أعلنت السلطات الصحية في ذي قار بجنوب العراق، أن العديد من مديري المستشفيات استقالوا من مناصبهم في المحافظة، منذ الحريق المميت الذي أتى على مكان مخصص لعلاج مرضى كورونا في مستشفى الحسين بمدينة الناصرية، وأودى بحياة العشرات.
المسؤول العام عن الهيئات الصحية سعد المجيد، قال إن مديري ونواب مديري ما لا يقل عن 5 مستشفيات في المحافظة غادروها، تاركين إدارة المؤسسات لموظفين أقل أهلية، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
أوضح المجيد أن الدافع هو الخوف من تحميلهم المسؤولية، في حال وقوع كارثة جديدة مع توالي الحرائق في مستشفيات العراق المتداعية.
من جانبه، اعتبر الناشط ورئيس تحرير إحدى الصحف المحلية عدنان دافار، أن الاستقالات المتتالية لمديري المستشفيات "دليل على انهيار منظومتنا الصحية"، منتقداً المسؤولين الذين "فروا من مسؤولياتهم بشكل مخجل".
بدوره استنكر الإعلامي عدنان توما "تهربهم من كل واجباتهم في حين يجب أن يضاعفوا جهودهم"، مؤكداً أن معظم المستقيلين "واصلوا العمل في عياداتهم الخاصة".
ضعف المنظومة الصحية
كان قد لقي ما لا يقل عن 60 شخصاً مصرعهم في حريق مروع دمر رواقاً في مستشفى الحسين في الناصرية لإيواء مرضى كورونا، وجاء في تقرير مبدئي للشرطة أن الحريق كان بسبب انفجار أسطوانة أوكسجين، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
أشار التقرير إلى أن مبنى المستشفى به ألواح خفيفة الوزن تفصل بين الأجنحة، ما أسهم في انتشار الحريق بسرعة أكبر، كما يفتقر المستشفى لعدد كاف من مخارج الطوارئ، وهو ما تسبب في سقوط عدد أكبر من الضحايا.
اعتُقل إثر الحريق ثلاثة مسؤولين بينهم مدير المؤسسة، وصدرت 10 أوامر قبض أخرى من القضاء، لكن ذلك لم يهدّئ غضب المواطنين.
حصلت مأساة مماثلة في وحدة علاج مرضى كوفيد في مستشفى ببغداد، في أبريل/نيسان الماضي، أسفرت عن مقتل أكثر من 80 شخصاً.
كذلك اندلع أمس السبت حريق في رواق نصب لإيواء عمال الصيانة في مؤسسة صحية بمدينة الناصرية، وقد تمت السيطرة بسرعة على الحريق الذي لم يخلف ضحايا.
ومع كل مأساة، يلقي العراقيون اللوم على الإهمال وانتهاك قواعد السلامة الأساسية والفساد وتقصير السلطات، ويشعر كثير من العراقيين بالغضب الشديد من مؤسسة حاكمة تسمح بتفشي الفساد، بينما يعيش الملايين في فقر رغم الثروة النفطية الهائلة للبلاد.
وقد أقرت الحكومة بداية الأسبوع بأن غالبية تلك الأروقة والمستشفيات لا تراعي شروط السلامة.
يُذكر أنه منذ بداية وباء كورونا الذي توفي أكثر من 17 ألف شخص جرّاءه في العراق، شيّدت على عجل أروقة خاصة في المستشفيات لاستقبال المصابين بالفيروس.