تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء الإثنين 28 يونيو/حزيران 2021، بضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي خلال فترة حكمه، واصفاً التزام واشنطن تجاه إسرائيل بأنه "صلب وثابت".
جاء ذلك في تصريحات له خلال استضافته الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، بالبيت الأبيض، وذلك في أول اجتماع له مع مسؤول إسرائيلي كبير منذ توليه الرئاسة في شهر يناير/كانون الثاني الماضي.
حيث قال بايدن لنظيره الإسرائيلي في بداية اجتماعهما: "أستطيع أن أقول لك إن إيران لن تحصل أبداً على سلاح نووي وأنا في السلطة"، معرباً عن تطلعه إلى الاجتماع برئيس الوزراء الجديد، نفتالي بينيت، في البيت الأبيض "قريباً جداً".
الرئيس الأمريكي أضاف أنَّ دعم بلاده لأمن إسرائيل "لا يزال قوياً"، متابعاً: "أنا وفريقي نعمل من كثب مع الحكومة الإسرائيلية التي تولت السلطة في وقت سابق من هذا الشهر".
كما أيّد بايدن بشكل كامل، اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية بوساطة سلفه دونالد ترامب.
في هذا الصدد، قال: "ندعم بشكل مطلق، تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول الشرق الأوسط التي تحرزون بعض التقدم فيها، وإفريقيا أيضاً. وإضافة إلى التقدم المهم، نتطلع حقاً إلى بناء تكتل أوسع للسلام والاستقرار".
من المتوقع أن يتطرق بايدن وريفلين إلى مجموعة واسعة من الموضوعات خلال اجتماعهما الثنائي، ومن ضمنها إيران.
يأتي الاجتماع في أعقاب العدوان الإسرائيلي الذي استمر 11 يوماً على قطاع غزة في مايو/أيار الماضي، والذي امتنع خلاله بايدن عن انتقاد إسرائيل علناً، رغم الضغوط المتزايدة من بعض الديمقراطيين.
منع "الوكالة الذرية" من مراقبة أنشطة إيران
يشار إلى أن رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، أعلن، الأحد 27 يونيو/حزيران 2021، انتهاء اتفاق بلاده مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي يسمح للأخيرة بمراقبة منشآت طهران النووية.
إذ قال قاليباف إن طهران "لن تقدم أبداً تسجيلات كاميرات المراقبة الموجودة في بعض المنشآت النووية الإيرانية إلى الوكالة الدولية، وستبقى البيانات والصور في حوزة إيران"، وفق ما نقلته قناة "إيران إنترناشيونال".
في حين ذكر موقع صحيفة "طهران تايمز" الحكومية على الإنترنت، أن متحدثاً باسم لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية بالبرلمان حذّر من أن "إيران ستغلق أيضاً كاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية إذا تقاعست الولايات المتحدة عن رفع جميع العقوبات".
هذا الإعلان الإيراني قد يهدد بفشل أو يزيد تعقيد المحادثات بين طهران وست قوى كبرى لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
اتفاق مراقبة الأنشطة النووية
يشار إلى أن اتفاق مراقبة الأنشطة النووية انتهى أجَله ليلة الخميس 24 يونيو/حزيران 2021، وذلك بعد ساعات من تحذير واشنطن من التبعات الخطيرة لعدم تمديده، على جهود إحياء الاتفاق النووي.
يُذكر أن هذا الاتفاق يسمح للوكالة الدولية بمواصلة جمع بيانات عن بعض أنشطة إيران، مما يخفف من تأثير قرار طهران، في فبراير/شباط، تقليص التعاون مع الوكالة.
في هذا الإطار، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الجمعة، إن طهران لم تردَّ عليها بخصوص طلب التمديد، مشدّدة على أن "الرد الفوري من إيران ضروري في هذا الصدد".
"إيران لن تتراجع عن خطواتها النووية"
كان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، قد أكد، الجمعة 25 يونيو/حزيران 2021، أن بلاده لن تتراجع عن خطواتها النووية، إلا بعد رفع العقوبات الأمريكية، والتحقق من ذلك.
إلا أن زادة قال، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام رسمية إيرانية، إنه في حال رفع العقوبات الأمريكية، وتأكدهم من هذه الخطوة، ستقوم طهران بعدها باستئناف الالتزام الكامل بالاتفاق النووي، مضيفاً: "القرار يعود لواشنطن وليس طهران من أجل تحديد ما إذا كانت ترغب في العودة للاتفاق والوفاء بالتزاماته".
كانت مباحثات فيينا قد توقفت، الأحد الماضي، بعد فوز القاضي إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية الإيرانية.
يشار إلى أنه في 6 أبريل/نيسان الماضي، انطلقت مباحثات فيينا لإعادة إحياء الاتفاق النووي، الذي يستهدف كبح الأنشطة النووية لإيران في مقابل رفع كثير من العقوبات الدولية عن طهران. بينما يسعى الرئيس جو بايدن للعودة إلى الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منه عام 2018.
جدير بالذكر أن المفاوضات تجري في فيينا منذ أبريل/نيسان الماضي، لتحديد طبيعة وتسلسل الخطوات التي يتعين على إيران والولايات المتحدة اتخاذها بشأن الأنشطة النووية والعقوبات، للعودة إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي.
وقبل ثلاث سنوات، انسحب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق وأعاد فرض العقوبات على طهران. وردت إيران بانتهاك العديد من قيود الاتفاق على برنامجها النووي.