توفي ما لايقل عن 10 أطباء من أصل 26 طبيباً إثر إصابتهم بكوفيد-19 رغم تلقيهم الجرعة الكاملة من لقاح سينوفاك المضاد لكورونا، الأمر الذي دفع السلطات الإندونيسية إلى النظر فيما إن كان من الضروري أن يتلقى الأطباء جرعات من لقاح بديل لتعزيز المناعة، نقلاً عن صحيفة The Guardian البريطانية.
وتصارع إندونيسيا، التي تعتمد على اللقاح الصيني الصنع لكوادرها الطبية، زيادة جديدة في حالات الإصابة بفيروس كورونا؛ إذ أدى التفشي الأخير للفيروس، الذي سببه متحورات جديدة، إلى اكتظاظ المستشفيات والمدافن في جاكرتا وجزيرة جاوة، كما أعلنت البلاد يوم الإثنين 20,694 إصابة جديدة.
وهذه البيانات، التي أصدرتها الجمعية الطبية الإندونيسية، تزيد من الشكوك في مستوى الحماية التي يوفرها لقاح سينوفاك من المتغيرات الجديدة الأشد عدوى.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد وافقت على الاستخدام الطارئ لهذا اللقاح هذا الشهر، وقالت إن نتائج فاعليته أظهرت أنه منع الإصابة بكوفيد الذي تصحبه أعراض في 51% ممن تلقوا اللقاح، ومنع الإصابة بدرجة خطيرة من كوفيد ودخول المستشفى في 100% من الأشخاص الذين خضعوا للدراسة.
لكن عدداً من البلدان التي أعطت اللقاح لنسبة كبيرة من سكانها واستخدمت لقاح سينوفاك أو سينوفارم الصينيين في حملات تطعيمها أعلنت عن تفشيات جديدة للمرض مؤخراً. ومن هذه البلدان منغوليا وسيشيل والبحرين وتشيلي.
وقال فريق تخفيف المخاطر التابع للجمعية الطبية الإندونيسية إنه بشكل عام يعتقد أن أي لقاح معتمد من منظمة الصحة العالمية والسلطات الإندونيسية يقلل من مخاطر الإصابة بدرجة خطيرة من فيروس كوفيد.
غير أنه قال إنه يناقش مدى ضرورة إعطاء الكوادر الطبية جرعة إضافية من لقاح بديل. يقول الدكتور أديب الخميدي، رئيس فريق تخفيف المخاطر: "رأينا أن بعض البلدان تدعم المزج والمطابقة لتعزيز مناعة الكوادر الطبية. أهم شيء هو أنه يتعين على الناس، بعد أخذهم للقاح، الاستمرار في الالتزام بالإرشادات الصحية". وطالب الفريق الحكومة بفرض قيود إغلاق أكثر صرامة.
وكانت وكالة الغذاء والدواء الإندونيسية قد وافقت يوم الإثنين 28 يونيو/حزيران على استخدام سينوفاك في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً. وقالت المتحدثة باسم وزارة الصحة فيما يخص تطعيم كوفيد، الدكتورة سيتي نادية ترميزي، إنه لا توجد خطة لإعطاء الكوادر الطبية جرعة ثالثة. وقالت إن السبب الأساسي لعدد الإصابات بين الكوادر الطبية هو درجة عرضتهم العالية للفيروس، والمتغيرات الأشد عدوى مثل دلتا. وقالت إن معظمهم لم تظهر عليه أعراض أو ظهرت عليه أعراض خفيفة فقط.
ومن جانبها، تقول أوليفيا هيرليندا، مديرة السياسات في مركز مبادرات التنمية الاستراتيجية في الإندونيسي، إن الحكومة الإندونيسية لديها خيارات قليلة فيما يخص استراتيجية التطعيم، بالنظر إلى أنها وقعت اتفاقيات مع سينوفاك، وأضافت: "لست واثقة من أن حكومتنا لديها الإمكانيات المالية لإبرام صفقة أخرى مع لقاحات أخرى ذات فاعلية أفضل". لكن الحكومة كانت بحاجة لتوفير اللقاحات للجميع قدر الإمكان، باستخدام ما هو متاح. وقالت: "الطلب كبير، لكن العرض والإمكانيات محدودان للأسف".