التدخين بأنواعه له أضرار متعددة على الصحة والجسم، لكن السجائر الإلكترونية الأنيقة، بأقلامها الرفيعة ونكهاتها المختلفة ما بين التوت والمانجو، جعلت البعض يعتقد أنها بديل صحي للسجائر؛ لأنها في نهاية المطاف لا تحتوي على تبغ، ولا تتطلب حرق ورق اللفافات واستنشاق سمومها.
لكن هذه الصورة تزداد تعقيداً واختلاجاً على البعض، لأن السجائر الإلكترونية بأنواعها، حتى تلك الخالية من النيكوتين، مازالت تمثّل مخاطر صحية على المستخدمين، وهي ليس آمنة كما يُشاع عنها.
ما هي مكونات سائل السجائر الإلكترونية المُنكه؟
هو السائل الذي تُبخِّره أجهزة vape أو السجائر الإلكترونية. وقد يشير إليه الناس أيضاً باسم العصير الإلكتروني أو عصير السجائر الإلكترونية. وتعتمد الآثار الجانبية التي يتعرض لها الشخص عند استخدام الـvaping جزئياً على نوع السائل الإلكتروني الذي يستخدمه.
وتختلف المكونات المحدَّدة للسوائل الإلكترونية بين العلامات التجارية والمنتجات. لكن السائل الأساسي بشكل عام يكون عبارة عن مزيج من المكونات مثل الماء والجلسرين النباتي والبروبيلين غليكول. ثم يضيف المصنِّعون نكهات أو إضافات مختلفة إلى هذا المزيج لخلق نكهة وتأثير معين.
وبالرغم من أن العديد من هذه المكونات حاصلة على شهادة مصدر موثوق به معترف بها للاستخدام في المنتجات الغذائية، فإن عملية تدخين السجائر الإلكترونية تسخِّن وتبخِّر هذه المكونات، ما يسبب تغييرات على طبيعتها. كما أن استهلاكها من خلال التنفُّس لا الابتلاع يؤدي كذلك لتبعات مختلفة، بحسب موقع Medical News Today.
أضرار على الرئتين وخلايا الدم وجهاز المناعة
ووجدت دراسة علمية أجريت عام 2018 أن سوائل السجائر الإلكترونية بدون نيكوتين، المحلاة بنكهات مثل الفانيليا والقرفة والفواكه، قد تضر بالرئتين وتهدد سلامة المستخدمين على المدى القصير والبعيد.
وفحص الباحثون ما حدث لـ"الوحيدات" أو "Monocytes"، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء، عند تعرضها للمواد الكيميائية المنكهة المستخدمة في سوائل السجائر الإلكترونية الشائعة.
وبالرغم من أن تلك السوائل لا تحتوي على النيكوتين، ولكن يبدو أن المواد الكيميائية المنكهة تزيد من المؤشرات الحيوية للالتهابات وتلف الأنسجة في الجسم، كما تسبب العديد منها في موت الخلايا.
ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي هذا النوع من تلف الخلايا إلى مجموعة واسعة من مشاكل الرئة بما في ذلك التليف الرئوي، واضطراب الانسداد الرئوي المزمن، والربو.
ليست آمنة للاستنشاق وتسبب التهابات الحلق والرئتين
وحسبما قال كبير مؤلفي الدراسة عرفان رحمان، باحث في الصحة البيئية بالمركز الطبي بجامعة روتشستر الأمريكية، لوكالة رويترز: "تعتبر السوائل الإلكترونية الخالية من النيكوتين آمنة بشكل عام.
ومع ذلك، فإن تأثير المواد الكيميائية المُنكَّهة، خاصة على الخلايا المناعية، وهو الأمر الذي لم يتم بحثه على نطاق واسع". وتابع الباحث أنه على الرغم من أن مركبات النكهة تعتبر آمنة للابتلاع، فإنها ليست آمنة للاستنشاق.
