أعلن وزير الهجرة واللاجئين والجنسية الكندي، ماركو ميندتشينو، الجمعة 16 يوليو/تموز 2021، أن بلاده تؤسس برنامجاً خاصاً لمنح اللجوء "للمدافعين عن حقوق الإنسان"، ومن بينهم الصحفيون، الذين قد يحتاجون إلى طلب اللجوء هرباً من الاضطهاد في بلادهم.
من جهتها، قالت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إن هذا البرنامج الكندي هو الأول من نوعه في العالم.
حيث سيوفر البرنامج الإعاشة لمئتين وخمسين شخصاً سنوياً، إضافة إلى أسرهم، ويركز على الأشخاص الأكثر عرضة للخطر مثل النساء والصحفيين و"المدافعين عن حقوق المثليين".
في هذا الإطار، أوضح ميندتشينو، في مؤتمر صحفي افتراضي من مدينة تورونتو: "من الضروري ألا نتجاهل أولئك الذين يشهدون على هذه المآسي الإنسانية، والذين ينشطون من خلال التظاهر والنشر حتى تصل الأنباء إلينا. لكنهم يفعلون ذلك وهم يخاطرون بالتعرض للاضطهاد والاعتقال والتعذيب بل الموت أيضاً".
بدء قبول المسافرين
في سياق ليس ببعيد، أضاف رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، لرؤساء حكومات المقاطعات، أن كندا قد تبدأ في قبول المسافرين الذين تم تطعيمهم بالكامل، من الولايات المتحدة لحالات السفر غير الضروري، بحلول منتصف أغسطس/آب.
ترودو أشار إلى أنه إذا ظلت معدلات التطعيم ضد فيروس كورونا في مسارها الحالي، فيمكن حينئذ أن تفتح البلاد حدودها للمسافرين الملقحين بالكامل من جميع أنحاء العالم بحلول أوائل سبتمبر/أيلول المقبل.
من المقرر أن تنتهي صلاحية القيود المفروضة على السفر غير الضروري على الحدود بين كندا والولايات المتحدة في 21 يوليو/تموز الجاري، وبموجب الخطة التي كشف عنها ترودو، قد يتم تمديد الموعد النهائي مرة أخيرة بمقدار 30 يوماً قبل السماح للمسافرين المحصنين بالكامل مرة أخرى.
"مزيد من اللاجئين"
كان ميندتشينو قد أعلن، الجمعة 18 يونيو/حزيران 2021، أن بلاده ستقبل مزيداً من اللاجئين وأُسرهم هذا العام، في إطار جهودها لحل أزمة اللاجئين العالمية.
الوزير الكندي أشار إلى أن كندا ستقبل ما يقارب مثلَي عدد الأشخاص المشمولين بالحماية، وهم من تقدَّموا بطلبات لجوء وحصلوا على وضع لاجئ بعد الوصول إلى البلاد، وكذلك أقاربهم من الدرجة الأولى في الخارج.
والعدد الجديد المستهدف من اللاجئين الذين ستستقبلهم كندا هو 45 ألفاً، ارتفاعاً من 23500.
كانت كندا قد أعلنت، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عن رغبتها في زيادة أعداد المهاجرين إليها خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، وذلك لتعويض تراجع عدد المهاجرين خلال 2020، بسبب وباء كورونا.
ميندتشينو قال في تصريحات سابقة، إن بلاده تعتزم استقبال أكثر من 1.2 مليون مهاجر بين 2021 و2023، أي بزيادة نحو 200 ألف مهاجر عن العدد الذي حُدّد قبل الأزمة الوبائية، مشيداً بالدور المهم الذي لعبه الوافدون الجدد لبلاده في التعامل مع أزمة كورونا، وأشاد -بشكل خاص- بطالبي اللجوء الذين عملوا في الخط الأول بدور التقاعد المتضررة من الوباء.
ومثّلت الهجرة 80% من النمو الديموغرافي عام 2019 في كندا، التي يقطنها 38 مليون نسمة، وتجد البلاد حاجة لجلب مزيد من المهاجرين واللاجئين؛ من أجل تعويض نقص العمالة الناتجة عن شيخوخة السكان وتراجع معدل المواليد.
لماذا تشجع كندا على الهجرة؟
من أهم مزايا الهجرة إلى كندا تعزيز مستوى معيشة الفرد، فإضافة إلى احتلالها مراتب متقدمة في تصنيف جودة الحياة بالأمم المتحدة، احتلت كندا المرتبة التاسعة من بين 200 دولة في مؤشر التنمية البشرية السنوي للأمم المتحدة، الذي يقيس مستوى الصحة والعمر والتعليم ومستوى المعيشة.
من بين مزايا الهجرة إلى كندا أيضاً الحصول على الرعاية الصحية الممولة من الدولة، حيث بإمكان الناس في جميع أرجائها الحصول على رعاية صحية عالية الجودة دون القلق بشأن دفع رسوم باهظة، وفقاً لوكالة الأناضول.
إضافة إلى ذلك، إذا كنت مواطناً كندياً أو مقيماً دائماً فإن الرعاية الصحية الأساسية خالية تماماً من التكلفة، وتقدم الدولة برنامج دعم الضمان الاجتماعي للمهاجرين وأسرهم.
تشمل مزايا الهجرة إلى كندا كذلك الحصول على فرص تعليمية ممتازة، فهي موطن لنظام تعليمي رائع، ومن ثم توفير التعليم الجيد لسكانها، وفيها أنظمة تعليمية عامة وخاصة.
إضافة إلى ذلك، تموّل الحكومة المدارس الحكومية، وهي مجانية للطلاب حتى الصف الثاني عشر. وتم تجهيز عديد من الكليات والجامعات العامة، حيث يتعين على الطلاب دفع الرسوم الدراسية التي تقل كثيراً عن نظيراتها الخاصة. وتقع بعض أفضل الجامعات في العالم مثل جامعة ماكجيل وجامعة كولومبيا وجامعة تورونتو بكندا.