أصدرت محكمة استئناف محافظة ذي قار جنوبي العراق، الثلاثاء 13 يوليو/تموز 2021، أوامر قبض بحق 13 مسؤولاً في مديرية صحة المحافظة، بينهم مدير عام الدائرة، صدام الطويل، تزامناً مع تصاعد الغضب بين المواطنين، جراء الفاجعة الجديدة التي تمر بها البلاد على خلفية الحريق الذي اندلع في مستشفى الحسين التعليمي، الذي كان مخصصاً لعلاج المصابين بفيروس كورونا.
جاء ذلك وفق بيان أصدرته محكمة تحقيق النزاهة في ذي قار (تتبع مجلس القضاء الأعلى).
فيما لم يذكر البيان تفاصيل إضافية حول أسماء ومناصب المسؤولين الذين صدرت بحقهم أوامر قبض.
كان محققون حكوميون قد وصلوا إلى الناصرية صباح الثلاثاء. وقال بيان من مكتب رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، إن النتائج التي سيتوصلون إليها ستُعلن خلال أسبوع.
من جانبه، علق الرئيس العراقي، برهم صالح، على الحادثة قائلاً عبر حسابه بموقع "تويتر": "فاجعة مستشفى الحسين وقبلها مستشفى ابن الخطيب في بغداد، نتاج الفساد المستحكم وسوء الإدارة الذي يستهين بأرواح العراقيين ويمنع إصلاح أداء المؤسسات".
صالح أضاف أن "التحقيق والمحاسبة العسيرة للمقصرين هو عزاء أبنائنا الشهداء وذويهم. لا بد من مراجعة صارمة لأداء المؤسسات وحماية المواطنين".
بدوره، ذكر علي البياتي، رئيس مفوضية حقوق الإنسان، وهي مؤسسة شبه رسمية بالعراق، أن انفجار يوم الإثنين يظهر مدى تهاوي إجراءات السلامة في نظام الصحة بالبلاد التي تعاني من الشلل بفعل الحرب والعقوبات، مؤكداً أن تكرار حادث مأساوي كهذا بعد بضعة أشهر يعني عدم اتخاذ إجراءات كافية للأمن والسلامة لمنع مثل هذه الحوادث.
من جهته، أوضح صلاح جبار، رئيس الدفاع المدني المحلي، أن بناء المستشفى من ألواح خفيفة الوزن للفصل بين العنابر جعل النار تنتشر أسرع.
ارتفاع أعداد الضحايا
إلى ذلك، ارتفعت حصيلة قتلى حريق في المستشفى، الذي يقع بمدينة الناصرية جنوبي البلاد، إلى 92 شخصاً وفق دائرة صحة ذي قار، بعد أن وصلت الحصيلة السابقة إلى 72 قتيلاً.
كما أكد مسؤولون في قطاع الصحة أن أكثر من 100 شخص، من المرضى والزائرين، أصيبوا في الحريق.
كان رئيس الوزراء العراقي، قد أمر، مساء الإثنين، بعد اجتماع طارئ مع عدد من مسؤولي حكومته بتوقيف عدد من المسؤولين المحليين لحين الانتهاء من التحقيق في حريق مستشفى الحسين.
كما شمل أمر الكاظمي كلاً من، مدير صحة ذي قار، ومدير المستشفى، ومدير الدفاع المدني في المحافظة، فضلاً عن قرار بإعلان الحداد الرسمي على أرواح الضحايا، دون تحديد أيام معينة.
انفجار خزان أوكسجين
في غضون ذلك، لفتت الشرطة وسلطات الدفاع المدني إلى أن تحقيقاً كشف أن الحريق بدأ عندما تسبب شرر متطاير من أسلاك تالفة في انفجار خزان أوكسجين في المستشفى.
في حين تواجه السلطات العراقية اتهامات بالإهمال من جانب أقارب الضحايا المكلومين ومن بعض الأطباء الذين يعملون بمستشفى الحسين التعليمي.
فيما انتشرت مشاعر الغضب بين المواطنين الذين تجمعوا عند مشرحة المدينة في انتظار تسلم جثث ذويهم.
في هذا الإطار، قال محمد فاضل الذي كان ينتظر أمام المشرحة لتسلم جثة شقيقه: "لم تكن هناك استجابة سريعة للحريق. ولم يكن هناك عدد كافٍ من رجال الإطفاء. المرضى ماتوا حرقاً. إنها كارثة".
ثاني مأساة من نوعها
كان محافظ ذي قار، أحمد غني الخفاجي، أمر، مساء الإثنين، بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات الحريق، على أن تُقدم تقريرها النهائي خلال 48 ساعة، كما أعلن الحداد في المحافظة، وتعطيل الدوام الرسمي لمدة 3 أيام بدءاً من الثلاثاء.
يشار إلى أن هذه الحادثة هي ثاني مأساة من نوعها في العراق خلال ثلاثة أشهر، حيث أودى انفجار مماثل في مستشفى ببغداد لعلاج مصابي كوفيد-19 بحياة 82 على الأقل وأصاب 110 آخرين خلال شهر أبريل/نيسان المنصرم.
جدير بالذكر أن لدى العراق بنى تحتية محدودة ومتهالكة في مختلف القطاعات بينها قطاع الصحة جراء عقود من الحروب المتتالية وعدم استقرار الأوضاع الأمنية والفساد المستشري في البلاد.