وحتى عندما لا تحتوي السجائر الإلكترونية على النيكوتين، يظل الحلق والرئتان عرضة للمواد الكيميائية المنكهة عند تسخين السوائل الإلكترونية واستنشاق الأبخرة.
ونظراً لأن المواد الكيميائية المنكهة تعتبر آمنة للأكل والابتلاع، غالباً ما يتم الترويج لأدوات السجائر الإلكترونية كبديل للسجائر التقليدية، بحسب دراسة بمجلة Frontiers in Physiology.
وعندما عرّض الباحثون خلايا الرئة البشرية للسوائل الإلكترونية في المختبر، زادت الخلايا من إنتاجها للمواد الكيميائية المرتبطة بالالتهابات، والتي يمكن أن تؤدي في النهاية إلى تلف الرئتين.
ووجدت الدراسة أن تعريض الخلايا لخلائط تحتوي على مجموعة متنوعة من النكهات يبدو أنه يتسبب في رد فعل أسوأ عما هو عليه عند استخدام نكهة واحدة.
ومن بين النكهات الأكثر تأثيراً سلبياً على الجسم، كانت القرفة والفانيليا هما النكهات الأكثر سُمية لخلايا الرئة، والتي تتسبب في التهابات الحلق والرئتين وحتى الإصابة بأمراض الربو والبلعوم.
السوائل لها تأثيرات سامة على الجسم قد تسبب السرطان
تمتلك العديد من المواد الكيميائية الموجودة في السجائر الإلكترونية تأثيرات سامة على الجسم. ووجدت دراسة مخبرية عام 2012 نشرها موقع Medical News Today، أن هذه التأثيرات لم تكن بسبب النيكوتين ولكن بسبب المواد الكيميائية التي يستخدمها المصنعون لتنكيه السوائل الإلكترونية.
والأهم من ذلك، كان هذا هو الحال أيضاً بالنسبة للسوائل الإلكترونية التي تحتوي على مكونات مُصنفة بقوائم المنتجات الغذائية.
وأظهرت نتائج دراسة أخرى نشرها ذات الموقع، أن تسخين البروبيلين جليكول والجلسرين في السوائل الإلكترونية ينتج مركبات تطلق الفورمالديهايد، الموجود أيضاً في علاجات الشعر الكيميائية الضارة بالجسم.
والفورمالديهايد هو مادة مسرطنة من المجموعة الأولى، مما يعني أنه من المحتمل أن يسبب السرطانات المختلفة في الجسم.
وبالرغم من أنه ثبت أن تدخين السجائر الإلكترونية أقل ضرراً من التدخين العادي، لكن كان لدى المدخنين الإلكترونية كميات أعلى بكثير من المواد الكيميائية السامة في بولهم مقارنة مع غيرهم من غير المدخنين.
وشملت هذه المواد الكيميائية:
- أكريلونيتريل
- أكرولين
- أكسيد البروبيلين
- الأكريلاميد
- كروتونالدهيد
وتدعم الأبحاث الأخرى هذه النتائج، حيث تُظهر أن تسخين المواد الكيميائية السائلة الإلكترونية وتبخيرها يجعلها سامة بشكل خاص لخلايا الرئة. نتيجة لذلك، يحذِّر الباحثون من الرأي السائد بأن السجائر الإلكترونية آمنة على الصحة.
متى ينبغي التوجه للطبيب؟
يشير موقع Healthline الصحي إلى أنه يجب تحديد موعد مع طبيب أو مقدم الرعاية الصحية المتخصص إذا واجهت أياً من الأعراض التالية:
1- الفم الجاف باستمرار.
2- السعال المزمن.
3- التهاب الحلق المستمر.
4- نزيف أو تورُّم اللثة.
5- تقرحات الفم أو القروح التي لا يبدو أنها تلتئم.
6- ألم الأسنان أو الفم.
7- انحسار اللثة.
ويمكن للطبيب تقييم الأعراض الخاصة بك وتحديد ما إذا كانت ناتجة عن التدخين الإلكتروني أو حالة كامنة أخرى.