أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية، الأحد 18 يوليو/تموز 2021، استدعاء سفيرها لدى المغرب، وأرجعت القرار إلى "ضرورة توضيح المملكة المغربية موقفها النهائي من الوضع بالغ الخطورة الناجم عن التصريحات المرفوضة لسفيرها بنيويورك"، وفق بيان للخارجية الجزائرية، نقلته قناة "النهار" المقربة من السلطة.
هذا القرار جاء بعد يوم واحد من مطالبتها السلطات المغربية بتوضيحات بشأن ما وصفتها بـ"تصريحات عدوانية" لسفير الرباط لدى الأمم المتحدة، يعلن فيها دعم حركة انفصالية صراحة، في إشارة إلى "الحركة من أجل استقلال القبائل".
وجاء في بيان الخارجية الجزائرية، أنه "نظراً لغياب أي صدى إيجابي ومناسب من قِبل الجانب المغربي، فقد تقرر اليوم استدعاء سفير الجزائر بالرباط، فوراً، للتشاور".
كما شددت أيضاً على أنه "لا يستبعد اتخاذ إجراءات أخرى، حسب التطور الذي تشهده هذه القضية".
خلفيات القرار
الخميس 15 يوليو/تموز الماضي، نقلت وسائل إعلام مغربية عن سفير بلادها لدى الأمم المتحدة عمر هلال، أنه دعا خلال اجتماع دول عدم الانحياز يومي 13 و14 يوليو/تموز الجاري، إلى "استقلال شعب القبائل" بالجزائر.
إذ صنفت الجزائر في وقت سابق، "الحركة من أجل استقلال القبائل" (تعنى بمناطق يقطنها الأمازيغ شرق العاصمة الجزائر) "منظمة إرهابية".
دعوة هلال جاءت بعد إعلان وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، دعم حق تقرير مصير سكان إقليم الصحراء، المتنازع عليه بين المغرب وجبهة البوليساريو منذ عام 1975.
غضب رسمي في الجزائر
رداً على ذلك، قال بيان الخارجية الجزائرية: "قامت الممثلية الدبلوماسية المغربية في نيويورك (بالأمم المتحدة) بتوزيع وثيقة رسمية على جميع الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز، يكرس محتواها بصفة رسمية، انخراط المملكة المغربية في حملة معادية للجزائر".
كما أضاف أن الوثيقة عبرت عن "دعم ظاهر وصريح لما تزعم أنه حق تقرير المصير للشعب القبائلي" الذي، حسب المذكرة المذكورة، "يتعرض لأطول احتلال أجنبي".
بحسب البيان: "تدين الجزائر بشدة، هذا الانحراف الخطير، وضمن ذلك على المملكة المغربية نفسها داخل حدودها المعترف بها دولياً"، في إشارة إلى وجود أمازيغ داخل المغرب.
تابع: "في ظل هذه الوضعية الناشئة عن عمل دبلوماسي مريب صادر عن سفير، يحق للجزائر، الجمهورية ذات السيادة وغير القابلة للتجزئة، أن تنتظر توضيحاً للموقف الرسمي والنهائي للمملكة المغربية بشأن هذا الحادث بالغ الخطورة".
جدير ذكره، أن الجزائر، وطيلة أكثر من 4 عقود، تدعم جبهة "البوليساريو" الانفصالية، التي تطالب بانفصال إقليم الصحراء عن المغرب، بينما تؤكد الرباط أنه جزء لا يتجزأ من وحدتها الترابية.