وثائق مسربة لخطة روسيا لإنجاح ترامب في 2016.. بوتين أعطى أوامره لدعم الرجل “غير المستقر عقلياً”

عربي بوست
تم النشر: 2021/07/15 الساعة 15:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/07/15 الساعة 15:48 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين/رويترز

كشفت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير نشرته الخميس 15 يوليو/تموز 2021، أن فلاديمير بوتين أعطى الأوامر للقيام بعمليةٍ سرية لوكالةٍ استخباراتية، من أجل دعم دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي جرت في عام 2016، وذلك خلال جلسةٍ مغلقة لمجلس الأمن القومي الروسي، وفقاً لما يُعتقَد أنه وثائق مُسرَّبة تابعة للكرملين. 

إذ تشير الوثائق المسربة إلى أن الاجتماع الرئيسي عُقِدَ في 22 يناير/كانون الثاني من العام 2016، بحضور الرئيس الروسي ورؤساء وكالات الاستخبارات وكبار الوزراء، وقد وصفت الوثائق ترامب بالشخص "غير المستقر عقلياً"

نجاح ترامب في الانتخابات 

في المقابل اتفق هؤلاء خلال الاجتماع، على أن ترامب -إذا نجح في الانتخابات- سوف يساعد في تأمين أهداف موسكو الاستراتيجية، ومن بينها "الاضطرابات الاجتماعية" بالولايات المتحدة، وإضعاف الموقف التفاوضي للرئيس الأمريكي. 

كما صدرت أوامر للوكالات الاستخباراتية الروسية الثلاث بإيجاد طرقٍ عملية لدعم ترامب، في مرسومٍ يبدو أنه يحمل توقيع بوتين. 

عند هذه النقطة، كان ترامب هو المرشح الأوفر حظاً في سباق ترشيح الحزب الجمهوري. وأوصى تقريرٌ أعدَّه قسم الخبراء التابع لبوتين، بأن تستخدم موسكو "كل القوى الممكنة" لضمان فوز ترامب. 

معرفة أوروبا بتفاصيل الخطة 

من المفهوم أن وكالات الاستخبارات الغربية كانت على علمٍ بالوثائق منذ عدة أشهر، وأنها فحصتها بعناية. ويبدو أن الأوراق، التي اطَّلَعَت عليها صحيفة The Guardian البريطانية، تمثِّل تسريباً خطيراً وغير مألوف للغاية من داخل الكرملين. 

حيث عرضت الصحيفة البريطانية الوثائق على خبراء مستقلين قالوا إنها تبدو أصلية. ويُقال إن اللهجة العامة والتوجُّه العام أيضاً في الوثائق يتوافقان مع تفكير الكرملين الأمني. 

من جانبه ردَّ الكرملين على ذلك باستخفاف، وقال المتحدِّث باسم بوتين، ديمتري بيسكوف، إن فكرة اجتماع القادة الروس وموافقتهم على دعم ترامب خلال الاجتماع في أوائل عام 2016، كانت "خيالاً جامحاً"، في حديثه مع صحيفة The Guardian صباح الخميس 15 يوليو/تموز 2021 . 

تقييم نفسي لترامب 

إذ يُصنَّف التقرير، الذي يحمل اسم No 32-04 \ vd، على أنه سري، ويفيد بأن ترامب هو "المرشح الواعد" من وجهة نظر الكرملين. وهناك تقييمٌ نفسيٌّ موجز لترامب، الذي يوصَف بأنه "مندفعٌ وغير مستقر عقلياً وغير متوازن ويعاني من عقدة نقص". 

هناك أيضاً تأكيدٌ واضح بأن الكرملين يمتلك مواد يُحتمَل أن تفيد في مساومة، حول الرئيس المستقبلي، وهي مواد جُمِعَت، بحسب الوثائق، من "زيارات ترامب غير الرسمية السابقة لأراضي الاتحاد الروسي". 

كما تشير وثيقةٌ إلى "أحداثٍ معينة" وقعت خلال رحلات ترامب إلى موسكو. ويُدعَى أعضاء مجلس الأمن للعثور على التفاصيل في الملحق الخامس، من الفقرة الخامسة، كما تنص الوثيقة، لكن من غير الواضح ما يحتويه الملحق. 

