أطلقت السلطات الأمنية في مصر، الأحد 18 يوليو/تموز 2021، سراح 6 صحفيين وناشطين على ذمة التحقيقات، وسط احتفاء من معارضين بهذه الخطوة، وذلك بعد أيام قليلة من انتقادات أمريكية لملف حقوق الإنسان في مصر.
إذ أفادت وسائل إعلام محلية خاصة، بينها "الشروق" و"مصراوي"، بأن جهات التحقيق قررت إخلاء سبيل الصحفيَّين معتز ودنان ومصطفى الأعصر؛ والمحامية الناشطة ماهينور المصري، في قضية اتهامهم بالانضمام إلى جماعة إرهابية. وأضافت أن الثلاثة وصلوا إلى منازلهم بعد إنهاء إجراءات إخلاء سبيلهم.
إطلاق سراح إسراء عبدالفتاح
كذلك أطلقت السلطات سراح كل من الناشطة إسراء عبدالفتاح، والكاتب الصحفي المعارض جمال الجمل، والسياسي عبدالناصر إسماعيل، نائب حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، بحسب المصادر ذاتها.
من جانبه قال رئيس الحزب، مدحت الزاهد، في بيان: "الحزب يثمّن هذه القرارات (…) التي جاءت دون تدابير احترازية (بحق المُطلق سراحهم)، مع عودتهم لمنازلهم مساء يوم صدور قرارات الإفراج عنهم".
كما تمنَّى الزاهد أن "تشمل قرارات الإخلاء جميع السجناء والمحبوسين في قضايا الرأي والسياسيين ممن لم تتلوث أيديهم بالدماء".
في حين لا تصدر السلطات المختصة عادةً بيانات بشأن قرارات الإفراج في مثل هذه الملفات. وعادةً ما تقول السلطات المصرية إنه لا يوجد لديها محتجزون سياسيون وإنها تحترم الحقوق والحريات في البلاد وتواجه أي خروج عن القانون.
"مقدمة لإفراجات أخرى"
مرحِّباً بهذه القرارات، كتب السياسي والصحفي خالد داود على "فيسبوك": "يا رب، بشرة خير في هذه الأيام المفترجة، وتكون مقدمة للمزيد من الإفراجات".
كذلك دَوَّنَ المحامي طارق العوضي: "الحمد لله، مجموعة إخلاءات سبيل مُبشِّرة بالخير، نثمِّنها ونأمل الاستمرار في اتخاذ مثل تلك القرارات".
يُذكر أن المفرج عنهم تفاوتت مدد اعتقالهم ما بين ثلاث سنوات و6 أشهر كما هو الحال مع جمال الجمل، الذي تم اعتقاله بعد عودته من تركيا وذلك في فبراير/شباط 2021.
تأتي خطوة الإفراج عن الصحفيين والنشطاء، بعد أيام قليلة من انتقادات وجَّهتها وزارة الخارجية الأمريكية بشأن استمرار اعتقال نشطاء مدافعين عن حقوق الإنسان في مصر، معتبرةً أن هذا النهج "يهدد استقرار البلاد"، بحسب شبكة إخبارية أمريكية، الخميس.
جاء ذلك على خلفية إعلان المدير التنفيذي للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، حسام بهجت، عن إحالته إلى المحاكمة، بتهم تتعلق بنشاطه على وسائل التواصل الاجتماعي.
في حين لم تصدر السلطات المصرية تعقيباً على الانتقاد الأمريكي، لكنها عادةً ما تؤكد احترامها لحقوق الإنسان واستقلالية ونزاهة القضاء ورفضها أي تدخُّل في شؤونه.
من جانبه قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، في مؤتمر صحفي، الأربعاء، إن "الولايات المتحدة تشعر بالقلق من استمرار الاعتقالات وقرارات الاتهام والمضايقات التي يتعرض لها قادة المجتمع المدني المصري والأكاديميون والصحفيون، وضمن ذلك توجيه الاتهام إلى المدير العام للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية حسام بهجت"، وفق شبكة "سي إن إن" الخميس.
كما أضاف برايس: "أبلغنا الحكومة المصرية أنه ينبغي عدم استهداف أفراد مثل حسام بهجت، بسبب تعبيرهم عن آرائهم بشكل سلمي".