قالت عائلة الناشط الفلسطيني نزار بنات، الجمعة 2 يوليو/تموز 2021، الذي قتل أثناء اعتقاله الأسبوع الماضي على يد الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية، إنها قد تعرفت على شخصين ممن شاركوا في "جريمة اغتيال" ابنها حسبما أشارت، ناشرة اسميهما ومواقعهما التنفيذية وصورهما عبر حساب الناشط بنات على الفيسبوك.
الإعلان الذي قامت به عائلة بنات جاء بعد فترة قصيرة من إعلان السلطة الفلسطينية إيقاف عدد من الضباط وعناصر الأمن، على خلفية مقتل الناشط الفلسطيني.
ففي منشور عبر حساب الناشط المقتول على الفيسبوك، أعلنت العائلة هوية اثنين قالت إنهما شاركا بشكل مباشر في "اغتيال" بنات، أحدهما ضابط "برتبة عقيد في جهاز الأمن الوقائي، قال العائلة إنه شارك في القتل، وقام بتهديد الشهود على عملية الاعتقال، وأخبرهم بأنه "سيعود لهم".
كما ذكرت العائلة اسم شخص ثانٍ وصفته بأنه "مشارك في عملية الاغتيال بشكل مباشر في ضرب نزار بالهراوة، وكان سائق السيارة التي نقلت نزار بعد اعتقاله".
نتائج لجنة التحقيق
يذكر أن وزير العدل الفلسطيني محمد الشلالدة كشف مضمون التقرير الطبي الأولي حول وفاة بنات، وتحدث عن "وفاة غير طبيعية".
وقال الشلالدة، الذي يرأس لجنة التحقيق بوفاة بنات إنه "تبين من خلال التقرير الطبي الأولي أن نزار بنات تعرض لعنف خارجي في عدة مناطق من الجسم".
وأضاف: "تعرض نزار لضرب في أنحاء جسمه كافة، وخلال نقله إلى مركز الأمن الوقائي، وقبل وصوله أغمي عليه وكأنه فقد الوعي، وبالتالي نقله أفراد القوة الأمنية إلى مستشفى عالية الحكومي في الخليل بسيارات الأجهزة الأمنية، لكن وصل ميتاً".
كانت عائلة المعارض السياسي الناشط نزار بنات أعلنت رفضها لأي نتائج لتحقيقات اللجنة المشكلة من قبل السلطة، وطالبت بتشكيل لجنة دولية ومحلية مستقلة.
اعتقال رجال أمن
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت السلطة الفلسطينية، الخميس 1 يوليو/تموز 2021، إيقاف عدد من الضباط وعناصر الأمن، على خلفية مقتل نزار بنات.
وكالة "وطن" المحلية للأنباء (غير حكومية) قالت إن "جهاز الاستخبارات العامة (العسكرية) قام بتحويل 15 ضابطاً وعنصراً في الأجهزة الأمنية إلى سجن أريحا (شرق وسط)؛ للتحقيق معهم، على خلفية مقتل المعارض السياسي نزار بنات".
أضافت أن الـ"15 عسكرياً جرى تحويلهم لأريحا بناءً على نتائج لجنة التحقيق، بقرار من جهاز الاستخبارات العسكرية والنيابة العسكرية".
ذكرت الوكالة أن القرار "اتُّخذ بناءً على مخرجات لجنة التحقيق التي شكَّلتها الحكومة، وأن العسكريين من القوة التي شاركت في اعتقال بنات".
في سياق متصل، كتب عمّار بنات، شقيق نزار، على حسابه بـ"فيسبوك"، مساء الخميس: "نعم صحيح، وصلتنا معلومة بأن هنالك 14 عنصراً ممن شاركوا باغتيال نزار موقوفون في أريحا".
أضاف: "هذه المعلومة لدينا، ولكن لا نأخذها على محمل الجد، وإن كان فليعلنوا أسماء هذه المجموعة على الملأ".
قبل ذلك بساعات كتب عمار: "لن نقبل أن يكون هناك كبش فداء يحمل عن الذين شاركوا، الكل سيحاسَب حسب جرمه وفعله وقوله وتخطيطه وتنفيذه".
فيما لم يُعرف متى تم توقيف الضباط وعناصر الأمن، قال مصدر مطلع لـ"الأناضول"، مفضلاً عدم نشر اسمه، إن "الموقوفين وردت أسماؤهم في تقرير لجنة التحقيق التي شكَّلها رئيس الحكومة محمد اشتية"، دون أن يعطي مزيداً من التفاصيل.
يشار إلى أن بنات توفي بعد ساعات من إلقاء القبض عليه من قِبل قوة أمنية فلسطينية في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، فيما اتهمت عائلته تلك القوة "باغتياله".
حظي بنات، ذو الخلفية اليسارية وغير المعروف بانتمائه الحزبي، بشهرة واسعة في الشارع الفلسطيني؛ لجرأته وانتقاده الحاد للسلطة الفلسطينية.
ومنذ الإعلان عن وفاة بنات تشهد الضفة الغربية تظاهرات واحتجاجات استخدمت الشرطة الفلسطينية القمع والقوة في تفريقها.