حيث تقول الوثيقة: "من الضروري للغاية استخدام كل القوى الممكنة لتسهيل انتخابه (ترامب) لمنصب رئيس الولايات المتحدة". 

هذا من شأنه أن يساعد في إحداث "السيناريو السياسي المفضَّل نظرياً" لدى روسيا. وتتوقَّع الوثيقة حسبما كانت في عام 2016، أنَّ فوز ترامب "سيؤدِّي بالتأكيد إلى زعزعة استقرار النظامين الاجتماعي والسياسي في الولايات المتحدة"، وكذلك إلى استياءٍ خفي ينفجر لاحقاً في العلن. 

اجتماع قمة الكرملين

من ناحية أخرى قالت "الغارديان"، إن الاجتماع -بلا شك- عُقِدَ في يناير/كانون الثاني 2016، وإنه عُقِدَ داخل الكرملين. 

إذ تُظهِر صورةٌ رسمية لهذا الاجتماع بوتين على رأس الطاولة، جالساً تحت علم الاتحاد الروسي ونسرٍ ذهبي برأسين. حضر الاجتماع أيضاً رئيس الوزراء الروسي آنذاك ديمتري ميدفيديف، مع وزير الخارجية المخضرم سيرغي لافروف. 

حضر أيضاً سيرغي شويغو وزير الدفاع المسؤول عن الاستخبارات العسكرية الروسية، وميخائيل فرادكوف رئيس جهاز الاستخبارات الروسي في ذلك الوقت، علاوة على أليكساندر بورتنيكوف رئيس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، ونيكولاي باتروشيف المدير السابق لجهاز الأمن الفيدرالي، باعتباره سكرتيراً لمجلس الأمن. 

وفقاً لبيانٍ صحفي، غطَّى الاجتماع مناقشةً عن الاقتصاد وأخرى عن مولدوفا. 

مقترحات سرية 

في المقابل تشير الوثيقة التي اطَّلَعَت عليها الصحيفة البريطانية، إلى أن الغرض الحقيقي والسري لاجتماع مجلس الأمن هو مناقشة المقترحات السرية التي أعدَّتها الخدمات التحليلية التابعة للرئيس رداً على العقوبات الأمريكية ضد موسكو. 

يبدو أن كاتب الوثائق هو فلاديمير سيمونينكو، المسؤول الكبير عن قسم الخبراء في الكرملين، والذي يزوِّد بوتين بمواد وتقارير تحليلية، بعضها يستند إلى معلوماتٍ استخباراتية أجنبية. 

كما تشير الوثائق إلى أنه في 14 يناير/كانون الثاني 2016، قام سيمونينكو بتوزيع ملخَّص تنفيذي من ثلاث صفحات لاستنتاجاتٍ وتوصياتٍ من فريقه. 

كذلك وفي أمرٍ مُوقَّع بعد يومين، أصدر بوتين تعليماتٍ إلى رئيس إدارة السياسة الخارجية آنذاك، أليكساندر مانجوسين، لعقد جلسة إحاطة مُغلقة لمجلس الأمن القومي، وكان الغرض منها هو مزيد من الدراسة للوثيقة، حسب الطلب. ومُنِحَت مهلةٌ مدتها خمسة أيام، لمانجوسين لاتِّخاذ التدابير. 

لكن ليس من المعروف ما قيل داخل غرفة مبنى مجلس الشيوخ في الكرملين بالطابق الثاني. لكن يبدو أن الرئيس الروسي ومسؤولي استخباراته قد وقَّعوا على خطةٍ تنفِّذها وكالاتٌ متعدِّدة للتدخُّل في الديمقراطية الأمريكية، ضمن إطار دفاع عن النفس. 

حيث ذكرت الوثائق إجراءاتٍ مختلفة قد يتبناها الكرملين رداً على ما يعتبره أعمالاً عدائية من جانب واشنطن. وتحدِّد وثيقةٌ عدة نقاط ضعف أمريكية، وتشمل "الهوة العميقة بين اليمين واليسار"، وفضاء "المعلومات الإعلامية" بالولايات المتحدة، والمزاج المناهض للمؤسسة في عهد الرئيس باراك أوباما.

تحميل المزيد