استقبل عميد مسجد باريس الكبير الجمعة 9 يوليو/تموز 2021، الشابة الفرنسية ميلا، والتي أحدثت قضيتها جدلاً خلال الأشهر الماضية بعدما انتقدت الإسلام والقرآن بـ"شدة" عبر منصات التواصل الإجتماعي، وتعيش تحت حراسة أمنية مشددة بعد تلقيها تهديدات بالقتل.
خلال الزيارة، قاد عميد المسجد، شمس الدين حفيز، الشابة ميلا في جولة داخل مبنى المسجد المزخرف وقاعة الصلاة والمنارة، فيما اطلعت كذلك على مكتبة المسجد والمنبر والمئذنة وتلقت شروحات عن المسجد ودوره ومكانته لدى المسلمين، بحسب ما قالت شبكة "يورونيوز" الأوروبية الجمعة 9 يوليو/تموز 2021.
كما قام عميد المسجد بإهداء الشابة مصحفاً بغلاف وردي مترجماً للغة الفرنسية. وقالت ميلا بعد تسلمها المصحف إن الهدية تمثل "رمزاً للسلام بالنسبة لي".
وذكَّر حفيز الشابة ميلا، في ختام الجولة التي دامت ساعتين وتحت حراسة مشددة، أن مسجد باريس "مفتوح لها في أي وقت"، مضيفا أن أبواب هذا الصرح الديني مفتوح للجميع كذلك من أجل إظهار حقيقة ما يعنيه الإسلام.
قضية أثارت جدلاً
وتأتي هذه الزيارة بعد أيام من إدانة محكمة فرنسية لـ 11 شخصاً من بين 13 وُجهت إليهم التهم بالتهديد والتحرش بالفتاة ميلا بعد محتواها المعادي للإسلام، ما أجبرها على تغيير مدرستها، كما دفع بالشرطة إلى تأمين الحماية لها بشكل دائم.
وأنزلت أحكامٌ مختلفة بالسجن النافذ بحق المدانين الـ 11، تتراوح من أربعة إلى ستة أشهر، إضافة إلى غرامة مالية بلغت قيمتها 1770 يورو على كل واحد بينهم.
بحسب وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، فإن المتهمين الثلاثة عشر من خلفيات وبيئات وأديان مختلفة في فرنسا، وكانوا هم الوحيدين الذين تمكنت أجهزة الدولة من تعقبهم، علماً بأن كثيرين كتبوا تعليقات أو وجَّهوا رسائل لميلا.
والحكم الصادر في فرنسا يُعد الأول من نوعه، حيث أنشئت محكمة باريسية متخصصة بالجرائم التي تحدث في المجال الافتراضي، ومن ضمنها جرائم التحرش والتنمُّر والتمييز.
وكانت المراهقة ميلا، التي أسست قضيتها لأول محاكمة متعلقة بالتنمر عبر الإنترنت، قالت في شهادة سابقة أدلت بها الشهر الفائت إنها تشعر "كأن حكماً بالقتل صدر عليها".
وبعد صدور الحكم، قالت ميلا إن جميع الضحايا يجب أن ينضموا إلى الكفاح ضدّ الانتهاكات في العالم الافتراضي، وإنه يجب منع المتحرشين من الدخول إلى شبكات التواصل الاجتماعي، لكنها أضافت أنها كانت تتوقع حكماً أخفَّ من ذلك.
تقول ميلا إنها مُلحدة، وعندما كانت في سنّ الـ16 نشرت فيديوهات في إنستغرام وتيك توك وانتقدت الإسلام بشدة والقرآن كذلك، وفي شهادتها أمام القضاء قالت إنها لا تحب جميع الأديان، لا الدين الإسلامي وحده.