توقع أن تشمل المحادثات بين الرئيس الأمريكي والعاهل الأردني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، في ضوء وصول نفتالي بينيت للسلطة مؤخراً خلفاً لبنيامين نتنياهو.
ربما تتطرق محادثات الملك عبدالله إلى وضعه في بلاده، وفقاً لوكالة رويترز، وكانت صورة الأردن كواحة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط المضطربة قد أصبحت محل تساؤلات بعد اتهام الأمير حمزة بالضلوع في مؤامرة لزعزعة استقرار البلاد خلال أبريل/نيسان الماضي.
كان بايدن قد قدّم تأييده الكامل للملك عبدالله الذي سترافقه زوجته الملكة رانيا في زيارته للبيت الأبيض.
كذلك قال المسؤول الأمريكي في إدارة بايدن: "لدينا ثقة كبيرة في قيادة الملك، وأعتقد أن الزيارة خلال الأيام القادمة ستؤكد من جديد هذه الثقة".
أضاف المسؤول أن من الموضوعات الأخرى التي يرجح أن تتناولها المحادثات "مستقبل اتفاقات إبراهام التي تم إبرامها في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، واتفاقات التطبيع بين إسرائيل وأربع دول عربية، والمفاوضات مع إيران على برنامجها النووي، والأزمة الإنسانية في سوريا".
على الصعيد ذاته، يتوقع أن ينتج الاجتماع حالة من التوافق والتأكيد على تحقيق هدنة سياسية دبلوماسية، على مستوى العلاقات الدولية بين عمان وإسرائيل، وهو ما بدأت دلائله الاستباقية تظهر جلياً بعد اتصال الرئيس الإسرائيلي مع الملك عبدالله، واجتماع آخر مع رئيس الوزراء نفتالي بينيت لم يؤكده الطرفان، فضلاً عن اتفاقية المياه الأخيرة، وفقاً لوكالة الأناضول.
تتزامن زيارة الملك عبدالله لأمريكا مع معاناة عمّان من ظروف اقتصادية صعبة جراء تداعيات الأزمات المحيطة بها، وما رافق انتشار فيروس كورونا من إجراءات طالت جميع القطاعات في المملكة، أدت إلى تعاظم الخسائر، وزادت من حالة الاحتقان الشعبي إزاء الإجراءات الحكومية التي لم تفلح في معالجة تلك المشاكل.
لذا يتوقع أن الوضع الاقتصادي المتوتر للمملكة سيدفع العاهل الأردني إلى الحديث عن هذا الملف خلال لقاء بايدن، ما قد يؤدي في محصلة الأمر إلى توجيه رئاسي من الأخير لأركان إدارته برفع قيمة المساعدات السنوية المقدمة للمملكة تجنباً لحدوث سيناريوهات مشابهة لأزمات الدول الأخرى، وبالتالي خسارة واشنطن لحليفها الأبرز في المنطقة.
يُشار إلى أن الولايات المتحدة هي الداعم الرئيسي للمملكة من حيث المساعدات المقدمة، ووقع البلدان مطلع 2019 مذكرة تفاهم تعهدت واشنطن بموجبها بتقديم 1.275 مليار دولار سنوياً لعَمان لمدة 5 سنوات.