تلقَّى ملك الأردن عبدالله الثاني، السبت 10 يوليو/تموز 2021، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ، أكد خلاله الأول "أهمية العمل من أجل تحقيق السلام العادل والشامل (بين الفلسطينيين والإسرائيليين) على أساس حل الدولتين".
جاء ذلك وفق ما أوردته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا"، حيث بينت أن الملك عبدالله شدّد أيضاً على "ضرورة تكثيف الجهود المستهدِفة التوصل لهذا الحل، سبيلاً وحيداً لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام الدائم في المنطقة".
يأتي اتصال هيرتسوغ، بعد تقارير إعلامية في إسرائيل، تفيد بأن رئيس الوزراء نفتالي بينيت، زار "سراً" عمّان، الأسبوع الماضي، والتقى الملك الأردني.
إذ نقلت القناة "13" عن مصدر إسرائيلي، قوله إن اللقاء "سادته أجواء إيجابية، وإن الطرفين اتفقا على فتح صفحة جديدة في العلاقات بين قيادتي البلدين"، فيما لم يصدر نفي أو تأكيد أردني أو إسرائيلي رسمي لذلك حتى الساعة الـ19:45 ت.غ.
إسرائيل تضاعف المياه للأردن
من جهتهم، أكد مسؤولون إسرائيليون، الخميس 8 يوليو/تموز الجاري، أن تل أبيب ستضاعف إمداداتها من المياه للأردن هذا العام، وستشجع عمّان على زيادة صادراتها للفلسطينيين.
كان يائير لابيد، وزير الخارجية الإسرائيلي في الحكومة الائتلافية التي أطاحت بحكومة نتنياهو قبل شهر، قد عقد أول اجتماع مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، الخميس الماضي، في عمّان.
هذا هو اللقاء الأول بين مسؤولين أردني وإسرائيلي، منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة في يونيو/حزيران الماضي.
عقب ذلك اللقاء، أشار لابيد إلى أن إسرائيل ستبيع للأردن 50 مليون متر مكعب من المياه هذا العام.
كما ذكر مسؤول إسرائيلي أن هذا سيضاعف الإمدادات فعلياً في العام الذي يمتد من مايو/أيار 2021 إلى مايو/أيار 2022؛ إذ إن نحو 50 مليون متر مكعب قد بيعت أو أعطيت بالفعل للأردن. وقال مسؤول أردني إن إسرائيل تعطي الأردن 30 مليون متر مكعب سنوياً بموجب معاهدة السلام الموقعة عام 1994.
إضافة إلى ذلك، أوضح لابيد أن البلدين اتفقا كذلك على بحث إمكانية زيادة الصادرات الأردنية إلى الضفة الغربية لتبلغ قيمتها 700 مليون دولار سنوياً من 160 مليون دولار الآن، مضيفاً: "المملكة الأردنية جارٌ وشريك مهم… سنوسع التعاون الاقتصادي بما يخدم مصالح بلدينا".
على أثر ذلك، رحبت الولايات المتحدة بالاتفاقات. وقال نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان: "إن مثل هذه الخطوات الملموسة هو ما يزيد الرخاء للجميع ويعزز الاستقرار الإقليمي".
العلاقات بين الأردن وإسرائيل
يشار إلى أن العلاقات بين الأردن وإسرائيل شهدت جفاءً واضحاً في عهد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو (2009-2021)، لدرجة دفعت الملك عبدالله إلى وصفها خلال جلسة حوارية في الولايات المتحدة بأنها "في أسوأ حالاتها".
فيما دفعت انتهاكات تل أبيب المستمرة بحق المسجد الأقصى وفلسطين عامة نحو مزيد من التدهور في العلاقات بين البلدين؛ لما تمثله من تجاوز صريح لدور عّمان ووصايتها على مقدسات الأرض الفلسطينية المحتلة.
جدير بالذكر أن دائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية تشرف حالياً على المسجد الأقصى، بموجب القانون الدولي؛ حيث يعد الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على مقدسات المدينة قبل الاحتلال الإسرائيلي.