وجهت منظمة الصحة العالمية، الخميس 1 يوليو/تموز 2021، تحذيراً جديداً بخصوص ما اعتبرته "خطر وقوع موجة جديدة من فيروس كورونا"، بسبب انتشار السلاسة المتحورة "دلتا" في أوروبا، التي تطلق أول شهادة صحية أملاً في إعادة إطلاق عجلة السياحة، فيما يزداد عدد الإصابات بـ"وتيرة مقلقة" في إفريقيا، حسب ما نقلته وكالة "أ.ف.ب" الفرنسية.
تحذير المنظمة العالمية يأتي في الوقت الذي تسجل فيه معدلات الإصابة ارتفاعاً كبيراً في القارة الآسيوية أيضاً، إذ باتت بنغلادش خاضعة منذ الخميس لإغلاق تام، فيما أعلنت إندونيسيا قيوداً تدخل حيز التنفيذ السبت؛ لمواجهة ارتفاع في الإصابات.
اقرأ أيضاً
ارتفاع ملحوظ
في حين كانت دول أوروبية عدة بدأت ترى النور في نهاية النفق المظلم، أعلن الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية، الخميس، أن عدد الإصابات بكوفيد-19 ارتفع بنسبة 10 % الأسبوع الماضي، في منطقة أوروبا التي تضم 53 دولة.
فيما عزا مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا، هانس كلوغه، أثناء مؤتمر صحفي عبر الإنترنت، الوضع إلى "تزايد الاختلاط والرحلات والتجمعات وتخفيف القيود الاجتماعية".
كما أشار إلى أن "هذا الارتفاع يندرج في سياق وضع يتطوّر بسرعة، نسخة متحوّرة مقلقة -هي المتحوّرة دلتا- وفي منطقة حيث لا يزال ملايين الأشخاص غير ملقحين رغم الجهود الكبيرة من جانب الدول الأعضاء".
المتحدث نفسه أكد أنه "ستكون هناك موجة جديدة في المنطقة الأوروبية، إلا في حال بقينا منضبطين".
الفرع الأوروبي من منظمة الصحة العالمية توقّع أن تصبح سلالة دلتا "مهيمنة" بحلول نهاية أغسطس/آب في القارة العجوز.
اقرأ أيضاً
قرارات جديدة في البرتغال وروسيا
فقد قرَّرت البرتغال، التي تشهد ارتفاعاً في الإصابات من جرّاء هذه السلالة المتحورة، إعادة فرض حظر التجول الليلي اعتباراً من الجمعة بـ45 منطقة في لشبونة.
إذ رأى وزير الصحة الألماني ينس سبان، من جهته، أن سلالة "دلتا" ستشكّل اعتباراً من الشهر الحالي، "70 إلى 80%" من الإصابات في بلاده.
في حين أعلنت الوكالة الأوروبية للأدوية أن جرعتين من لقاح مضاد لفيروس كورونا تحميان -كما يبدو- من سلالة دلتا لفيروس كورونا.
أما في روسيا، حيث يشهد الوباء ارتفاعاً صاروخياً مع انتشار "دلتا"، سجّلت 672 وفاة من جرّاء فيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الأخيرة، وفق ما أعلنته الحكومة، في حصيلة قياسية للوفيات لليوم الثالث على التوالي.
كما توقّع المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها أن تمثّل السلالة "دلتا" الشديدة العدوى 90% من الإصابات الجديدة بـ"كوفيد-19″ في الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية أغسطس/آب.
وفي فرنسا تزيد الضغوط لحمل العاملين بالطواقم الطبية والصحية على تلقّي اللقاح المضادّ لفيروس كورونا.
إفريقيا مهددة
إذ يثير الوضع في إفريقيا القلق، حيث نبّهت منظمة الصحة العالمية من "أن كل المستويات القياسية خلال الذروات السابقة" حطمت مجدّداً.
تقول الطبيبة ماتشيديسو مويتي مديرة فرع إفريقيا في منظمة الصحة: "سرعة انتقال العدوى وحجم انتشار الموجة الثالثة في إفريقيا لا يشبهان في شيءٍ ما عرفناه حتى الآن. والانتشار الجامح للمتحوّرات الأشدّ عدوى يغيّر بشكل كبير، طبيعة التهديد الجاثم على إفريقيا".
كما أضافت: "يجب تالياً أن نتحرك لتعزيز إجراءات الوقاية وتجنب أن يتحول الوضع إلى مأساة".
آسيا أيضاً
فقد دخلت بنغلادش، حيث سجلت الحكومة "ارتفاعاً مُقلقاً وخطراً" بسبب انتشار السلالة "دلتا"، في إغلاق صارمٍ، مدته أسبوع.
نُشر الجيش لفرض احترام الإجراء، في حين بلغت المستشفيات قدرتها الاستيعابية القصوى، لاسيما في المناطق الحدودية مع الهند.
وفي إندونيسيا أعلن الرئيس جوكو ويدودو، الخميس، عن "قيود طارئة" ستُفرض.
وستطبَّق هذه القيود اعتباراً من السبت وحتى 20 يوليو/تموز، في العاصمة جاكرتا وجزيرتي جاوا وبالي الأكثر تضرراً من الوباء.
في باكستان، حيث أوصت الحكومة كل الموظفين بتلقي اللقاح، عُلِّق عمل 70 عضواً في القوات شبه العسكرية مع التوقف عن دفع مرتباتهم؛ لرفضهم الإذعان لهذا الأمر.
وبات التلقيح إلزامياً في كازاخستان لغالبية الموظفين الذين هم على تواصل مع أشخاص آخرين، بعد اكتشاف إصابات بالمتحورة "دلتا".
تايلاند، التي تحاول إنعاش قطاعها السياحي المخنوق، وصل إلى جزيرة بوكتيت بها، الخميس، أول الزوار الأجانب، رغم موجة وبائية ثالثة.