أعلن المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية الأفغانية، الإثنين 12 يوليو/تموز 2021، عن مقتل رئيس المخابرات في حركة "طالبان"، كاري شاغاسي، خلال عملية نفذتها القوات الأمنية الحكومية فجر الإثنين، تزامناً مع السيطرة الواسعة التي تفرضها الحركة على العديد من المناطق والولايات المحلية.
حيث قالت الوزارة، في بيان، إن قوات الأمن الخاصة نصبت كميناً لرئيس مخابرات الحركة واثنين من مرافقيه في قرية محمد أجاهي بإقليم لوجار، ليُقتل إثر ذلك، ويُعتقل اثنان من أنصاره.
يأتي ذلك بينما لم تعلّق حركة طالبان رسمياً على هذا النبأ حتى الآن.
قتلى وجرحى جُدد
في وقت سابق من يوم الإثنين، أفادت مصادر أمنية أفغانية بمقتل 3 مدنيين وإصابة 6 آخرين، إثر تفجير عبوة ناسفة بولاية هلمند جنوبي البلاد.
حيث نقلت قناة "طلوع نيوز" المحلية عن المصادر (لم تسمها)، أن الحادث وقع صباح الإثنين، إثر انفجار عبوة ناسفة مزروعة على جانب طريق، في سيارة مدنية بمنطقة بولان بمدينة لشكرغاه، مؤكدةً أن جميع الضحايا من عائلة واحدة، وأن من بينهم سيدة وأطفالاً كانوا قادمين من إحدى مقاطعات مدينة لشكرغاه.
فيما تم نقل الجرحى إلى مستشفى مجاور في المدينة، بينما لم تعلق السلطات الأمنية على الفور على الحادث.
كما لم تعلن أي جهةٍ مسؤوليتها عن الحادث حتى الساعة الـ10:35 (ت.غ).
كانت حركة طالبان قد أعلنت، الجمعة 9 يوليو/تموز 2021، سيطرتها على أهم معبر حدودي أفغاني مع إيران، تزامناً مع تأكيدها السيطرة على 85% من الأراضي الأفغانية، إضافة لأكثر من ثلثي الحدود مع طاجيكستان، فيما قالت إنها تناقش احتمالات وقف إطلاق النار مع الحكومة الأفغانية، ولكنها وضعت شرطاً لذلك.
سبق أن أكد مسؤولون أمنيون غربيون أن قوات طالبان استولت على أكثر من 100 منطقة، لكن الحركة تقول إنها تسيطر على أكثر من 200 منطقة في 34 إقليماً بالدولة الواقعة وسط آسيا.
في حين لم تتمكن طالبان حتى الآن من السيطرة على عواصم إقليمية، لكن هجماتها في أنحاء البلاد تمثل ضغطاً "كبيراً" على قوات الأمن.
فيما دخل مقاتلو الحركة، الأسبوع الماضي، عاصمة إقليم بادغيس في غرب البلاد، وسيطروا على منشآت أمنية وحاولوا الاستيلاء على مكتب حاكم الإقليم قبل أن تدفعهم القوات الخاصة إلى التراجع.
طالبان تحاصر مدينة غزنة
إلى ذلك، أوضح مسؤولان، الإثنين، أن مقاتلي حركة طالبان حاصروا مدينة غزنة بوسط أفغانستان، واستولوا على منازل مدنيين لاستخدامها في قتال قوات الأمن، لتكون المدينة بذلك أحدث مركز حضري يتعرض لتهديدات الحركة.
هذا الهجوم يعد الأحدث على عاصمة إقليمية؛ إذ تسعى طالبان لتطويق المدن والاستيلاء على الأراضي، وشجعها في ذلك رحيل القوات الأجنبية.
من جانبه، قال حسن رضائي، عضو مجلس إقليم غزنة: "الوضع في مدينة غزنة حرج للغاية… تستخدم طالبان منازل المدنيين كمخابئ وتطلق النار على قوات الأمن الأفغانية".
"انسحاب القوات الأمريكية"
تجدر الإشارة إلى أن القوات الأمريكية انسحبت، الجمعة 2 يوليو/تموز الجاري، من قاعدة باغرام الجوية، التي تبعد 40 ميلاً إلى الشمال من كابول، والتي تعد أهم قاعدة جوية بأفغانستان، وسط تحذيرات من أن أفغانستان قد تنزلق إلى حرب أهلية.
هذا الانسحاب الأمريكي الذي يجري بوتيرة سريعة يأتي بينما تكثف حركة طالبان هجومها في أنحاء البلاد، خاصة مع إخفاق محادثات السلام بقطر في تحقيق تقدم يُذكر.
على الرغم من الوتيرة السريعة للانسحاب فلا يزال الجيش الأمريكي يمتلك حالياً سلطة حماية القوات الأفغانية.
في مقابل الانسحاب الأمريكي تعهدت طالبان، التي تقاتل لطرد القوات الأجنبية والإطاحة بالحكومة المدعومة من واشنطن، بمنع أي أنشطة إرهابية دولية تنطلق من الأراضي الأفغانية.
كما تعهدت الحركة بالدخول في محادثات مع خصومها الأفغان، لكن لم يتم إحراز تقدم يُذكر في المفاوضات.
حرب طويلة
يُشار إلى أن أفغانستان تعاني حرباً منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم "طالبان"؛ لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.
في حين تصاعد مستوى العنف بأفغانستان، منذ مطلع مايو/أيار الماضي، مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية بأمر من الرئيس بايدن في أبريل/نيسان الماضي.
أثار تصاعد القتال وفرار آلاف من أفراد قوات الأمن الأفغانية شكوكاً كبيرة إزاء مفاوضات السلام التي تدعمها الولايات المتحدة، والتي بدأت العام الماضي في عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
إلا أن مفاوضات سلام تاريخية انطلقت في 12 سبتمبر/أيلول 2020، بالعاصمة القطرية الدوحة، بين الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان"، بدعم من الولايات المتحدة، لإنهاء 42 عاماً من النزاعات المسلحة بأفغانستان.
قبل ذلك، أدت قطر دور الوسيط في مفاوضات واشنطن و"طالبان"، التي أسفرت عن توقيع اتفاق تاريخي أواخر فبراير/شباط 2020، لانسحاب أمريكي تدريجي من أفغانستان وتبادل الأسرى.