هدمت الشرطة الإسرائيلية، الثلاثاء 29 يونيو/حزيران 2021، محلاً تجارياً في حي البستان ببلدة سلوان في القدس الشرقية، وذكرت تقارير أن القوات الإسرائيلية استخدمت جرافة، لهدم محل تجاري في الحي، بداعي إقامته بدون ترخيص بناء.
وسائل إعلام محلية قالت، في وقت سابق، الثلاثاء، إن قوات معززة من شرطة الاحتلال ترافقها جرافات بلدية الاحتلال في القدس، اقتحمت حي البستان في بلدة سلوان، وذلك مع انتهاء المهلة لهدم 17 منزلاً بعد أن رفضت لجنة التنظيم والبناء منحها التراخيص، بحسب ما أفاد مركز معلومات وادي حلوة.
اقتحام حي سلوان في القدس
وكالة الأناضول قالت إن العشرات من عناصر الشرطة الإسرائيلية اقتحموا صباحاً الحي في بلدة سلوان، لهدم المحل، واندلعت مواجهات بين عدد من السكان، وقوات الشرطة الإسرائيلية.
كما قال شهود عيان إن قوات الشرطة أطلقت وابلاً من قنابل الغاز المسيلة للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، تجاه المواطنين الذين تصدوا للقوات الإسرائيلية. وحوّلت القوات الإسرائيلية المحل التجاري إلى ركام، قبل أن تغادر الحي.
بينما قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمه سجلت 4 إصابات خلال مواجهات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في حي البستان.
أضاف "الهلال"، في تصريح مكتوب، أن 3 من الإصابات كانت نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع وتم علاجهم ميدانياً، أما الإصابة الرابعة فكانت بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط بالصدر تم نقلها للمستشفى.
فيما منعت شرطة الاحتلال طواقم الصحافة ووسائل الإعلام من الدخول إلى الحي في بلدة سلوان وعرقلت عملها في تغطية عمليات هدم المنازل عن قرب.
على الرغم من ذلك وثقت فيديوهات قيام قوات الاحتلال بإخلاء بعض المنازل من قاطنيها وتشريد أفرادها، فيما أظهرت الفيديوهات إقدام الجرافات والآليات الثقيلة على هدم بعض المنازل بعد محاصرتها ومنع السكان من الاقتراب.
تخطيط لهدم 100 منزل
كان مسؤولون فلسطينيون في سلوان قد قالوا للأناضول، في وقت سابق، إن البلدية الإسرائيلية تعتزم هدم 100 منزل في حي البستان، بداعي البناء غير المرخص.
أشار المسؤولون إلى أن البلدية الإسرائيلية تنوي تحويل المنطقة إلى "حديقة توراتية".
الحدائق التوراتية هي أماكن تزعم إسرائيل أن وجوداً يهودياً كان في مكانها قبل سنوات طويلة.
فيما أنذرت البلدية الإسرائيلية، مؤخراً، أصحاب 13 منزلاً في حي البستان ببلدة سلوان بهدم منازلهم ذاتياً، وإلا فإنها ستغرمهم تكاليف الهدم.
على الرغم من تهديدات الاحتلال المستمرة بتهجير عائلات حي البستان، وهدم منازلهم أو تغريمهم في حال لم يقوموا بهدمها بأنفسهم، فإنهم يصرون على مواجهة تلك التهديدات والبقاء في منازلهم ومحالهم التجارية مهما كلفهم الأمر من ثمن، بحسب ما أكده مركز معلومات وادي حلوة.
مخطط تهجيري قديم
تعتمد سلطات الاحتلال وسائل أخرى في الحياة اليومية، لتهجير سكان الحي الأصليين، مثل "إغلاق بعض الطرق، والملاحقات الأمنية، وفرض ضرائب باهظة"، وفق صيام الذي يشير إلى أنه "حتى البنايات التي أنشئت قبل عام 1967، تعتبرها السلطات الإسرائيلية غير شرعية".
غالباً ما تسبب التغلغل الاستيطاني الإسرائيلي في سلوان بتفجير مواجهات شبه يومية بين السكان الفلسطينيين من جهة، والمستوطنين والشرطة الإسرائيلية من جهة أخرى.
لكن سكان البلدة يحذرون من انفجار أكبر في حال تنفيذ السلطات الإسرائيلية مشروعين استيطانيين كبيرين على حساب السكان وممتلكاتهم.
أرجأت المحكمة المركزية الإسرائيلية مؤخراً قراراً بشأن إخلاء عائلة الرجبي من منزلها في حي بطن الهوى حتى نهاية العام الجاري.
ولكن المحكمة ذاتها أرجأت قرارها بشأن عائلات أخرى في الحي ذاته حتى شهر أغسطس/آب المقبل.
"تهويد" متعمّد للمنطقة
يخشى السكان من طردهم من المنازل التي يقيمون فيها منذ ما قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967.
يخشى ناصر الرجبي، أحد سكان بطن الهوى، في حديث لـ"الأناضول"، من احتمال إصدار المحكمة الإسرائيلية قراراً بإخراجه وعائلته من المنزل، واصفاً القرار –في حال صدوره– بأنه "مدمّر".
يقول: "نحن لن نخرج. هؤلاء يتعاملون معنا بعنصرية، فما يتحدثون عنه هو مجرّد ادعاءات بأن هذه الأرض التي تقوم عليها المنازل كانت لهم قبل عقود، ويريدون إخراجنا منها بالقوة".
يوضح الرجبي أن "المستوطنين يستقوون علينا بالمحاكم الإسرائيلية، وهي محاكم عنصرية وغير عادلة أصلاً"، معتبراً أن ما يجري هو "عملية تهجير علنية لحوالي 86 عائلة تضم 800 شخص من حي بطن الهوى".
كما يشير إلى أن المصير ذاته يواجهه 1500 شخص في حي البستان، و600 شخص في حي وادي ياصول. ويقول إن الأمر "يؤثر علينا وعلى أطفالنا كثيراً، نفسياً ومعنوياً، فيما يتمتع المستوطنون بحراسة أمنية دائمة من الشرطة الإسرائيلية".