أعلنت مصادر أفغانية، السبت 3 يوليو/تموز 2021، سقوط 13 مقاطعة جديدة في يد حركة "طالبان"، خلال الـ24 ساعة الأخيرة، تزامناً مع انسحاب القوات الأمريكية من قاعدتها العسكرية الرئيسية في أفغانستان، بالإضافة إلى مقتل العشرات من عناصر الحركة التي توقع تقرير للاستخبارات الأمريكية سقوط الحكومة الأفغانية على يديها خلال 6 أشهر، بمجرد اكتمال الانسحاب الأمريكي.
يأتي ذلك بعد أيام من إعلان مسؤولين أفغان سقوط 17 مقاطعة في جميع أنحاء البلاد بيد الحركة في الأسابيع الأخيرة.
حيث نقلت قناة "طلوع نيوز" المحلية عن مصادر (لم تسمها)، أن "طالبان" سيطرت على 13 مقاطعة في الـ24 ساعة الماضية، معظمها في ولاية بدخشان شمال شرقي البلاد.
بحسب المصدر، فإن المقاطعات التي سقطت بيد طالبان هي كيشم ودرايم وتيشكان وتغاب ووردوج وشهر البوزروغ وراغيستان وجورم ويفتال في بدخشان، إلى جانب كلافغان وفرخار في تخار، وكذلك زورمات في باكتيا وشاه والي كوت في قندهار.
يذكر أن ولاية بدخشان تتمتع بموقع استراتيجي؛ فهي متاخمة لحدود الصين وطاجيكستان وباكستان.
كما يأتي سقوط مقاطعات أفغانية، بينها مناطق استراتيجية بيد طالبان في وقت تنسحب فيه القوات الأمريكية من أفغانستان، حيث من المقرر أن يكتمل الانسحاب الأمريكي بحلول 11 سبتمبر/أيلول المقبل، وفق الرئيس جو بايدن.
"مقتل 228 عنصراً من طالبان"
في وقت سابق من يوم السبت، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية مقتل 228 عنصراً من حركة "طالبان"، وإصابة 116 آخرين، بمناطق متفرقة في البلاد، جراء عمليات للقوات الأفغانية خلال الـ24 ساعة الماضية.
إذ قالت الوزارة في تغريدة عبر "تويتر"، إن قواتها نفذت عمليات عسكرية ضد الحركة في ولايات لوغار (شرق)، وبكتيكا (جنوب شرق)، وقندهار (جنوب)، وهرات (غرب)، وبادغيس (شمال غرب)، وفرح (جنوب غرب)، وبلخ (شمال)، وهلمند (جنوب)، وكابيسا (شمال شرق)، لافتة إلى أنه تم الكشف عن 13 عبوة ناسفة، وإبطال مفعولها.
فيما تعاني أفغانستان حرباً منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم "طالبان"، لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.
في حين تصاعد مستوى العنف في أفغانستان، منذ مطلع مايو/أيار الماضي، مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية بأمر من الرئيس بايدن في أبريل/نيسان الفائت.
إلا أن مفاوضات سلام تاريخية انطلقت في 12 سبتمبر/أيلول 2020، في العاصمة القطرية الدوحة، بين الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان"، بدعم من الولايات المتحدة، لإنهاء 42 عاماً من النزاعات المسلحة بأفغانستان.
قبل ذلك، أدت قطر دور الوسيط في مفاوضات واشنطن وطالبان، التي أسفرت عن توقيع اتفاق تاريخي أواخر فبراير/شباط 2020، لانسحاب أمريكي تدريجي من أفغانستان وتبادل الأسرى.
"انسحاب القوات الأمريكية"
تجدر الإشارة إلى أن القوات الأمريكية انسحبت، الجمعة 2 يوليو/تموز الجاري، من قاعدة باغرام الجوية، التي تبعد 40 ميلاً إلى الشمال من كابول، والتي تعد أهم قاعدة جوية بأفغانستان، وسط تحذيرات من أن أفغانستان قد تنزلق إلى حرب أهلية.
هذا الانسحاب الأمريكي الذي يجري بوتيرة سريعة يأتي بينما تكثف حركة طالبان من هجومها في أنحاء البلاد، خاصة مع إخفاق محادثات السلام في قطر في تحقيق تقدم يذكر.
على الرغم من الوتيرة السريعة للانسحاب فلا يزال الجيش الأمريكي يمتلك حالياً سلطة حماية القوات الأفغانية.
في هذا الصدد، قال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، للصحفيين: "تلك السلطات لا تزال موجودة"، لكنه لم يفصح عن إطار زمني محتمل لانتهائها.
في مقابل الانسحاب الأمريكي تعهدت طالبان، التي تقاتل لطرد القوات الأجنبية والإطاحة بالحكومة المدعومة من واشنطن، بمنع أي أنشطة إرهابية دولية تنطلق من الأراضي الأفغانية.
كما تعهدت الحركة بالدخول في محادثات مع خصومها الأفغان، لكن لم يتم إحراز تقدم يذكر في المفاوضات.