فيديو لسفينة خفر سواحل ليبية كادت تغرق قارباً للاجئين.. أطلقت عليه النار واقتربت منه بشكل “خطير”

عربي بوست
تم النشر: 2021/07/03 الساعة 09:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/07/03 الساعة 10:16 بتوقيت غرينتش
عملية إنقاذ لاجئين في البحر المتوسط - رويترز

أظهر فيديو التُقط في البحر المتوسط سفينةً تابعة لقوات خفر السواحل الليبية، تطلق النار على قارب صغير يقِلّ عشرات الأشخاص الذين كانوا يحاولون عبور البحر المتوسط ​​من شمال إفريقيا، فيما يبدو أنها محاولة لإغراقه، حسبما قالت منظمة Sea-Watch  الألمانية. 

اللقطات التي صوّرتها المنظمة الألمانية غير الحكومية، الأربعاء 30 يونيو/حزيران الماضي، وبثتها على الإنترنت، تُظهر إطلاق السفينة الليبية عدة رصاصات سقطت في المياه حول قارب اللاجئين في البحر المتوسط، كما أظهرت السفينة الليبية تُبحر في دوائر حول القارب، وكادت تصطدم به عدة مرات قبل قذفه بالعصي.

في مقطع الفيديو يمكن سماع متطوعين من منظمة Sea-Watch، الذين كانوا يسجلون الحادث من طائرة تُحلِّق في سماء المنطقة وهم يبلغون قوات خفر السواحل الليبية بأنهم "قريبون لدرجة خطيرة" من القارب الخشبي الذي كان يحمل عشرات اللاجئين.   

مطالبة بإنهاء التعاون 

ونقل موقع Middle East Eye البريطاني عن المنظمة الألمانية مطالبات بإنهاء التعاون مع خفر السواحل الليبية. 

حيث قال فيليكس فايس، من العمليات المحمولة جواً في Sea-Watch: "إنَّ شركاء أوروبا في خفر السواحل الليبية يوافقون على موت الأشخاص خلال رحلة الهجرة".

وأضاف: "أولئك الذين يطلقون النيران على اللاجئين ويحاولون قلب قواربهم في المياه لم يخرجوا بالأساس لإنقاذهم، يجب على الاتحاد الأوروبي إنهاء التعاون على الفور مع خفر السواحل الليبية. يجب على الدول الأوروبية مثل مالطا استعادة مسؤولية مناطق الإنقاذ الخاصة بها، والوفاء بواجبها في الإنقاذ".

وأوضحت المنظمة الألمانية، غير الحكومية، أنها اضطرت لمغادرة المكان للتزود بالوقود في طائرتها، ولكنها تلقت لاحقاً تأكيداً بأنَّ الأشخاص الذين كانوا على متن القارب نزلوا بأمان إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.

اليوم نحن بإجازة 

كانت صحيفة The Guardian البريطانية قد كشفت في أبريل/نيسان 2021، عن تقصير متعمد يتبعه خفر السواحل الليبي، قد تسبب في كثير من الأحيان في وفاة مهاجرين في عرض البحر المتوسط. 

حيث كشفت محادثة سجَّلها مدعون عامون في صقلية يحققون في دور جمعيات الإنقاذ البحري المتهمة بالتواطؤ في تهريب البشر، تكشف عن لامبالاة الأفراد في الجانب الليبي بمحنة المهاجرين والقانون الدولي.

ففي نصّ محادثة هاتفية، تمت في 16 يونيو/حزيران 2017، تلقى العقيد مسعود عبدالصمد من خفر السواحل الليبي مكالمة من مسؤول في خفر السواحل الإيطالي، أخبره بأن 10 زوارق مُحمَّلة بمهاجرين تواجه مأزقاً، الكثير منها في المياه الإقليمية لليبيا.  

جاء رد عبدالصمد على المسؤول الإيطالي: "اليوم إجازة، نحن في عطلة هنا، لكن سأحاول المساعدة، ربما تجدنا هنا غداً".    

وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، ادعى عبدالصمد أن رجاله أنقذوا العديد من المهاجرين المنكوبين. ووفقاً للبيانات التي جمعتها المنظمة الدولية للهجرة، توفي 126 شخصاً بحلول نهاية الأسبوع.

كذلك في 24 مايو/أيار 2017، بدأت المياه تتسرب إلى داخل قاربين غادرا ليبيا وعلى متنهما مئات الأشخاص، وانقلب أحدهما. واتصل الأشخاص الذين كانوا على متن السفينة بخفر السواحل الإيطالي، الذي اتصل بعبدالصمد 55 مرة دون تلقي رد، ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قُتل 33 شخصاً في هذه الواقعة.

في هذا السياق، قال ريكاردو غاتي، رئيس بعثة قوارب الإنقاذ التابعة لمنظمة غير حكومية إسبانية Proactiva Open Arms، إنه "من المستحيل دائماً" الاتصال بالليبيين؛ لأن أرقام الهواتف غالباً لا تعمل أو غير موجودة.

بدوره، قال فرانشيسكو كرياتسو، المتحدث باسم قارب الإنقاذ SOS Méditerranée التابع لمنظمة غير حكومية، إن السلطات الليبية "لا تستجيب في الغالب، بغض النظر عن يوم الأسبوع" الذي تتلقى فيه طلب المساعدة.

فيما أشارت إيلين فان دير فيلدين، مديرة عمليات البحث والإنقاذ في منظمة أطباء بلا حدود، إلى أن "التأخير في الاتصالات في عرض البحر وافتقار مركز تنسيق الإنقاذ الليبي للقدرة على التنسيق يزيد من تعريض حياة الناس للخطر وله تكلفة بشرية غير مقبولة".

هجرة عبر المتوسط 

بحسب إحصائيات، فقد اعترضت قوات خفر السواحل الليبية ما يقرب من 15000 رجل وامرأة وطفل، وأعادتهم إلى الشواطئ الليبية من بداية العام حتى 26 يونيو/حزيران، وهو رقم قياسي.

بينما شهدت منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط شمال ليبيا وفاة 984 شخصاً عام 2020، أكثر بأربع مرات من أعداد الضحايا المسجلة في السنوات الست السابقة بحسب التقرير.

وفي محاولة لوقف تدفق الأشخاص إلى أوروبا عبر المتوسط، قدَّم الاتحاد الأوروبي التدريب والدعم لخفر السواحل الليبي، لكن الاتحاد الأوروبي تعرض لانتقادات من جماعات حقوقية والأمم المتحدة لتمويله خدمة ستعيد العديد من الأشخاص إلى ليبيا، حيث قد يواجهون الاحتجاز وربما التعذيب.

تحميل المزيد