أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الثلاثاء 6 يوليو/تموز 2021، أن إيران أخطرتها بأنها اتخذت خطوات لإنتاج معدن اليورانيوم المخصب حتى 20% لاستخدامه في مفاعل أبحاث، الأمر الذي أثار ردود فعل دولية "غاضبة" تجاه تلك الخطوة التي قد تؤثر سلباً على محادثات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.
إذ قالت وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، في بيان، إن طهران أبلغتها رسمياً بأن أوكسيد اليورانيوم المخصب حتى 20% من اليورانيوم-235 سيُنقل إلى مختبر الأبحاث والتطوير في محطة الوقود بأصفهان، حيث سيُحول إلى رابع فلوريد اليورانيوم ثم إلى معدن اليورانيوم المخصب حتى 20% من اليورانيوم-235، قبل استخدامه في تصنيع الوقود.
هذه الخطوة الإيرانية وصفتها الوكالة الأممية بأنها "عملية متعددة المراحل"، مما يشير إلى أن الأمر سيستغرق وقتاً قبل إنتاج المعدن المخصب، متوقعة زيادة التوتر في محادثات فيينا، التي تضم الأطراف المشاركة في اتفاق 2015.
كانت محادثات فيينا النووية قد أُرجئت يوم 20 يونيو/حزيران المنصرم، بعد فوز القاضي إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، دون أن يُحدد بعد موعد لاستئنافها.
"خطوة مؤسفة إلى الوراء"
من جهته، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، في إفادة للصحفيين، القرار الإيراني بأنه "خطوة مؤسفة إلى الوراء، لا سيما أنها تأتي في وقت نظهر فيه نية واستعداداً صادقين للعودة إلى (الاتفاق)"، مضيفاً: "من المقلق أن تختار إيران تكثيف عدم التزامها (بالاتفاق النووي)، خاصة بإجرائها تجارب ذات قيمة بالنسبة لأبحاث الأسلحة النووية".
برايس شدد في الوقت نفسه على أن نافذة الدبلوماسية لا تزال مفتوحة أمام الجانبين (القوى الغربية وإيران) لاستئناف التزامهما باتفاق 2015 النووي.
"القلق البالغ"
كما أكدت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الثلاثاء، أنها تشعر "بقلق بالغ" تجاه القرار الإيراني، لافتة إلى أنه لا توجد لطهران حاجة مدنية يعتد بها لإنتاج معدن اليورانيوم، التي لفتت إلى أنها "خطوة رئيسية على طريق تطوير سلاح نووي".
في حين تابعت الدول الثلاث، في بيان مشترك أصدرته وزارة الخارجية البريطانية: "نحث إيران بقوة على أن توقف دون إبطاء جميع الأنشطة التي تنتهك الاتفاق النووي، وأن تعود إلى طاولة المفاوضات في فيينا برؤية تفضي بها إلى نهاية سريعة".
يشار إلى أن القوى الغربية استنكرت مراراً إنتاج إيران كمية صغيرة من اليورانيوم غير المخصب وخططها لإنتاج المعدن المخصب، الذي يمكن استخدامه في صنع قنبلة نووية.
كانت إيران قد أنتجت بالفعل كمية صغيرة غير مخصبة من معدن اليورانيوم هذا العام. وكان ذلك انتهاكاً للاتفاق، الذي يحظر جميع الأنشطة المتعلقة بمعدن اليورانيوم لإمكان استخدامه في إنتاج المادة الرئيسية لصنع قنبلة نووية.
في حين وضعت إيران خططاً لإنتاج معدن اليورانيوم المخصب، قائلة إنها تطور وقوداً لمفاعل الأبحاث في طهران، لكن واشنطن وحلفاءها الأوروبيين يشككون في نوايا طهران وطالبوها بالتوقف عن تنفيذ هذه الخطط.
بايدن يتعهد بضمان عدم امتلاك إيران سلاحاً نووياً
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد تعهد، الإثنين 28 يونيو/حزيران 2021، بضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي خلال فترة حكمه، واصفاً التزام واشنطن تجاه إسرائيل بأنه "صلب وثابت".
جاء ذلك في تصريحات له خلال استضافته الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، بالبيت الأبيض، وذلك في أول اجتماع له مع مسؤول إسرائيلي كبير منذ توليه الرئاسة في شهر يناير/كانون الثاني الماضي.
حيث قال بايدن لنظيره الإسرائيلي في بداية اجتماعهما: "أستطيع أن أقول لك إن إيران لن تحصل أبداً على سلاح نووي وأنا في السلطة"، معرباً عن تطلعه إلى الاجتماع برئيس الوزراء الجديد، نفتالي بينيت، في البيت الأبيض "قريباً جداً".
"إيران لن تتراجع عن خطواتها النووية"
كان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، قد أكد، الجمعة 25 يونيو/حزيران 2021، أن بلاده لن تتراجع عن خطواتها النووية، إلا بعد رفع العقوبات الأمريكية، والتحقق من ذلك.
إلا أن زادة قال، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام رسمية إيرانية، إنه في حال رفع العقوبات الأمريكية، وتأكدهم من هذه الخطوة، ستقوم طهران بعدها باستئناف الالتزام الكامل بالاتفاق النووي، مضيفاً: "القرار يعود لواشنطن وليس طهران من أجل تحديد ما إذا كانت ترغب في العودة للاتفاق والوفاء بالتزاماته".
يشار إلى أنه في 6 أبريل/نيسان الماضي، انطلقت مباحثات فيينا لإعادة إحياء الاتفاق النووي، الذي يستهدف كبح الأنشطة النووية لإيران في مقابل رفع كثير من العقوبات الدولية عن طهران. بينما يسعى الرئيس جو بايدن للعودة إلى الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منه عام 2018.
جدير بالذكر أن المفاوضات تجري في فيينا منذ أبريل/نيسان الماضي، لتحديد طبيعة وتسلسل الخطوات التي يتعين على إيران والولايات المتحدة اتخاذها بشأن الأنشطة النووية والعقوبات، للعودة إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي.
وقبل ثلاث سنوات، انسحب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق وأعاد فرض العقوبات على طهران. وردت إيران بانتهاك العديد من قيود الاتفاق على برنامجها النووي.