أصيب 15 عسكرياً و4 متظاهرين بجروح، الجمعة 16 يوليو/تموز 2021، في مواجهات اندلعت بمنطقة "جبل محسن" شمالي لبنان، على خلفية تردي الأوضاع المعيشية واعتذار سعد الحريري عن تشكيل الحكومة اللبنانية.
إذ أفاد الجيش اللبناني في بيان، بإصابة مجنديه إثر إلقاء شبان قنبلة يدوية باتجاههم في منطقة "جبل محسن"، كما أصيب 10 عناصر آخرين بجروح إثر تعرُّضهم للرشق بالحجارة من قِبل عدد من المحتجين في المنطقة نفسها.
مواجهات مع الجيش
نقل شهود عيان لمراسل "الأناضول"، أن المواجهات اندلعت في أثناء محاولة الجيش اللبناني فتح طريق قطعه محتجون.
فيما أشارت وكالة الإعلام الرسمية في لبنان إلى سقوط 4 جرحى من المتظاهرين، أحدهم في حالة حرجة، فيما عزز الجيش انتشاره في المنطقة التي تشهد توتراً.
تعليقاً على الأحداث، أكد النائب في البرلمان علي درويش "أحقية التعبير السلمي عن الألم من الواقع الاقتصادي"، لكنه دعا في بيان، "أهالي جبل محسن إلى عدم الاحتكاك بالجيش اللبناني الحامي والمدافع عن الجميع وصمام الأمان الوحيد".
في السياق ذاته، قطع عشرات من المحتجين طريقاً رئيساً يربط العاصمة بيروت بجنوبي البلاد لأكثر من ساعتين قبل إعادة فتحه؛ ما تسبب بزحمة سير خانقة.
في حين تشهد مناطق لبنانية عدة بين الحين والآخر احتجاجات شعبية غاضبة يتخللها قطع طرقات؛ اعتراضاً على الواقع المعيشي وتصاعد الأزمة الاقتصادية.
فيما يقول مراقبون إن أوضاع البلاد تتجه نحو الأسوأ سياسياً واقتصادياً، عقب إعلان رئيس "تيار المستقبل"، سعد الحريري، الخميس، اعتذاره عن تأليف الحكومة، بعد تعثر مهمته نتيجة خلافات مع رئيس البلاد ميشال عون، حول التشكيلة الحكومية.
أزمة اقتصادية حادة
في السياق ذاته يعاني لبنان، منذ أواخر 2019، أزمة اقتصادية حادة أدت إلى تدهور مالي ومعيشي، وشح في الوقود والأدوية وسلع أساسية أخرى، فضلاً عن ارتفاع معدلات الفقر بشكل غير مسبوق.
من جانبها حثت فرنسا، الجمعة، لبنان على تسمية رئيس للوزراء في أقرب وقت ممكن، بعد أن اعتذر سعد الحريري عن تشكيل الحكومة الجديدة، لكنَّ فرص الاتفاق قريباً على حكومة بدت قاتمة بعد شهور من الصراع السياسي.
في الوقت نفسه تراجعت العملة اللبنانية المنهارة بالفعل، إلى مستويات قياسية جديدة في أعقاب قرار الحريري. ووصل سعر الدولار إلى 22 ألفاً و500 ليرة، الجمعة، بعد أن فقدت الليرة أكثر من 90% من قيمتها في أقل من عامين.
حيث دفع الانهيار الاقتصادي، الذي وصفه البنك الدولي بأنه من أسوأ حالات الركود في التاريخ المعاصر، أكثر من نصف السكان إلى هاوية الفقر، وتسبب في نقص متزايد بالسلع الأساسية مثل الوقود والدواء.
جهود دولية لحل الأزمة
من جانبها قالت فرنسا، التي تقود الجهود الدولية للتصدي للأزمة، إن الجمود "مدبَّر"، وأعلنت عن عقد مؤتمر دولي جديد في الرابع من أغسطس/آب، في الذكرى الأولى لتفجير مرفأ بيروت؛ لتلبية احتياجات اللبنانيين.
في المقابل ولدى إعلانه عن قرار الاعتذار عن تشكيل الحكومة، الخميس، قال الحريري إنه بات من الواضح أنه والرئيس ميشال عون لا يمكنهما التوافق.
لكن الحريري لم يتحدث عن خلاف على استراتيجيات لإنقاذ الاقتصاد، لكنه قال إن جذور الخلاف تكمن في إصرار عون على استمرار وجود أقلية معطلة في الحكومة.