تعرضت لانتقادات كثيرة بسبب الأزمة مع المغرب.. تعديل وزاري في إسبانيا يطيح بوزيرة الخارجية

عربي بوست
تم النشر: 2021/07/10 الساعة 15:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/07/10 الساعة 15:38 بتوقيت غرينتش
وزيرة الخارجية الإسبانية المقالة تعرضت لانتقادات كثيرة/ رويترز

عيَّن رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانتشيز، وزيراً جديداً للخارجية لكنه أبقى على وزيرة الاقتصاد في تعديل وزاريٍّ السبت 10 يوليو/تموز 2021، بعد تعرُّض وزيرة خارجية إسبانيا المقالة لانتقادات كثيرة في تعاملها مع الأزمة الأخيرة بين مدريد والرباط.

إذ تولى خوسيه مانويل ألباريس منصب وزير الخارجية، بينما ستصبح إيزابيل رودريجيث المتحدثة الجديدة باسم الحكومة ووزيرة الأراضي. واحتفظت ناديا كالفينو بالحقيبة الاقتصادية وتولت إضافة إلى ذلك منصب النائب الأول لرئيس الوزراء، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.

الأزمة مع المغرب أطاحت بوزيرة الخارجية

تولى ألباريس، السفير الحالي في باريس، منصبه خلفاً لأرانشا جونزاليس لايا التي تعرضت لانتقادات واسعة، بسبب طريقة تعاملها مع أزمة نشبت مع المغرب بعد موافقتها على علاج إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو.

فيما قالت صحيفة "الباييس" الإسبانية على موقعها الإلكتروني، السبت، إن وزير الخارجية المعفاة، لايا، كانت تعاني "إجهاداً كبيراً"، بسبب الأزمة التي نشبت مع المغرب.

الصحيفة الإسبانية أشارت إلى أنه في اليوم الذي أعلن فيه رئيس الدبلوماسية المغربية، ناصر بوريطة، أنه "ﻻ يوجد اتصال مع إسبانيا"، تم حسم مصير نظيرته الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا. 

ليس فقط بسبب الحقيقة غير العادية المتمثلة في أن وزير الخارجية المغربي، تقول الصحيفة، نفى تصريحات نظيرتها الإسبانية بخصوص وجود اتصالات سرية بين البلدين، ولكن لأنه أثبت أن الأخيرة لم تعد مقبولة من الرباط.

الصحيفة قالت إنه كانت للأزمة التي نجمت عن استقبال زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي في إسبانيا، عدة آثار جانبية، لكن أخطرها كان فقدانَ الثقة بين الحكومتين في مدريد والرباط.

بدون الثقة، تقول الصحيفة، فإن جميع القضايا الأخرى التي تميّز العلاقة الثنائية المعقدة مع الرباط، من الهجرة غير النظامية إلى التعاون ضد الجهاديين، أكثر صعوبة بكثير في المعالجة. 

انهيار الثقة بين الرباط ومدريد

قال بيان سابق للخارجية المغربية، إن تصريحات رئيس الحكومة الإسبانية "مثيرة للاستغراب"، وإن جميع تصريحات المسؤولين والدبلوماسيين المغاربة "لم تتطرق إلى مسألة الهجرة".

وزارة الشؤون الخارجية المغربية ذكرت أنها "لا ترى في مثول أو عدم مثول المدعو غالي أمام المحكمة أساس الأزمة الخطيرة التي تعصف حالياً بالعلاقات بين البلدين".

أضاف البيان أن "جذور المشكلة في الواقع تتمثل بالثقة التي انهارت بين الشريكين.. الأصول الحقيقية للأزمة تعود للدوافع والمواقف العدائية لإسبانيا فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، وهي قضية مقدسة عند المغاربة قاطبة".

أكد أن "هذه الأزمة غير مرتبطة باعتقال شخص أو عدم اعتقاله، لم تبدأ الأزمة مع تهريب المتهم إلى الأراضي الإسبانية ولن تنتهي برحيله عنها، الأمر يتعلق بثقة واحترام متبادل جرى العبث بهما وتحطيمهما".

مواقف عدائية من إسبانيا

كما قال البيان إن قضية غالي "كشفت المواقف المناوئة والاستراتيجيات العدائية لإسبانيا تجاه مسألة الصحراء المغربية، وكشفت تواطؤ جارنا الشمالي مع خصوم المملكة للنيل من وحدة أراضيها".

كانت إسبانيا قد استقبلت غالي في 17 أبريل/نيسان الماضي، على أراضيها "لأسباب إنسانية بحتة" تتعلق بالعلاج من آثار الإصابة بفيروس كورونا.

بينما تتهم غالي جمعياتٌ حقوقية صحراوية بارتكاب جرائم حرب، في حين يقول المغرب إن غالي دخل إلى الأراضي الإسبانية "خلسة" و"بوثائق مزورة".

بيان الخارجية المغربية قال إن إسبانيا "أقدمت بالفعل على تهريب شخص متابَع قضائياً إلى أراضيها خلسةً وبطريقة غير شرعية، وذلك لأجل حمايته من المتابعة القضائية على جرائم ارتُكبت جزئياً على الأراضي الإسبانية".

يُذكر أن المغرب استرجع إليه إقليم الصحراء الغني بالثروات السمكية والفوسفات ويُعتقد أن به مكامن نفطية، من الاستعمار الإسباني في عام 1975، لتتأسَّس جبهة البوليساريو عام 1976 وتطالب بانفصال الإقليم عن المغرب.

تحميل المزيد