أكد القائد العسكري للمنطقة المحيطة بسد النهضة الإثيوبي، الأحد 4 يوليو/تموز 2021، إن قوات بلاده في حالة تأهب قصوى لاستكمال المرحلة الثانية من ملء السد، في الوقت الذي تفقد فيه وزير الري الإثيوبي الأعمال الإنشائية هناك، مشيراً إلى أن كل شيء يسير "وفق ما هو مخطط له".
أسرات دينيرو، القائد العسكري بمنطقة مَتَكَل حيث يقع سد النهضة، قال الأحد إن القوات الإثيوبية في حالة تأهب قصوى لاستكمال المرحلة الثانية لتعبئة السد.
تصريحات المسؤول العسكري الإثيوبي جاءت خلال اجتماع مع أفراد القوات المسلحة في المنطقة، وفق ما أكدت قناة الجزيرة القطرية.
وقال المسؤول إن الشعب الإثيوبي يراقب عن كثب مراحل بناء سد النهضة، وينتظر استكماله بالسرعة القصوى دون عوائق، مشيراً إلى أن ذلك يدعو إلى تعزيز مهمة الجيش لضمان أمن وسلامة المنطقة.
في ذات الوقت، قال وزير الري والمياه الإثيوبي سيليشي بقلي إن الأعمال الإنشائية في سد النهضة تمضي وفق المخطط لها.
جاء ذلك في تغريدة عبر تويتر للوزير أشار فيها إلى أن وزارته عقدت اجتماعاً تقييمياً مع المقاولين، وأن الأعمال تتواصل بفضل آلاف عمال البناء والاستشاريين وأنواع الدعم الأخرى التي تم حشدها لاستكمال بناء السد.
ورغم كل المحاولات التي تقوم بها القاهرة والسودان سعياً للوصول إلى اتفاق مقبول يخص سد النهضة، تصر أديس أبابا على تنفيذ ملء ثانٍ للسد بالمياه، في يوليو/تموز وأغسطس/آب 2021، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه، وتقول إنها لا تستهدف الإضرار بالخرطوم والقاهرة، وإن الهدف من السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية.
مجلس الأمن يرفض التدخل
السبت، علقت مصر على تصريح رئيس مجلس الأمن الدولي، نيكولا دي ريفيير، بأن المجلس لن يكون بمقدوره حل الخلاف بين مصر وإثيوبيا حول أزمة سد النهضة، وقالت إن هذا الموقف هو مجرد تعبير عن موقف ريفيير المندوب الفرنسي.
جاء ذلك في تصريحات لوزير الخارجية المصري سامح شكري، مع قناة "القاهرة والناس" الخاصة، بعد إعلان انعقاد جلسة بمجلس الأمن حول سد النهضة يوم الخميس المقبل.
كان مندوب فرنسا الأممي، ريفيير، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، قال إن قضية أزمة سد النهضة "خارج نطاق المجلس"، وإنه لهذا السبب لن يتدخل لحل الخلاف، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه سيدعو الدول الثلاث (مصر، والسودان، وإثيوبيا) إلى التفاوض.
شكري ردّ على تعليق رئيس مجلس الأمن، وقال إن "تصريحات ريفيير لم تصدر عن مجلس الأمن، ولكنها صادرة عن رئاسة المجلس، وهو تعبير عن موقف المندوب الفرنسي، وربما هذا التعليق لم يأخذ في الاعتبار التنسيق الكامل مع فرنسا، ولكنه شعور بأهمية تزكية المفاوضات، وهذا أمر دائماً ما نزكيه".
أضاف شكري: "بالتأكيد في هذه المرحلة نتوقع ما يزيد على ذلك من المجلس، في إطار دفع الأطراف وحثها أن تستأنف المفاوضات بشكل مغاير عن الماضي، بشكل فيه تعزيز لدور الاتحاد الإفريقي والمراقبين للتوصل لحل".
كذلك لفت شكري إلى أنه يتوقع من مجلس الأمن دفع أطراف أزمة سد النهضة لاستئناف المفاوضات بشكل مغاير عن الماضي.
وبينما تتمسك القاهرة بالتوصل أولاً إلى اتفاق ثلاثي حول ملء وتشغيل السد لضمان استمرار تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل، وأبدت الخرطوم قبل أيام استعداداً مشروطاً لقبول مقترح "اتفاق جزئي" من إثيوبيا حول الملء الثاني للسد.
تعتمد مصر على نهر النيل في الحصول على 90% من احتياجاتها من المياه العذبة، وترى أن السد ربما يمثل تهديداً وجودياً لها، كما يشعر السودان بالقلق بشأن تشغيل سدوده على النيل ومحطات المياه لديه.
من جانبها، تعلق إثيوبيا آمالها في التنمية الاقتصادية وتوليد الكهرباء على السد، وترفض إيقاف الملء الثاني للسد وتأجيل هذه الخطوة إلى حين إبرام اتفاق حولها.