أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الأحد 18 يوليو/تموز 2021، لوزير الخارجية الصيني وانج يي، موقف القاهرة الثابت المتمثل بالحفاظ على أمنها المائي، وضرورة التوصل لاتفاق ملزم حول "سد النهضة" الإثيوبي.
يُذكر أن الصين، أحد الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الدولي، الذي عقد جلسة حول السد مطلع يوليو/تموز 2021، فيما تشير تقارير إعلامية إلى استثمارات صينية تُضَخ في أديس أبابا وسدها المثير للخلافات مع القاهرة على مدار عقد.
لقاء مصري صيني
وفق بيان للرئاسة المصرية، نقل وزير الخارجية الصيني الذي يزور القاهرة حالياً، إلى السيسي رسالة شفهية من نظيره الصيني شي جين بينغ.
إذ تضمنت الرسالة: "تأكيد حرص الصين على استمرار تطوير علاقاتها الاستراتيجية مع مصر، وثبات دعم بكين للقاهرة في جهود التنمية الشاملة، ومكافحة الإرهاب، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".
في حين كشف الوزير الصيني عن "قبول انضمام مصر كشريك حوار بمنظمة شنغهاي للتعاون، التي تتناول التنسيق والتعاون في مجالات مكافحة الإرهاب والتطرف والطاقة والعلوم".
كما أعرب عن "تفهُّم بكين التام للأهمية القصوى لنهر النيل في مصر، ومن ثم مواصلة الصين اهتمامها بالتوصل لحل لتلك القضية على نحو يلبي مصلحة جميع الأطراف"، بحسب المصدر ذاته.
بدوره، أكد السيسي "موقف مصر الثابت بالحفاظ على أمنها المائي المتمثل بحقوقها التاريخية في مياه النيل، وذلك بالتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل السد يحقق مصالح الجميع بشكل عادل".
يأتي لقاء السيسي مع الوزير الصيني بالتزامن مع تصريحات إثيوبية تتحدث عن احتمالية الانتهاء من الملء الثاني لـ"سد النهضة" في موسم الأمطار الحالي.
الملء الثاني لـ"سد النهضة"
إذ قال عضو فريق التفاوض الإثيوبي جيديون أسفاو، في مقابلة مع وكالة أنباء بلاده الرسمية، إن "عملية بناء السد وصلت لأكثر من 80%، ومن المتوقع الانتهاء من الملء الثاني للسد في موسم الأمطار الحالي".
كما اعتبر أسفاو أن المرحلة الثانية لملء السد تمثل "حدثاً تاريخياً لإثيوبيا لتوليد الطاقة، والتخفيف من فقر الطاقة في البلاد". ولم يقدم المسؤول الإثيوبي تفاصيل بشأن كمية المياه التي سيحتجزها خزان السد خلال الملء الثاني.
لكن خبير الموارد المائية وأستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة عباس شراقي قال في تصريحات إعلامية سابقة، إن الجانب الإثيوبي نجح في الانتهاء من تعلية الممر الأوسط لـ"سد النهضة" بارتفاع 4 أمتار إضافية؛ ما يمكِّنه من تخزين نحو 6 مليارات متر مكعب من المياه، خلال يوليو/تموز الجاري.
الخبير المصري أضاف أيضاً أنه مع الاستمرار في تعلية الممر الأوسط إلى 30 متراً كما هو مقرر، فإن الإثيوبيين يمكنهم خلال أغسطس/آب، استكمال المتبقي من الحصة المراد تخزينها وهي 13.5 مليار متر مكعب.
جدير بالذكر أنه في 5 يوليو/تموز 2021، أخطرت إثيوبيا دولتي مصب نهر النيل، مصر والسودان، ببدء عملية ملء ثانٍ للسد بالمياه، دون التوصل إلى اتفاق ثلاثي، وهو ما رفضته القاهرة والخرطوم، باعتباره إجراءً أحادي الجانب.