لأول مرة تقوم روسيا بنشر صاروخ كينجال الفرط الصوتي في الخارج بعد أن قامت بإرساله إلى قاعدة تابعة لموسكو في سوريا، في مهمة لمراقبة القوة الضاربة للبحرية الملكية البريطانية التي تُبحِر في شرق البحر المتوسط، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية الثلاثاء 29 يونيو/حزيران 2021.
الصحيفة قالت إن روسيا أرسلت طائرتين مقاتلتين مُسلَّحتين بـ"صاروخ قاتل لحاملة طائرات" تفوق سرعته سرعة الصوت إلى قاعدة في سوريا لمراقبة سفينة "إتش.إم.إسض كوين إليزابيث" التي تُبحِر في شرق البحر المتوسط على رأس مجموعة القوة الضاربة التابعة للبحرية الملكية البريطانية.
هذه هي المرة الأولى التي تنشر فيها روسيا صاروخها "كينجال" الفرط الصوتي في الخارج. ويُزعَم أنه قادر على الطيران بعشرة أضعاف سرعة الصوت (12350 كم/ساعة) ويبلغ مداه نحو 2000 كم.
صاروخ كينجال الروسي
كان صاروخ كينجال "كيه إتش إم 2" -أو "الخنجر"- أحد صواريخ الجيل الجديد من الأسلحة، الذي سلَّط الضوء عليه الرئيس بوتين في عام 2019. وزعم أنَّ روسيا كانت أول دولة تنشر سلاحاً تفوق سرعته سرعة الصوت. ويمكن تسليح الصاروخ برأس حربي نووي.
يُنقَل صاروخ كينجال بواسطة طائرتين مقاتلتين من طراز "ميغ-31 كيه" الأسرع من الصوت، اللتين أُرسِلتا إلى قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية الساحلية في سوريا. وتشارك طائرات من هذا الطراز، التي يطلق عليها الناتو اسم "فوكس هاوند" -وهو اسم كلب صيد الثعالب- في مناورة بحرية روسية في نفس المنطقة مع سفينة "الملكة إليزابيث".
هذه أحدث علامة على أنَّ موسكو تتبنى موقفاً رفيع المستوى تجاه النشر التشغيلي الافتتاحي للناقلة البريطانية التي تبلغ حمولتها 65000 طن وقيمتها 3.2 مليار جنيه إسترليني؛ وهو الأمر الذي أدى إلى مواجهة في البحر الأسود الأسبوع الماضي مع سفينة "إتش إم إس كوين إليزابيث"، التي تقود القوة الضاربة.
قال الروس إنَّ طائرتي "ميغ-31" ستراقبان "تصرفات مجموعة حاملات الطائرات [التابعة للبحرية الملكية]".
قاذفات استراتيجية في قاعدة حميميم
أظهر مقطع فيديو لوزارة الدفاع الروسية إحدى طائرات "ميغ-31" مُسلَّحة بصاروخ كينجال الأسرع من الصوت وهي تنطلق من القاعدة.
توجد كذلك ثلاث قاذفات استراتيجية من طراز "تو-22 إم3" -التي يسميها الناتو "باك فاير سي"- في قاعدة حميميم الجوية تشارك في نفس التدريبات في شرق البحر المتوسط ويمكن تسليحها بصواريخ كروز بعيدة المدى.
بينما تُبحِر سفينة "إتش.إم.إس كوين إليزابيث"، برفقة مدمرتين وفرقاطتين وغواصة هجومية تعمل بالطاقة النووية من فئة "آستوت" وسفينتي دعم، في أول عملية نشر مدتها 28 أسبوعاً، التي ستأخذها إلى الهند واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وبحر الصين الجنوبي.
تدريبات "عدوانية" في البحر الأسود
لا تزال التوترات في البحر الأسود عالية مع بدء مناورات بحرية سنوية تشمل أوكرانيا والولايات المتحدة وحلفاءها ابتداءً من اليوم الثلاثاء 29 يونيو/حزيران، وحتى 10 يوليو/تموز. وتشمل 32 سفينة و5000 جندي و40 طائرة من الدول الأعضاء في الناتو، بما في ذلك بريطانيا.
وصفت السفارة الروسية في واشنطن التدريبات بـ"العدوانية" ودعت الولايات المتحدة إلى إلغائها. وحذرت موسكو من أنها سترد "رداً مناسباً" على أي تهديدات تشكلها التدريبات.
ضم الكرملين شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014؛ مما أشعل أزمة دولية. واندلعت التوترات مرة أخرى في أبريل/نيسان عندما حشدت روسيا ما يُقدَّر بنحو 100000 جندي على الحدود الشرقية لأوكرانيا.
فيما تهدف رحلة "إتش.إم.إس. كوين إليزابيث" إلى تأكيد حقوق الملاحة الدولية في المنطقة والتعبير عن التضامن مع أوكرانيا.