كشف علي ربيعي، المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، الثلاثاء 6 يوليو/تموز 2021، أن محادث طهران والرياض تحرز "تقدماً جيداً"، مشيراً إلى أن بعض الخلافات معقدة، وقد تحتاج وقتاً لحلها.
ربيعي قال خلال مؤتمر صحفي، إن الجانبين ناقشا القضايا الخلافية بطريقة ودية، وأكد أن بلاده تقيم هذه المحادثات بشكل إيجابي، وتعمل على استمرارها لتقليل الخلافات.
كما جدد ربيعي تأكيد استعداد طهران الدائم لمواصلة هذا الحوار بجدية، وبالاعتماد على النوايا الحسنة المتبادلة، وتأمين مصالح الجانبين.
يأتي هذا في وقت تواصل فيه السعودية وحلفاؤها من دول الخليج العربية الضغط على إيران بسبب برنامجها النووي -الذي تقول طهران إنه سلمي تماماً- وصواريخها الباليستية، وتدعم إيران أطرافاً غير التي تدعمها هذه الدول في صراعات دائرة بالمنطقة.
إيران انتقدت العلاقات الوثيقة بين دول الخليج العربية والولايات المتحدة، عدو طهران اللدود منذ فترة طويلة، كما انتقدت خطوات بعض هذه الدول لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهي دولة لا تعترف طهران بها وتدعم الفلسطينيين.
مفاوضات إيران والسعودية
وبدأت السعودية وإيران محادثات مباشرة في أبريل/نيسان، في مسعى لاحتواء التوترات بينهما، حيث جلس الغريمان اللذان أشعلا الشرق الأوسط على طاولة واحدة، إذ كشفت صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية وشبكة CNN الأمريكية أن إيران والسعودية أجرتا محادثات مباشرة على مستوى منخفض في العراق، في 9 أبريل/نيسان، بحسب مصادر عدة بينها مصادر في الحكومة العراقية على دراية مباشرة بالحدث.
ورغم أن المحادثات بين السعودية وإيران جرت على مستوى منخفض، فإنها مهمة، لاسيما بعد أن قطعت المملكة العربية السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران في 2016.
وذكرت مصادر لشبكة CNN، أن المحادثات شارك فيها مسؤولون استخباراتيون من الجانبين، وأنها تمهيد لمحادثات دبلوماسية رفيعة المستوى، وقال أحد المصادر إن "المحادثات بين السعودية وإيران عُقدت لسد الفجوة في وجهات النظر بين البلدين".
وقال مسؤول إيراني لصحيفة فايننشيال تايمز البريطانية "كان هذا اجتماعاً منخفض المستوى لبحث ما إذا كانت هناك طريقة لتخفيف التوترات المستمرة في المنطقة".
رغم تعدد ملفات الخلافات، فإن من الواضح أن المحادثات بين السعودية وإيران ركزت إلى حد كبير على الأزمة اليمنية، ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن المصدر الإقليمي قوله إن الاجتماع ركز على اليمن، في ظل محاولات السعودية لإنهاء الحرب، والتي تجلت في إطلاق مبادرتها لوقف الحرب في الثلث الأخير من الشهر الماضي.
إذ أصبحت حرب اليمن تشكل مأزقاً مزدوجاً للسعودية، فبالإضافة إلى التكلفة المادية والإحراج الداخلي الذي تسببه هجمات الحوثيين بالطائرات المسيرة والصواريخ، فإن الحرب باتت تضر بسمعة المملكة خارجياً، وهو ضرر تجاهلته إدارة ترامب، ولكنه بات محركاً أسياسياً لإدارة بايدن، التي كان واحداً من أوائل القرارات التي اتخذتها رفع الحوثيين من قائمة المنظمات الإرهابية، والإعلان عن وقف دعم العمليات العسكرية السعودية في اليمن.