أعلن مفاوض حكومي أفغاني، الخميس 15 يوليو/تموز 2021، أن حركة طالبان اقترحت وقفاً لإطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر مقابل إطلاق سراح نحو سبعة آلاف من عناصرها المحتجزين في سجون أفغانستان، يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه الحركة توسعها السريع في أنحاء أفغانستان، وسيطرتها على المعابر الحدودية.
حيث قال نادر نادري للصحفيين إن ما عرضته طالبان "طلب كبير"، مضيفا أن المتمردين طلبوا أيضاً شطب أسماء قادة في الحركة من اللائحة السوداء للأمم المتحدة.
كر وفر على معبر استراتيجي
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه مسؤول في الحكومة الأفغانية الخميس أن قوات الأمن استعادت السيطرة على معبر حدودي كبير مع باكستان في جنوب البلاد كانت طالبان استولت عليه لفترة وجيزة، لكن الحركة نفت ذلك وقالت إنها لا تزال تسيطر على البلدة.
واستولى مقاتلو طالبان على معبر سبين بولداك شامان، الأربعاء، وهو ثاني أهم معبر حدودي مع باكستان ومصدر رئيسي للدخل للحكومة الأفغانية.
لكن مسؤولاً حكومياً كبيراً في إقليم قندهار الجنوبي حيث يقع المعبر قال لرويترز إن القوات الأفغانية استعادت السيطرة على السوق الرئيسي في المنطقة وإدارة الجمارك وغيرها من المنشآت الحكومية في البلدة الحدودية بعد ساعات قليلة من سيطرة طالبان عليها.
وأضاف أن القوات الحكومية تراجعت في البداية للحد من الضحايا بين المدنيين وأفراد الأمن، مشيراً إلى أنها تجري الآن عمليات تطهير، لكنه حذر من أن التهديد لا يزال مرتفعاً، نظراً لأن عدد مقاتلي طالبان يفوق قوات الأمن في المنطقة.
من جانبه، نفى ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان صحة ذلك، وذكر أن مقاتلي الحركة ما زالوا يسيطرون على المعبر الحدودي.
وقال لرويترز: "هذه مجرد دعاية وزعم لا أساس له من حكومة كابول".
معبر استراتيجي
يُعد المركز الحدودي أحد أهم المعابر من الناحية الاستراتيجية بالنسبة لطالبان، إذ يمكن الوصول عبره مباشرة إلى إقليم بلوشستان الباكستاني، حيث تتمركز قيادة طالبان منذ عقود، وينتشر عدد غير معروف من المقاتلين الاحتياطيين الذين يُرسلون إلى أفغانستان للقتال.
ويُعتبر طريقاً سريعاً رئيسياً يربط الحدود بكراتشي العاصمة الاقتصادية لباكستان ومينائها الشاسع المطل على بحر العرب، وأساسياً لتجارة الهيروين في أفغانستان التي تدر مليارات الدولارات وكانت مصدراً مهماً لتمويل الحرب التي تشنها طالبان منذ سنين.
ومعبر سبين بولداك كان الأخير ضمن النقاط الحدودية والموانئ الداخلية التي سيطر عليها المتمردون في الأسابيع الأخيرة، في وقت يسعون فيه لخنق العائدات التي تحتاج لها كابول بشدة وفي نفس الوقت لملء خزائنهم.
توسع مستمر وانسحاب أمريكي
وتشهد أفغانستان نشاطاً متزايداً لحركة طالبان في الوقت الحالي؛ أسفر عن سيطرتها على عدد كبير من القرى والأحياء، بينها 70 قرية من أصل 130 تشكل منطقة ساروبي التي تبعد 50 كلم شرق العاصمة كابول، حسبما نقلت قناة "طلوع" المحلية.
وأعلنت حركة طالبان من جانبها الجمعة الماضي، سيطرتها على أهم معبر حدودي أفغاني مع إيران، تزامناً مع تأكيدها السيطرة على 85% من الأراضي الأفغانية، بالإضافة لأكثر من ثلثي الحدود مع طاجيكستان.
في هذا الوقت، يتواصل انسحاب القوات الأمريكية من البلاد رغم تقدم حركة طالبان في مختلف أنحاء البلاد وتراجع القوات الأفغانية.
حيث انسحبت القوات الأجنبية من العديد من القواعد بما يشمل قاعدة باغرام الجوية بشمال كابول الأسبوع الماضي. وهي أكبر منشأة عسكرية للتحالف في أفغانستان وعصب العمليات منذ دخول القوات الأمريكية البلاد بعد اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول في الولايات المتحدة.
فيما أعلن البيت الأبيض أن الانسحاب النهائي للجيش الأمريكي سينجز بحلول نهاية أغسطس/آب المقبل. وسينهي بذلك 20 عاماً من التدخل الأمريكي في البلاد، وأطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة.