أعلنت السلطات الأفغانية، الأحد 11 يوليو/تموز 2021، تشغيل "نظام دفاع جوي" لحماية العاصمة كابول، وخصوصاً مطارها، من التعرّض لقذائف وصواريخ في ظلّ التقدّم السريع لمتمردي حركة طالبان في أرجاء البلاد، تزامناً مع انسحاب القوات الأمريكية.
ولم تعد القوات الأفغانية تسيطر سوى على المحاور الرئيسية وكبرى المدن الإقليمية، وسط خشية من احتمال مهاجمة كابول، حيث إنّ طالبان باتت تسيطر على عدّة مناطق مجاورة للعاصمة الأفغانية في نطاق لا يتجاوز المئة كيلومتر.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الأفغانية في بيان إنّ "نظام الدفاع الجوي حديث الإنشاء دخل طور التشغيل فجر الأحد، ولكنها لم توضح اسم المنظومة ولا تاريخ نشرها، ولا هوية الطرف الذي أرسلها، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.
لكن طوال 20 عاماً في أفغانستان كانت القوات الأمريكية قد زوّدت قواعدها بعدة منظومات من طراز "سيرام/C-RAM"، القادرة على رصد القذائف وتدميرها.
وتتيح هذه المنظومة التي كانت في قاعدة باغرام، الأبرز بين القواعد الأمريكية، وتقع على مسافة 50 كيلومتراً شمال كابول، إصدار إشارات الإنذار ضمن النطاق الذي تغطيه.
من جانبه، قال الناطق باسم وزارة الداخلية طارق آرين، إن قوات بلاده أقامت نظام دفاع جوي في مطار كابل، في وقت متأخر من ليل السبت.
ويعتبر مطار حامد كرزاي الدولي من أهم الجسور التي تربط أفغانستان بالدول الأخرى، وشريان حياة الشعب الأفغاني.
ويتم تأمين المطار من قبل القوات الجوية الأفغانية، وبشكل دوري من قبل الوكالات العسكرية الأجنبية، ومن المفترض أن تتولى أنقرة مسؤولية ذلك وفق اتفاق مع واشنطن مؤخراً.
وسبق لطالبان أن نفذت سلسلة هجمات بالقذائف على القوات الأفغانية والأجنبية في المطار، كما شنّ تنظيم الدولة الإسلامية العام 2020 هجوماً مماثلاً على كابول.
توسع مستمر لطالبان
من جانبها، زعمت حركة طالبان، السبت، أنها قطعت الطريق السريع الرئيسي بين الحدود الأفغانية مع باكستان ومدينة قندهار، في محاولة أخرى للسيطرة على روابط الطرق الاستراتيجية مع جيران البلاد.
فقد أشار قائد محلي في طالبان إلى أن جميع المواقع العسكرية تقريباً في المنطقة قد تم اجتياحها، فيما لا يزال المعبر إلى باكستان، 100 كيلومتر جنوب قندهار، تحت سيطرة الحكومة.
وتشهد أفغانستان نشاطاً متزايداً لحركة طالبان في الوقت الحالي، أسفر عن سيطرتها على عدد كبير من القرى والأحياء، بينها 70 قرية من أصل 130 تشكل منطقة ساروبي، التي تبعد 50 كلم شرق العاصمة كابول، حسبما نقلت قناة "طلوع" المحلية.
في سياق متصل، نقلت قناة "طلوع" المحلية عن مسؤولين في الأمن الأفغاني، لم تسمهم، قولهم إنّ "5 مناطق في ولاية كابول تحت تهديد طالبان، من أصل 14 منطقة".
ونهاية يونيو/حزيران المنصرم، سيطرت حركة "طالبان" على 3 مناطق بولاية غزني، خلال 24 ساعة فقط.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أجبر تقدم طالبان مئات الجنود الأفغان على الفرار عبر الحدود إلى طاجيكستان، التي تستضيف قاعدة عسكرية روسية. واستدعت طاجيكستان بدورها 20 ألف جندي احتياطي لتعزيز حدودها الجنوبية مع أفغانستان.
من جانبها، أعلنت حركة طالبان الجمعة سيطرتها على 85% من الأراضي الأفغانية، في تصريح نقلته وكالة رويترز، لكنها قالت إنه لا يمكن تأكيده من مصادر مستقلة.
فقد قال عضو وفد طالبان شهاب الدين ديلاور، الزائر لموسكو، إن "85% من الأراضي الأفغانية" باتت تحت سيطرة الحركة، ومن ضمنها نحو 250 إقليماً من بين 398 في البلاد.