أكدت مصادر دبلوماسية بالأمم المتحدة، لوكالة الأناضول الإخبارية التركية، الخميس 8 يوليو/تموز 2021، أنه لن يكون هناك تصويت على مشروع القرار العربي الخاص بملف سد النهضة، خلال جلسة مجلس الأمن المقررة اليوم، لبحث القضية.
إذ يعقد مجلس الأمن، الخميس، جلسة بشأن نزاع السد الإثيوبي، هي الثانية من نوعها بعد أولى جرت العام الماضي، لتحريك جمود المفاوضات بين الدول الثلاث.
جلسة لمناقشة النزاعات
كذلك قالت المصادر التي فضَّلت عدم الإفصاح عن هويتها، إن هناك "عدداً متزايداً من الدول الأعضاء بالمجلس (15 دولة) على قناعة بأن مجلس الأمن ليس المكانَ المناسب لمناقشة النزاعات بين الدول حول مياه الأنهار العابرة للحدود".
فيما كشفت المصادر الدبلوماسية أن هناك خلافات بين ممثلي الدول الأعضاء، بشأن تحديد مشروع القرار العربي فترةً زمنيةً بحد أقصى 6 أشهر، للتوصل إلى اتفاق بين الدول المعنية الثلاث: مصر وإثيوبيا والسودان.
يأتي ذلك في الوقت الذي أخطرت فيه إثيوبيا دولتي مصب نهر النيل، مصر والسودان، ببدء عملية ملء ثانٍ للسد بالمياه، من دون التوصل إلى اتفاق ثلاثي، وهو ما رفضته القاهرة والخرطوم، باعتباره إجراءً أحادي الجانب.
في المقابل تطالب مسودة القرار العربي الدولَ الثلاث المعنية بسد النهضة (مصر وإثيوبيا والسودان) بمواصلة التفاوض لمدة 6 أشهر، بغية التوصل لاتفاق بشأن قواعد ملء وتشغيل السد.
كما تدعو مسودة القرار الدول المعنية الثلاث إلى "عدم اتخاذ تدابير أحادية".
من ناحيتها تصر أديس أبابا على تنفيذ ملء ثانٍ للسد بالمياه، في يوليو/تموز 2021 وأغسطس/آب المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه، وتقول إنها لا تستهدف الإضرار بالخرطوم والقاهرة، وإن الهدف من السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية، بينما تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولاً إلى اتفاق ثلاثي حول ملء وتشغيل السد؛ لضمان استمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه نهر النيل.
تهديدات مصرية
تزامناً مع تصاعد التوتر في ملف سد النهضة وذهاب القاهرة والخرطوم الى مجلس الأمن، قال وزير الدفاع المصري الفريق أول محمد زكي، الخميس، إن جيش بلاده قادر على ردع كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات الشعب المصري وأمن البلاد.
جاء ذلك في كلمة له خلال لقائه مع الضباط المعينين لتولي الوظائف القيادية بالقوات المسلحة، وفق بيان للجيش المصري بالتزامن مع تصاعد حدة التوتر مع إثيوبيا عقب إعلانها بدء الملء الثاني لـ"سد النهضة".
أضاف زكي أن "القوات المسلحة بما تمتلكه من قدرات قتالية وأسلحة متطورة في كافة التخصصات، قادرة على ردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر ومقدرات الشعب المصري"، دون ذكر جهة بعينها. وأردف أن "الدفاع عن الوطن وحماية أمنه القومي مهمة مقدسة تتطلب الاستعداد القتالي الدائم وبناء القوة القادرة على مواجهة التحديات".
دعم الولايات المتحدة
إضافة إلى ذلك، طلب السودان، الخميس، دعم الولايات المتحدة بمجلس الأمن الدولي في ملف "سد النهضة" الإثيوبي.
جاء ذلك خلال لقاء وزيرة الخارجية السودانية مريم المهدي، مع المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا غرينفيلد، في مقر المنظمة بنيويورك، وفق بيان للخارجية السودانية.
إذ دعت المهدي، الولايات المتحدة إلى دعم مطالب بلادها العادلة بشأن ملف "سد النهضة"، انطلاقاً من تأثيرها وعضويتها الدائمة في مجلس الأمن. وأكدت أن السودان يهدف إلى "تعزيز مسار التفاوض الإفريقي، ولا يهدف إلى معالجة الملف بشكل مستقل داخل مجلس الأمن".
بدورها، أعربت غرينفيلد عن "وقوف الولايات المتحدة مع الموقف السوداني، فيما يتعلق بالحاجة إلى تعزيز العملية الإفريقية، واعتراف واشنطن بعدالة ووجاهة مطالب السودان".
كما قالت إن بلادها "تدرس مختلف الخيارات بشأن الوثيقة التي يمكن أن يخرج بها مجلس الأمن الدولي عقب اجتماعه اليوم"، بحسب البيان ذاته.
من جانبهما تأمل القاهرة والخرطوم أن يدفع مجلس الأمن نحو عودة فعالة للمفاوضات، من أجل التوصل إلى اتفاق ثلاثي عادل وملزم بشأن ملء وتشغيل السد، وفق تصريحات رسمية في البلدين.